معهُ أنا في الضيق، أنقذه وأُمجده (مز 91: 15 )
هذا وعد إلهي لكل مؤمن يجتاز في ضيقة، أنه ينقذنا في وسط الضيق قبل أن يُخرجنا منه. فمعية الرب معنا وسط الضيق، تمنحنا تحملاً وصبرًا، بل تجعلنا نرى من خلاله، تعزية وحلاوة، لا نتذوقها إلا في وسطه، فالرب فيه يحملنا ويحمل أثقالنا، ويطمئننا لأنه المُمسك بزمام الأمور، ولا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نحتمل
في الضيق: يكون الرب معنا في الضيق لينقذنا من مخاطره، أ لم يكن مع يوسف في بيت فوطيفار، وأيضًا في بيت السجن، وباركه، وأعطاه نجاحًا ومنحه نعمة؟ وكذلك رفقاء دانيال في وسط أتون النار «لم تكن للنار قوة على أجسامهم، وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار لم تأتِ عليهم»، وذلك لأنه كان معهم «الرابع شبيه بابن الآلهة»
. وأيضًا لم تفترس الأسود دانيال وهو في جُب الأسود حيث إنه قال: «الهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود، فلم تضرّني».
من الضيق: ولا يكتفي الرب بهذا، بل ينقذنا أيضًا من الضيق، «يقودك من وجه الضيق إلى رَحبٍ لا حصر فيه»، أَ لم يُخرج يوسف من السجن؟ والفتية من الأتون؟ ودانيال من جُب الأسود؟ فهذا وعده لنا.
والضيق له وقت محدد من الله، لا يتعداه، لذا لا نقلق، «لكم ضيق عشرة أيام» فعندما أتى الوقت المُعيَّن من الله لخروج يوسف من السجن، صدر الأمر الإلهي، «فأرسل فرعون ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن» ، فهو القائل «أنا الرب في وقته أسرع به»
وأيضًا للضيق غرض مُحدد من الرب لفائدتنا وبركتنا، فبه نتعلم الصبر، «لأن الضيق ينشئ صبرًا»
بعد الضيق: وأخيرًا بعد أن ينقذنا الرب من الضيق، فهو يمجدّنا، كما رفَّع الرب يوسف ورقّاه إلى أسمى المراكز، كذلك فعل مع دانيال، وأيضًا تمجَّد إله الفتية الثلاثة، وارتقوا إلى مراكز رفيعة، والرب «بارك آخرة أيوب أكثر من أُولاه»
عزيزي المُجَّرب .. هل ترهب الضيق؟ أم تضطَّرِب عندما يأتيك؟ حوِّل عينيك عن التجربة، وانظر لمَن يرافقك فيه، بل ويُخرجك منه، لذا يجب أن «نفتخر أيضًا في الضيقات» .