يهـــــوذا
بثلاثين من الفضة قد باعك أيها القدوس!-
بل قد باع نفسه.
لكن لو فُرض أن عاد تائبا، فهل كنت قبلته؟ !-
الله محبه
وماذا سيكون فى نظر البشر عندها؟!-
من منكم بلاخطيه، كان يُمكن أن يرجمه.
على أى حال فقد فضل الموت على التوبه.-
لذلك فقـد هـلك.
كان يهوذا أميناً للصندوق...
كان يهوذا تلميذاً للسيد المسيح. رأى يهوذا بعينه السيد المسيح وهو يصنع أعيناً للمولود أعمى، رأه وهو يشفى مريض بيت حسدا، رآه وهو يقيم لعازر من بين الأموات.
سمع يهوذا كلمات السيد المسيح عن الحياة الأبديه، ودستور ملكوت السموات بأذنيه.
شهد يهوذا كما باقى التلاميذ، أن سيدهم ومعلمهم:
كارز، وخادم. يجول، ويجولوا خلفه، يصنع خيراً.
يـشـفـي كـل جـرح ويجـبـر كـل كـسـر.
كان المُعلم رجلاً باراً ليس فيه غش، أو رياء، لايبغى جاهاً، أو ملكاً أرضياً، فلم يكن له حتى أين يسند رأسه.
شاهد، وعايش يهوذا السيد المسيح، الذى نقرأ نحن عنه، وسمعه يقول: "من رآنى فقد رأى الآب"
غسل يسوع بيديه الطاهرتان أرجل يهوذا فى الليله التى أسلمه فيها.
خان يهوذا سيده، وكل أخوته، لم يرى بعقله، وقلبه، مجد الله الظاهر فى الجسد....
بل رأى بريق الفضه، وماقد يجلبه له إمتلاكه (حقل دم) من مكانه إجتماعيه مرموقه!
تودد يهوذا لرؤساء الكهنه بمحض إرادته... ربما طمعاً فى جلسه فى الصفوف الأماميه بينهم، أو ليزيع سيطه كمن خلّص الأمه من المجدّف، وأتباعه..
لم يفكر يهوذا فى عواقب فعلته تلك على مُعلمه، وعلى خدمته. ولم يجول بفكره، جرح قلب سيده البار ليقول
"نفسـي حــزينة جــدا حتى المــوت".
لم يشفق أن يُسلم سيده للعذاب، ولم يرتاع على تمزيق قلب أم ربه على وحيدها القدوس بلا ذنب..
لم تثنيه تلميحات سيده فى الليله التى كان مُزمع فيها أن يُسلمه!
لم يلفت نظره قول سيده: "الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني" فحزنوا جدا إلا أن أحداً منهم لم يشـــك فى أخيـــه!!!
"و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب؟" !
سبى إبليس عقله، وسلبه إرادته. وسقط فى جُب الخطيه، وإنغلقت عليه مغاليق الهاويه
أما الإتفاق فكان أن يسلمه لهم بعلامة المحـــــبه (القُـبله)!
لم يختارأن يشير إليه، أو أن يذهب ليقف جواره، بل إختار أن (يُــقَبله).....!
بإشرة المحـــــبه أسلم يهوذا المسيح لليهود، والأمم
ليعروه، ويمزقوا مايستر جسده، ويقترعوا على لُباسه.
ليجلدوه، ويكللوا رأسه بإكليل شوك، ويسحلوا جسده فى الطرقات والأزقه.
ليسمروا جسده ويرفعوه على خشبه كلصٍ أثيم.....
جسد المسيح هذا ياأخوتى هو الكنيسه.
أما فعلة يهوذا تلك، وتعذيب جسد المسيح وتعييره فى الطرقات، فقد ظل باقياً للآن...
ليذكر كل من يحاول تكرار فعلته، بكلمات الكتاب: "لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه، أو ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه"
لم نرى، أو نسمع منذ تأسيس العالم، عن إنسان ربح العالم كله... لكن رأينا وسمعنا عن كثيرين خسروا أنفسهم، بأقل من ثلاثين من الفضه!
إعطنا يارب أن نسهر، إعطنا يامخلصنا الصالح حياة الإستعداد الكامل، والدائم، لنكمل أيامنا بسلام، ونجد نصيب، وميراث فى ملكوت السموات
المصلـــــوب
- لماذا يارب حملت الصليب؟
لاجـــــلك
- وهل أستحـق منك ياإلــــهى القــــدوس بذل الذات؟!
نعـــــم
- لمـــــاذا ؟!
أنــــت إبــــنى.
- وإكليل الشـــــوك ؟!
لبسته من أجل أن تلبس أنت إكليل الأمجاد الأبديه.
- وخزى البصاق ؟!
لأجـــــلك لم أرد وجهى عنه.
- وطريق الصـــــلب ؟!
تركت لك فيه آثار أقدامى، لتتبعنى
- والخـــــل، والمر ؟!
لكى تذوق أنت حلاوة العِشـــــره معى.
- وطعنة الحـــــربه ؟!
منها خرج ينبوع حياه أبديه لك.
- وموتـــــك ؟!
به إنشق الحجاب الذى بينى وبينك، وبه كان التمجد فى القيامه، فبالموت، قد غلبت الموت، لأُريك أنك لو كُنت فيّا فلن تموت أبداً.
وهاأنا أمد دائماً يدى لمن يطلبنى، ولازالت بها آثار المسامير لتُذكرك دائماً كم أُحبك.
حقاً ياربى "لأنه ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15 : 13)
ثوك تي تي جوم نيم بى أؤو نيم بي إسمو نيم بي آماهي شا إينيه آمين. باشويس إيسوس بي إخرستوس باسوتير ان اغاثوس
تاجوم نيم با اسمو بي ابشويس أفشوبى نى إن أو سوتيريا اف أوواب