المحبة لا تسقط أبداً
روى القصة " القمص تادرس يعقوب
" :
فى حقل كبير غرست فيه أشجار الكريسماس جاءت حمامة تسأل الأشجار شجرة شجرة هل ممكن أن تستضيفها لتقيم بين أغصانها عشا تضع فيه البيض وتحتضنه حتى يفقس ؟ .
بدأت الأشجار تعتذر للحمامة فهذه مغروسة حديثاً وقد لا تقوى أغصانها على ثقل العش ، وتلك تخشى أن يشوه العش منظرها فلا يقتنيها أحد يزينها وهكذا إعتذرت كل الأشجار . إلا أن شجرة صغيرة نادت الحمامة وابدت سعادتها بإستضافتها بين أغصانها فسألتها الحمامة عن المقابل الذى تطلبه فأجابتها قائلة : وجودك بين أغصانى هو أجرتى يكفينى رؤيتك فرحة وانت تحتضنين البيض ليفقس حماماً صغيراً إننى اجد راحة فى راحة الأخرين .
فرحت الحمامة وبدات تجمع العش ويعم عشها بين أغصان الشجرة المملؤة حباً . بعد فترة جاء الشتاء قارصاً جداً فأحنت الشجرة جزئها العلوى فى حنو ورحمة نحو العش لتحمى الحمامة والبيض من موجة البرد وبقيت الشجرة منحنية بكل طاقاتها وأخذت تلتف حول العش لتحميه حتى فقس البيض وكبر الحمام وطار .
حاولت الشجرة أن ترفع الجزء العلوى ليستقيم كما كان لكن بعد هذه المدة الطويلة لم يكن ممكناً فبقيت منحنية .
حل موسم ما قبل الميلاد وجاء النجار يقطع أشجار الكريسماس ليزينها المسيحيون كالعادة المتبعة لقد تم بيع كل الأشجار تقريبا . أما الشجرة المنحنية فكان كل تاجر يمر أمامها يرفضها ، لقد تالمت الشجرة لرفضها فإن عيد الميلاد قد أقترب وسوف تتزين كل الأشجار أما هى فتبقى هكذا وحدها بلا زينة . فبدات تتسأل فى داخلها هل أخطات حين إنحنيت لأحمى الحمامة وبيضها .
بعد أيام قليلة جاء شخص مسيحى إشترى بيتاً حديثاً ويريد أن يغرس شجرة ميلاد فى حديقتة الأمامية وإذ قد وجد كل الأشجار بالحديقة قد قطع الجزء العلوى منها ولم يبقى سوى هذه الشجرة المنحنية إشتراها وقد إقتلعها من جذورها وغرسها فى حديقة منزلة ، ثم قام بتزينها ففرحت الشجرة . كل الأشجار التى تزينت ألقيت كزبالة . أما الشجرة المنحنية فأخذت تنمو فى الأرض الجيدة وصاحبها يزينها كل عيد ميلاد
url=http://www.elmelad-eltany.com/upload/download.php?img=839]
[/url]