مكسيكو سيتي (رويترز) - يبحث مسؤولو الصحة في المكسيك والولايات المتحدة يوم السبت عن مؤشرات على زيادة تفشي سلالة جديدة من الانفلونزا بعدما قتلت ما يصل الى 68 شخصا في المكسيك واصابت ثمانية في الولايات المتحدة.
ورغم اغلاق المكسيك المدارس والمتاحف وتعليق المناسبات العامة لم يعلن مسؤولو صحة عالميون ان ذلك وباء لكنهم حذروا من احتمال ظهور مزيد من الحالات مما يشكل تفشيا كبيرا حيث ان الانفلونزا تنتشر بين البشر واصابت بعض الافراد.
وقالت منظمة الصحة العالمية ان الفيروس الذي اصيب به 12 من المكسيكيين ينتمي لنفس السلالة الجديدة لانفلونزا الخنازير التي تعرف باسم (اتش 1 ان 1) والتى اصابت ثمانية اشخاص في كاليفورنيا وتكساس لكنهم تعافوا منها لاحقا.
وقالت الحكومة المكسيكية ان الانفلونزا قتلت 20 شخصا وربما تكون مسؤولة عن مقتل 48 شخصا اخرين. ويشتبه اصابة ما اجماليه 1004 اشخاص بالعدوى في انحاء المكسيك.
وحث وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوبا في حديث بنشرة اخبار المساء بالتلفزيون الناس على تجنب التجمعات الحاشدة وعلى ارتداء الاقنعة مشيرا الى عدم وجود ضمان على ان تطعيما ضد الانفلونزا سيساعد على القضاء على السلالة الجديدة.
واوضح ان معدل الوفيات قد ثبت فيما يبدو وان المستشفيات لم تشهد زيادة مطردة في اعداد المصابين في الايام القليلة الماضية.
ويظهر تحليل الجينات ان سلالة الانفلونزا الجديدة خليط لم يشهد من قبل من فيروسات انفلونزا الخنازير والبشر والطيور.
وينظر الى حقيقة ان معظم الذين لقوا حتفهم جراء المرض تتراوح اعمارهم بين 25 و45 عاما على انها علامة تبعث على القلق لها صلة بأوبئة فيما تميل الانفلونزا الموسمية الى ان تكون اكثر فتكا بين المسنين والصغار.
وابلغ الرئيس المكسيكي فليبي كالديرون مسؤولي الصحة امس "ندرك خطورة المشكلة".
وقال الدكتور جيل تشافيز مدير مركز الامراض المعدية في وزارة الصحة العامة بكاليفورنيا وكبير اخصائي الاوبئة في الولاية ان حالات اخرى قد تظهر مع اجراء اختبارات على المرضى. واضاف " كلما فحصنا ( مرضى) كلما وجدنا (مصابين) على الارجح."
وفي مدينة نيويورك يحقق مسؤولو الصحة في اسباب مرض عشرات الطلاب الذين اصيبوا بأعراض تشبه الانفلونزا في مدرسة عليا بكوينز يومي الخميس والجمعة. ووصفت الاعراض بأنها طفيفة وقال مسؤولو الصحة في المدينة انه لا يمكنهم توقع نمط سلالة الانفلونزا.
وبعيدا في هونج كونج التي كانت بؤرة تفشي التهاب الجهاز التنفسي (سارز) والتي تحذر من تهديد اي مرض معد قال مركز حماية الصحة التابع للحكومة انه يراقب عن كثب التحقيقات التي تجريها الولايات المتحدة وسيحلل عينات الانفلونزا في اراضيها.
وقال كوردوبا ان المكسيك لديها مليون جرعة من العقار المضاد للفيروس وهو ما يكفي لعلاج الحالات التي ابلغ عنها حتى الان.
وفي مكسيكو سيتي المدينة التي يسكنها 20 مليون شخص وزع جنود اقنعة ودعت الحكومة الناس الى تجنب الاقتراب بشدة من بعضهم البعض وتناول الطعام في اناء واحد.
والغى فريق راسموس الفنلندي لموسيقى الروك حفلا في مكسيكو سيتي وقال اتحاد كرة القدم المكسيكي ان مباراتين ستقامان في مطلع الاسبوع ستكونان دون جمهور كاجراء احترازي.
وكانت اخر مرة ظهرت فيها الانفلونزا كوباء عام 1968 عندما قتلت الانفلونزا في "هونج كونج" نحو مليون شخص في انحاء العالم.
و أطلقت السلطات الصحية العالمية، أمس، تحذيراً بعد تسجيل المئات من حالات الإصابة البشرية بـ«أنفلونزا الخنازير» في المكسيك، التي بدأت «حملة تلقيح مكثفة» وفرض حظر صحي، بعد الاشتباه في 60 حالة وفاة بهذا المرض الغامض الذي يبدو انه عبر الحدود الى الولايات المتحدة متسبباً بإصابة عشرة اشخاص بالفيروس.
وفي المكسيك، أعلن وزير الصحة خوسيه انخيل كوردوفا وفاة 20 شخصا بفيروس أنفلونزا الخنازير، فيما يجري التحقق من وفاة 50 شخصا آخر بهذا الفيروس، وبحث 943 حالة إصابة بالمرض.
وفرض حظر صحي على نيو مكسيكو التي اطلقت سلطاتها حملة
تلقيح واسعة، ونصحت سكان العاصمة بتفادي قطارات المترو والتحية بالمصافحة أو التقبيل، فيما تم إغلاق جميع المدارس والجامعات العامة والخاصة في العاصمة وفي ولاية مكسيكو. أمّا مطار العاصمة فبقي مفتوحاً لكن وضعت فيه فرق طبية لتولي مساعدة الركاب.
وفي الولايات المتحدة، أعلن البيت الأبيض انه يأخذ هذا الإنذار بجدية وان الرئيس باراك اوباما ابلغ بالوضع. وقال المتحدث باسم المركز الاميركي للمراقبة والوقاية من الأمراض ديف ديغلي «لقد اقمنا مراكز عمليات طارئة»، موضحاً أن المخاوف كبيرة نظرا لأن هذا الفيروس الجديد ينتقل من الانسان الى الانسان ويولد انواعاً فيروسية متعددة. وقال «انها المرة الاولى التي نرى فيها نوعاً للطيور ونوعين للخنازير ونوعاً بشرياً».
وحذر القائم بأعمال المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ريتشارد بيسر إن الوقت ربما يكون متأخرا لمحاولة احتواء تفشي المرض من خلال التطعيم أو المعالجة أو عزل المصابين، مشيراً إلى أنه «من غير الواضح سبب هذا الفيروس».
(أ ف ب)