الحب والصداقة
هل يوجد فارق بين الحب والصداقة؟ هو السؤال الذي يدور في أذهان كثيرين ...........................
سوف أتحدث عن كليهما من ماهية العلاقة بين طرفيها و من هم طرفيها و ما الشروط المناسبة لهذين الطرفين, إن لم تكون هذه العلاقة قائمة بين عدة أطراف
.
أولا الصداقة
:
الصداقة رابطة قوية تنشأ بين فردين أو أكثر لا تتوقف على السن أو على الجنس أنما تتوقف عن مدى ارتياح أفراد العلاقة بعضهم لبعض, و عادة ما ينشأ هذا النوع من العلاقات بسرعة كبيرة في سن المراهقة و هذا بسبب عدم الإحساس بالأمان أو أن الأبوين لا يوفروا الحنان الكافي للشباب المراهق و أيضا من الممكن أن نرجع سرعة تكوين هذه العلاقات إلى وجود مشاكل عائلية في البيت و اختفاء جو الأسرة
.
تفشل بعض العلاقات من هذا النوع بسبب أن أحد طرفيها يستغل أحد الأطراف الأخرى أو أن هذا الطرف السيئ قد أخذ منفعته من أحد أو كل أطراف العلاقة
.
فشل مثل هذه العلاقات يصيب الطرف المتضرر باكتئاب مؤقت و أحيانا يفقدهم الثقة في كل من حولهم من أشخاص, و أحيانا يجعل الشخص المتضررأقوى و يزيد من خبرته في الحياة بل و يجعله مقبل على أكثر على الناس. " الإنسان مخلوق معقد أو صعب الفهم فلا يمكن أن نتوقع كل ردود أفعاله
".
أما نجاح هذه العلاقات يزيد من بهجة أطراف العلاقة و تقودهم إلى هدفهم المنشود
.
ثانيا الحب
:
الحب !!! ................. بعض الناس يقولون يوجد فرق بين حب الله للعالم و الحب الذي يوجد بين البشر, و لكني أرى بماأننا خلقتا على شبه الله و مثاله فبذلك وهبنا صفة المحبة, وهي القدرة على حب بعضنا البعض
.
فما هو هذا الحب الذي نشعر به نحو الجنس الأخر؟ وهل يختلف بين الحب الذي بين أفراد من نفس الجنس؟
أنه هو نفس الحب الذي و هبه لنا المسيح أوبالأحرى خلقنا به و لكن لكثرة آثامنا احتجنا لمن يعطينا يذكرنا بأننا خليقة الله صنعة يديه.
الحب هو حالة وجدانية يدخل فيها الإنسان جسده و روحه
.
ولذلك نرى القديسين عندهم قدرة أن يصلوا لساعات كثيرة و هذا لأنه يحبون من يصلواإليه أو يكلموه, فهم يفعلون هذا ليس أرضاء لله فقط و أنما لأنهم وجدوا في وجودهم بجانب الله سعادة ليس لها مثيل, و بما أن الله لن يفعل شيء يضرهم فهم سيظلون يحبوه طوال حياتهم
.
و لهذا نجد أن سر الزيجة المقدس يتم مرة واحدة للشخص فالرجل يرتبط بامرأته و يصير الاثنان واحدا. و بذلك يكون الرجل مستعدا أن يعيش مع زوجته طوال حياته متحملا كل عيوبها الشخصية, و تعيش المرآة طوال حياتها مع الرجل متحملة كل عيوبه الشخصية, و تسير مركبة الحياة تحمل الاثنان معا محتملين بعضهم البعض في محبة
.
و هذا بالضبط الفرق بين الصداقة و الحب و هي أن في حالة الصداقة: أطراف العلاقة يتعايشون مع بعضهم البعض لوجود قاسم مشترك بينهم, بينما في حالة الحب فهي علاقة تجمع فقط فردين و أحد مراحلها هي الزواج فينشئ عنه ارتباط بين الطرفين يظل مدى الحياة و موافقتهم على أتمام هذا الارتباط هو قدرتهماعلى حبهم لبعضهم البعض و تحمل عيوب بعضهم الشخصية مدىالحياة.