هل نتمتع بجاذبية وإيجابية مع التدخين؟
هل نتمتع بجاذبية وإيجابية مع التدخين؟
يلتمس العديد منا أعذارا جمة ،من أجل تبرير إستخدامه أو إستخدامها لإحدى منتجات التبغ، فسواء أكانت السيجارة أم الأرجيلة أم السيجارة الإلكترونية أصبحت أجيال طلبتنا وشبابنا وشاباتنا تتمتع بنظرة جاذبية وإيجابية نحو إستخدام هذه المنتجات، بل وبتنا ننصح باستخدام التبغ من أجل التحكم في رشاقة ووزن الجسم.
العديد ممن يستخدمون منتجات التبغ، بم فيها السجائر والأراجيل، يهتمون بأن يكون مظهرهم لائق ورشيق، ووزنهم صحي، فما هذا الإنقسام الذي نشهده؟ كيف بتنا نروج لمفهوم الصحة بالرغم من تدخيننا إذ نرى شبابنا يتفاخرون بقولهم «أنا صحي، بركض وبلعب رياضة وما باكل كتير وبدخن – عادي!» ونسمع شاباتنا متحمسات قائلات: ما زبط وزني إلا بس صرت أدخن!» فبطبيعة الحال التدخين «بقلل شهيتي للأكل!» .
ما حقيقة هذا الإنقسام الذي نشهده؟.
لعل ما نشهده حاليا من توجه في مجتمعنا يؤكد هذا الإنقسام، فبالرغم من أن التدخين واستخدام منتجات التبغ يتسببان في التهاب اللثة وتسوس الأسنان واصفرارها ويزيدان من فرصة الإصابة بسرطان اللثة ، والحلق، والحنجرة والمريء، فالحل هو التدخين «ففي التدخين صحة ورشاقة» و»حتى ما أنصح» كما يشدد البعض.
ويسبب تدخين السجائر بالأخص التصبغات التبغية على سطح اللسان وزيادة الشعر عليه حيث تتطاول حليمات التذوق لتصبح مشابهة للشعر، وتظهر هذه الشعيرات في وسط اللسان وتحفظ في ثناياها فضلات طعامنا المتناول وتحفظ الجراثيم وتصبح رائحة الفم كريهة، ولكننا بتنا نرى في ذلك جاذبية وإيجابية. ويحس المدخن والدخنة عادة بحرقة وطعم مر غير مقبول في فمه أو فمها، وهذا كله ممتاز و صحي في سبيل جاذبيتنا ووزننا. هل هذا فعلا معقول؟
وقد يؤدي تدخين السجائر واستخدام منتجات التبغ إلى قرحة لسانية متشققة والتي تظهر على حواف اللسان، بل ويؤثر كذلك على المستقبلات الخاصة بالطعم الملحي فيحتاج المدخن والمخنة إلى تركيز يفوق عشر مرات التركيز الطبيعي من الملح لدى غير المدخن أو غير المخنة ليصبح مذاق الطعام مقبولا، وهذا أيضا ممتاز «حتى ما آكل أكثر.»
ويتسببب تدخين السجائر ومنتجات التبغ في الإصابة بقرحة المعدة والاثنا عشر، ويمنع التئام القرحة ويثبط من إفرازات الغدة البنكرياسية، وهذه جميعها أسباب لمزيد من الجاذبية والإيجابية لتبني مفهوم الصحة مع التدخين ، وبات ما يسيطر على هاجسنا عبارة «ما بدي أوقف دخان حتى أبقى جذابة وزني ثابت!» فما الذي ننتظره فعلا؟ لقد كشف تقرير منظمة الصحة بأن حتى «التعرض لدخان المدخنين مسؤول عن زيادة احتمالات إصابتنا بأمراض القلب بنسبة 25- 30% وسرطان الرئة بنسبة 20-30%،» فكيف نختار المرض وندعي بأنه صحة ؟
ولعل من أكثر أسباب القلق شيوعا عند الإقلاع عن التدخين هوهاجس زيادة الوزن إذ يعتقد معظم المدخنين والمدخنات بأن الإقلاع عن التدخين يؤدي إلى زيادة الوزن وعدم الرشاقة. وقد أشارت الإحصائيات والدراسات العلمية إلى أن هذه الزيادة تكون بمعدل 2-5 كغم فقط في حالة قابلية الشخص لزيادة الوزن بعد الإقلاع. وقد أشارت الإحصاءات أيضا أن أربعة من كل خمسة أشخاص ممن أقلعوا عن التدخين زادوا في الوزن بنسب متفاوتة، مع العلم بأن هناك زيادة بحوالي 15 كغم لدى واحد من بين عشرة من المدخنين والمدخنات الذين أقلعوا عن التدخين. وتعتبر هذه الزيادة بسيطة ومؤقتة يمكن للمدخن والمدخنة أن يسيطر وتسيطر عليها مقابل تأثيرات التدخين السلبية والدائمة المدمرة لصحتنا وصحة من حولنا، فماذا نختار الصحة أم المرض؟ فالمنطق والحق العلمي يقول لا نستطيع أن نختار كليهما معا!
ومن أسباب زيادة الوزن هو أن السجائر تحتوي على مواد تنشط من آلية حرق الجسم للطعام فتزيد بذلك قدرة جسمنا على حرق الطعام، فعند التوقف عن التدخين، تقل قدرة الجسم على الحرق، وتعتبر النسبة المعتبرة لزيادة الحرق ضئيلة وغير صحية على الإطلاق، بالإضافة إلى أن المقلع أو المقلعة عن التدخين يشعر أو تشعر بحاسة التذوق والشم بطريقة أفضل، لذا فقد يتم اللجوء إلى تناول المزيد من الطعام لإستطعامه بطريقة أفضل. كما ويلجأ بعض المقلعين والمقلعات إلى استبدال السجائر بأطعمة لها سعرات حرارية عالية مثل الشوكولاتة والحلويات والبطاطا المقلية و الشيبس و المشروبات الغازية وغيرها، وقد يترافق مع هذا الإستبدال بعض التغيرات النفسية في شهية الجسم للطعام مثلا، أو التفشش في الأطعمة أو لأي سبب آخر تؤدي في النهاية الى زيادة متفاوته في الوزن تختلف من شخص لآخر.
وتعنى التغذية السليمة عند الإقلاع بوضع برنامج غذائي محدد يساعد المقلع والمقلعة على التأقلم والوضع الجديد، خاصة في الثلاثة أيام الأولى، ثم يتغير البرنامج لأسابيع عدة ليواكب مواجهة الأسباب المتعلقة بأي تغيير هرموني (مثل إرتفاع نسبة هرمون الأنسولين في الدم) وتغيير سلوكي حول تناول الأطعمة واختيارها بحيث يساعد هذا البرنامج على اعتماد تغيير في ساوكيات معينة إلى سلوكيات محسنة بدراسة وتخطيط، فمع تحول السلوك المخطط إلى عادة، يصبح ضبط الوزن والمحافظة على الصحة مسألة تلقائية.
ولا يتناول البرنامج الغذائي ما نأكله فقط، وإنما أيضا متى وأين نأكل ولماذا وتحت أي ظرف. فإن البرنامج الأمثل للغذاء يمنحنا مجموعة منوعة من الأطعمة ويوفر لنا المرونة في الظروف المتغيرة. كما وتبين الدراسات والتجارب أن رياضة المشي اليومية أو على الأقل خمس مرات في الأسبوع لمدة نصف ساعة أو أكثر تساعد في ضبط الوزن عند الإقلاع عن التدخين.
وإذا كنا من المدخّنين والمدخنات، فلنتمتع بممارسات إيجابية تساعدنا في الإقلاع عن التدخين. ومن هذه الممارسات:
1) لنشرب السوائل بكثرة، كالماء والأعشاب مع مراعاة عدم زيادة شرب المشروبات المنبهة والغنية بالسكريات.
2) لنمارس التأجيل في تدخين السجائر إذ أثبتت الدراسات بأن لا شهوة لسيجارة تستمر لأكثر من 30 ثانية، فكل تأجيلة فيها خيرة.
3) لنفعل شيئا مختلفا ونغير من نشاطنا اليومي العادي، مثل دعوة صديق، أو المشي، أو القراءة. 4
) لنأخذ نفس عميق ونشعر بتوسع رئتينا، و لنركز على تنفسنا لنشعر باسترخاء جسمنا. والأهم من ذلك هو.
5) لنحترم صحة من حولنا بتجنب التدخين في الأماكن المغلقة.
أما إذا كنا من غير المدخّنين والمدخنات، فلنتمتع بممارسات إيجابية تحمينا من خطر التعرض للدخان وتساعد من حولنا في الإقلاع عن التدخين، مثل:
1) لنتجنب إستنشاق الدخّان الناتج عن سجائر المدخّنين والمدخنات - فالتعرض للدخان مسؤول عن زيادة احتمالات إصابتنا بأمراض القلب بنسبة 25- 30% وسرطان الرئة بنسبة 20-30%، .
2) لنشارك بالجهود لحماية تعرضنا من الدخان من خلال الحفاظ على منازل وسيارات خالية من التدخين، و الحرص على دعوة المدخن والمدخنة بالتدخين في الخارج وبعيدا عنا بنحو 400 متر، .
3) لنشجع من يدخن بالممارسات الإيجابية للإقلاع عن التدخين.
شاهد المزيد من المشاركات من نفس القسم
:
هل نتمتع بجاذبية وإيجابية مع التدخين؟
أطباء:تحريك الساقين يقي من الدوالي
البرص و البهاق مرضان مختلفان
عندما تتكلم الأذن
البيض يحمي السيدات من سرطان الثدي
إصابة المرأة بتصلب الشرايين وجلطات القلب أقل من الرجل
تحريك القدمين يحمى من الدوالي
الأنسولين يحمي من السرطان
القولون العصبى واعراضة واضطراباته
( شلل النوم ).....هل تعرفون ما هو؟؟؟