الاسم الذي فوق كل اسم
وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم ( في 2: 8 ، 9)
إن الاسم يدل على كل ما هو الشخص: صفاته وأعماله واستحقاقاته. وهو أيضًا تعبير عن الصيت والشُهرة؛ فمثلاً ـ عن القوم الذين أرادوا أن يبنوا لأنفسهم مدينة وبرجًا رأسه بالسماء ـ نقرأ عنهم قولهم: «نصنع لأنفسنا اسمًا» ( تك 11: 4 ).
ولقد أُعطىَ الرب يسوع في تجسده، اسمًا من الله نفسه: «يسوع»، اسمه الإنساني، الاسم الذي كان يحمله هنا عندما كان مُحتقرًا ومخذولاً من الناس. ولكنه ـ باعتباره الإنسان الكامل الذي مجَّد الله على الأرض ـ عاد إلى حيث كان، إلى ذروة المجد. «من عند الله خرج، وإلى الله يمضي» ( يو 13: 3 ). نعم، عاد إلى هناك بعدما عَطَّر الكون برائحة طيب أمجاده ( نش 1: 3 ) «صائرًا (بجلوسه في يمين العظمة في الأعالي) أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسمًا أفضل منهم» ( عب 1: 4 ).
وفي رسالة أفسس نقرأ أن «إله ربنا يسوع المسيح ... أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا» ( أف 1: 17 - 21). فالرب يسوع يسمو على كل حاكم وسلطة، بشرية أو ملائكية، الآن وإلى الأبد. ومهما تعاظم حكمهم وسلطتهم، وقوتهم وسيطرتهم، فالمسيح يفوقهم بما لا يُقاس.
وكذلك في رسالة فيلبي نقرأ أن «الله ... أعطاه اسمًا فوق كل اسم» ( في 2: 9 ). فهذا الاسم «يسوع» اسم الاتضاع، هو نفسه الاسم الذي سيكون فوق كل اسم. وستُدرك الخليقة كلها في المستقبل أن هذا الاسم الذي لُقِّب به «ربي وإلهي»، زمان وجوده على الأرض، وقد جهله الكثيرون، واحتقره ورفضه الكثيرون أيضًا، ووضعوا أسماء أخرى كثيرة مع هذا الاسم؛ هو الاسم الذي يفوق كل اسم. وأمام هذا الاسم الجليل يتوارى كل اسم آخر «لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ... ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 10 ، 11). فالذين لا ينحنون له طوعًا الآن، سيأتي يوم فيه يُرغمون على ذلك. وقسرًا سيعترف الجميع بحقيقة ربوبيته. والذين رفضوا وتنكَّروا لِمَا قاله المسيح عن نفسه، سيقررون ذات يوم بأنهم تصرفوا بجهل، وضلوا السبيل كثيرًا، وأن «يسوع الناصري» هو حقًا رب المجد.