عودة رفات مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر
فى 8 / 5/ 1965 م قام البابا كبرلس السادس والآباء الأحبار نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ونيافة الأنبا كيرلس مطران قنا ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج ونيافة الأنبا صموئيل .. بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لدعوته لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الكبرى , وقد أعلن الرئيس أثناء الزيارة بمساهمة الدولة بمبلغ مائة ألف جنيه لبناء الكاتدرائية .
فى 24/ 7/ 1965م أثناء إحتفالات بعيد الثالث عشر لثورة يوليو .. إحتفلت الكنيسة بوضع حجر الأساس للكاتدرائية فى أرض الأنبا رويس .
فى الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس والمذبح الذى أهدته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
*************************
وكتب المتنيح ألعلامة الأنبا غريغوريوس عن موضوع رفاة مار مرقس الرسول فى جريدة وطنى يوم الأحد جريدة وطنى 25 /6/2006م السنة 48 العدد 2322 فقال : " في روما-الفاتيكان
في يوم 15 من بؤونة من عام 1684 للشهداء الاطهار,الموافق السبت 22 من يونية لسنة 1978 لميلاد المسيح,وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس,وهو المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية,تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية,من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة (بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين) وثلاثة من الأراخنة.أما المطارنة والأساقفة فهم علي التوالي بحسب أقدمية الرسامة:الأنبا مرقس مطراس كرسي أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها ورئيس الوفد,والأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها,والأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة وتوابعها,والأنبا بطرس مطران كرسي أخميم وساقلتة وتوابعها,والأنبا يوحنس مطران كرسي تيجري وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا لوكاس مطران كرسي أروسي وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا بطرس مطران كرسي جوندار وتوابعها والأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة وتوابعها,والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي,والأنبا بولس أسقف كرسي حلوان والمعصرة وتوابعها.
وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية,فهم :الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لإدارة أوقاف البطريركية,والأستاذ فرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية,والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.
وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 13 من بؤونة الموافق 20 من يونية في طائرة خاصة رافقه فيها نحو تسعين من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة.
وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدون من قبل البابا بولس السادس,وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان.
وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 من بؤونة الموافق 22 من يونية لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مارمرقس الرسول.وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري,وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبراندز أمين عام لجنة العمل علي اتحاد المسيحيين,والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي.وقد أقلتهم عربات الفاتيكان الخاصة تتقدمها الدراجات البخارية إلي القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
وفي الساعة الثانية عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج وطهطا وطما ورئيس الوفد,ويتبعه سائر أعضاء الوفد القبطي من المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة,وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص وافقا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الآخر.ثم جلس علي عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد القبطي مشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مارمرقس الرسول.ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها إنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده باسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين أوفدهم نيابة عنه لاستلام رفات مارمرقس الرسول.ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه,وحمل بابا روما ورئيس الوفد القبطي معا الصندوق الحاوي لرفات مارمرقس,وسار الجميع اثنين اثنين في موكب رسمي,وانتقلوا من مكتب البابا إلي قاعة كبيرة كانت قد أعدت لتستقبل الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة,ووضع صندوق الرفات علي مائدة خاصة.ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله.وفعل كذلك رئيس الوفد البابوي القبطي وتلاه بقية أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مارمرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة,وقد استحوذت علي قلوب الجميع,مصريين وأجانب.ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة,وكان الموقف كله مثيرا وخيم علي القاعة جو عميق من الروحانية والتقوي والقداسة والورع.
ثم جلس بابا روما علي عرشه وعندئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد القبطي خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس,معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مارمرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مارمرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدا.
ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس علي عرشه,أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية,ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة,وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي,وكيرلس عمود الإيمان,وبنتينوس,واكليمنضس,راجيا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما,وطلب البابا الروماني في خطابه إلي رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية,أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلي البابا كيرلس السادس واكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.
بعد ذلك نهضا البابا بولس السادس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية.فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وكنيسة مصر القبطية وهي أربع:
(1) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء,ويضم كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية وهو مجلد بجلد فاخر بلون بني ممتاز,وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس مع الإشارة إلي تاريخ اليوم وهو السبت 22 من يونية لسنة 1968 لميلاد المسيح الموافق 15 من بؤونة لسنة 1684 للشهداء.
(2) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل علي قطعة نسيج أثرية ثمينة ترجع إلي القرنين الخامس والسادس الميلاديين عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا,وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات معهد الدراسات القبطية بالقاهرة قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مارمرقس.
(3) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة,التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بمعهد الدراسات القبطية.
(4) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران,30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت إشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف,وقد سجلت علي هذه السجادة رسوم عدة,تمثل قصة يوسف الصديق كاملة.
وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال إنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال.ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي القبطي,عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا,ويقفان علي جانبي الصليب القديس بطرس الرسول علي يمين المسيح,والقديس بولس الرسول علي يساره.ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم.كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين ميداليات تذكارية نقشت عليها صورتا ماربطرس وماربولس الرسولين من جهة,وعلي الوجه الآخر نقشت صورة بولس السادس الحبر الروماني.
ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي القبطي وثيقة رسمية بتاريخ 28 من مايو لسنة 1968 تشهد بصحة الرفات,وإنها بالحقيقة رفات مارمرقس الرسول,وإنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار,وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي الروماني ووكيل عام مدينة الفاتيكان.وكانت الساعة قد صارت الواحدة بعد الظهر,وبذلك انتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس,وعاد الوفد القبطي في موكبه الرسمي إلي فندق ميكل انجيلو (الملاك ميخائيل) بروما.
بركة مارمرقس الرسول تشمل الجميع.
***************************
المكان الذى يوجد فيه مزار (رفاة) القديس مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر أسفل الكاتدرائية المرقسية بأرض الأأنبا رويس بالقاهرة
توتر العلاقات بين الكنيسة الأثيوبية والكنيسة القبطية
كانت العلاقة بين الكنيستين الكنيسة الأثيوبيه وأمها الكنيسة القبطية بدأت فى التدهور لمطالب كثيرة وكان بداية الأزمة أنه بعد نياحة البابا يؤانس الـ 19 عام 1942م بعد أن طالب الأثيوبيين وكان المطران فى ذلك الوقت الأنبا كيرلس (مطران مصرى لأثيوبيا) فطلبوا أن يكون من يخلفه مطراناً أثيوبياً ويكون له أيضاً حق رسامة أساقفة أثيوبيين وتكوين مجمعاً مقدساً لكنيسة أثيوبيا - وأن يكون لهم حق أنتخاب البطريرك للكنيسة غير قائمة أخرى من الطلبات التى تهدف أولاً وأخراً إلى الإستقلال .
فعقد البابا مكاريوس الثالث مجمعاً مقدساً خصيصاً لمناقشة هذه الطلبات , وأعلن رفض المجمع سيامة المطران الأثيوبى وما دام رفض رسامة المطران الأثيوبى فيكون رفض كل مطالب الأثيوبيين بما فيها أن يكون له حق رسامة أساقفة أثيوبيين , فأثر هذا الرفض على العلاقة بين الكنيستين الشقيقتين .
وفى عهد الأنبا يوساب البطريرك بعد مفاوضات تدخلت فيها حكومة النقراشى باشا وافق البابا على مطالب كنيسة أثيوبيا , ولكن كان أنتظار تنفيذ الأتفاق هو نياحة الأنبا كيرلس آخر مطران مصرى قبطى لأثيوبيا وقد تنيح فى أكتوبر سنة 1950م
وفى يناير 1951 م قام الأنبا يوساب بترقية الأنبا باسيليوس إلى رتبة مطران مع السماح له برسامة خمسة من الأساقفة الأثيوبيين .
وفى عام 1956 م بعد نياحة البابا يوساب وأثناء فترة خلو الكرسى المرقسى عاد الأثيوبيين بمطالب جديدة وهى : رفع درجة المطران الأثيوبى إلى درجة أن يكون نائب البطريرك فى أثيوبيا , ويكون لهم حق إنتخاب البطريرك سواء فى أعداد لا ئحة الإنتخاب و المشاركة فى الإنتخاب وترشيح أثيوبيين للكرسى البطريركى لأنهم جزء لا يتجزأ من الكنيسة ككل , فوافقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة مطران بنى سويف وقائممقام البطريرك على جميع المطالب الأثيوبية ما عداً أمراً واحداً ألا وهو مسألة ترشيح البطريرك إذ تمسك الأقباط بالتقاليد أن يكون البطريرك مصرياً أثوذكسياً , وبتاء على هذا رفضت الكنيسة الأثيوبية الإشتراك فى سيامة البابا كيرلس السادس فى مايو عام 1959م
وكانت هذه الأزمة تقلق أبونا مينا البراموسى المتوحد وبعد الإختيار الإلهى له ليكون بطريركاً , وقبل حفل السيامة فى 10 مايو 1959 م - أرسل قداسته بصفه شخصية الدكتور إدوارد بشرى إلى أثيوبيا حاملاً رسالة شخصية منه إلى الإمبراطور هيلاسلاسى يقول فيها : " .. أبعث بهذه الرسالة إلى جلالتكم بعد أن شاءت نعمة الرب وإختارت ضعفى لهذا المنصب الخطير , وأنى أشعر بجعوة الرب وبجسامة المسئوليات التى تتطلبها رعاية النفوس , وأثق أن الذى دعانى هو القادر أن يعيننى على توجيه سفينة كنيسته إلى ميناء الخلاص .. ويسرنى أن أعبر لجلالتكم عما يكنه قلبى وتقدير لشعبنا الأثيوبى العزيز , ولكنيسة مار مرقس بلادكم المباركة , ولا شك أنه متى سارت روح المحبة المسيحية الحقيقية والفهم والتقدير المتبادل , فإنه يمكن تذليل كل الصعوبات , والوصول إلى حلول مرضية وبدء عهد جديد يساعد على توطيد هذه الرابطة المقدسة التى طالما حاميتم عنها جلالتكم وسهرتم على صيانتها وتوطيدها طوال حياتكم , ومما يزيد إبتهاجى أن يشترك أخوتى فى ليقاناباباسات (المطران) وأساقفة أثيوبيا فى وضع ايديهم على رأس بابا الإسكندرية فى صلاة الرسامة لأول مرة فى تاريخ كنيستنا , مما سيزيدنى شعوراً بعمق هذه الرابطة وقوتها , وأنى أتطلع بعين الفرح الى ذلك اليوم الذى ألتقى فيه بجلالتكم فى أثيوبيا العزيزة وفى الإقليم المصرى أيضا حتى يتم سرورنا الروحى فى الرب .. " كتاب مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - القس رافائيل أفا مينا / حنا يوسف عطا
وعاد مندوب أبونا مينا يوم السيامة حاملاً رسالة إعتذار عن عدم المشاركة فى حفل الرسامة ولكنهم تفهموا روح المحبة التى تكمن فى قلب القادم ليجلس على كرسى مار مرقس - وحاول البابا كيرلس السادس لم ييأس فى رغبته فى تحسين علاقة الكنيسة القبطية مع أثيوبيا فقال فى رسالته الباباوية الأولى يوم الرسالة قال فيها : " .. كما نتوجه بأصدق التحية وبركاتنا الرسولية إلى الأخ الحبيب الأرثوذكسى المبارك حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا وإلى جلالة الإمبراطورة والأمراء وإخوتنا المطران ياسيليوس وجمسع الساقفة والكهنة والشمامسة وشعبنا الأثيوبى العزيز ... "
وفى 16 مايو 1959م بعد السيامة المقدسة كتب قداسة البابا كيرلس السادس رسالة ثانية إلى الإمبراطور هيلاثيلاسى جاء فيها قال فيها : " .. لقد تأثرنا بالغ التأثر وقدرنا شعور الألم الذى عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الإشتراك فى حفل الرسامة , ونحن نتضرع إلى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح التى ضمناها فى رسالتنا السابقة , إن الإحتياجات الروحية والإجتماعية المتزايدة لشعب الرب فى هذه الأيام ومسئوليات الكنيسة نحوها تتضاعف يوماً بعد آخر مما يتطلب العناية بتنظيم أعمال الكنيسة الرعوية والإدارية بالطريقة التى تمكنها من تأدية رسالتها وتحقيق مسئولياتها على الوجه الذى يريح ضميرنا أمام الرب , وسيشمل هذا التنظيم بنعمة الرب جميع أقاليم الكرازة المرقسية التى يتسع عمل الرب فيها بشكل ملحوظ , ولشعورنا بإزدياد التبعات الملقاة على كنيسة مار مرقس فى أثيوبيا فى نهضتها الحديثة , بفضل جلالتكم وإهتمامكم , ويسرنا أن يكون رفع مركز رئيس كنيسة مار مرقس بأثيوبيا موضع عنايتنا بصفة خاصة , مع تنظيم سلطاته فى الرسامات بما يرشدنا إليه الروح القدس , لذا يسرنا أن نوفد إليكم أخوتنا الآباء المطارنة نيافة ألنبا لوكاس مطران منفلوط ونيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم ونيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية , لتأكيد مشاعرنا السابق التعبير عنها ولدعوة من يقع عليه إختيار جلالتكم من أبناء الكنيسة للحضور إلينا والإشتراك فى دراسة هذا التنظيم ورسم حدوده ومسئولياته تحت قيادتنا الشخصية حتى تتحقق الكنيسة رسالتها لمجد الرب وخلاص النفوس .. "
ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على الرسالة السابقة ولكنه أرسل رسالة أخرى إلى نيافة الأنبا باسيليوس المطران ألثيوبى عبر فيها عن صدق مشاعره ورغبته القوية فى تدعيم العمل الكنسى والرعوى لكنيسة مار مرقس الرسول فى كلا البلدين مصر وأثيوبيا .
وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من : الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول - نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور - أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى .
وشكل قداسة البابا وفداً قبطياً فى هذه المباحثات يتكون من : نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط - نيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم - نيافة الأنبا باسيليوس مطران القدس الجديد - المهندس يوسف سعد - السفير عدلى أندراوس - السفير دسمترى رزق - الدكتور مراد كامل - القمص مكارى السريانى ( فيما بعد اصبح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) لسكرتارية المفاوضات بين الكنيستين ..
النص الكامل للأتفاقية بين الكنيسة القبطية والكنيسة ألأثيوبية
راجع هذا النص فى ملف المستندات والوثائق الكنسية فى هذا الموقع
تنصيب بطريرك جاثليق أثيوبيا
مؤتمر أديس أبابا للكنائس القبطية الأرثوذكسية الشرقية
بدأ إنقسام الكنائس الأرثوذكسية بعد مجمع خلقدونية عام 451 م :
القسم الأول :
** الكنيسة القبطية الوطنية (كرسى الإسكندرية) والكنائس التابعة لها وهى كنيسة الخمس مدن الغربية , وكنيسة النوبة والسودان , وكنيسة اثيوبيا
** الكنيسة الأنطاكية والكنائس التابعة لها
القسم الثانى :باقى الكنائس الأرثوذكسية
وفى الوقت الحاضر تتكون خريطة التقسيم إلى نفس القسمين ولكن تواجدت كنائس أخرى فى العصر الحديثة
القسم الأول : الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ( الكنائس اللاخلقيدونية ) وهى سبع كنائس
1 - الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (كرسى الأسكندرية)
2 - الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (كرسى أنطاكية)
3 - الكنيسة االأرمنية الأرثوذكسية (كرسى أتشمايزين)
4 - الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية
5 - الكنيسة الأرثوذكسية فى الهند
6- الكنيسة الأرمينية فى لبنان (أنتلياس)
7 - الكنيسة الأريترية الأرثوذكسية
القسم الثانى : هى مجموع الكنائس التى قبل قرارات المجمع الخقيدونى وتعترف بقراراته وأطلق عليها أسم : الكنائس الأرثوذكسية ( الكنائس الخلفدونية) وعددها 19 كنيسة وهى :
1- بطريركية القسطنطينية ( البطريركية المسكونية )
2 - بطريركية الإسكندرية ( الروم الأرثوذكس )
3 - بطريركية أنطاكية ( الروم الأرثوذكس )
4 - بطريركية أورشليم
5 - الكنيسة الأرثوذكسية الروسية
6 - الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية
7 - الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية
8 - الكنيسة الأرثوذكسية الصربية
9 - الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية
10 - الكنيسة الأرثوذكسية بجورجيا
11 - الكنيسة الأرثوذكسية بقبرص
12 - الكنيسة الأرثوذكسية ببواندا
13 - الكنيسة الأرثوذكسية للتشيك والسلوفاك
14 - الكنيسة الأرثوذكسية بسيناء
15 - الكنيسة الأرثوذكسية بألبانيا
16 - الكنيسة الأرثوذكسية بفنلندا
17 - الكنيسة الأرثوذكسية باليابان
18 - الكنيسة الأرثوذكسية بأمريكا
19 - الكنيسة الأرثوذكسية بالصين
البيانات السابقة مأخوذه من ورقة تاريخية مقدمة لندوة الحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالمركز القبطى للدراسات الإجتماعية بأسقفية الخدمات العامة والإجتماعية وقدمها د / جوزيف موريس فلتس .
ومن أجل تدعيم العمل والعلاقات بين الكنائس اللاخلقيدونية قام الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور اثيوبيا بدعوة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إلى عقد مؤتمر فى أديس أبابا فى أكتوبر 1964 م .
وحين نما إلى علم الإمبراطور أن قداسة البابا لن يحضر أمر بتأجيل المؤتمر لحين حضور قداسة البابا كيرلس السادس , ولهذا السبب تم إنعقاد المؤتمر فى 8- 15 يناير 1965 م وحضرة كل من : -
1 - قداسة البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكان يرافقة وفد من الآباء الآتى أسمائهم : نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس , نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا , نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية , القمص فليمون لبيب , الشماس يوسف منصور , الأستاذ مريت غالى , الأستاذ قرياقوس بسادة , الأستاذ زكى الأسيوطى , الدكتور صادق أنطونيوس .
2 - مار أغناطيوس يعقوب الثالث : بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان للسريان الأرثوذكس ويرافقة وفداً من بينهم المطران مار - ملاتيوس برنابا , والمطران ساويرس زكا .
3 - فاسكين الأول الكاثوليكى الأعلى لكل الأرمن الأرثوذكس .
4 - حذرين الأول كاثليكون كيليكيا الأرمن الأرثوذكس (أنتلياس) .
5 - مار أوجين باسيليوس : كاثوليكوس كنيسة الهند للسريان الأرثوذكس .
6 - أبونا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا .. ولم يتمكن من متابعة كل الجلسات المؤتمر فأناب عنه نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هرر .
وقام الإمبراطور هيلاسيلاسى بإستقبال رؤساء الكنائس بنفسه فى المطار ورحب بهم ..
وقد أعطى البابا كيرلس السادس جناحاً خاصاً فى قصر منليك , وقام بتوزيع نياشين على أعضاء المؤتمر وقال لهم : أنها من البابا كيرلس وأنهم ضيوفه ودعا قداسة البابا أن يحضر إلى أثيوبيا كما يذهب إلى القاهرة أو الإسكندرية أو مريوط فهم فى أثيوبيا أولاده أيضاً كما دعاه لحضور عيد الغطاس معهم .. "
وقد منح المؤتمر جلالة الإمبراطور الأثيوبى هيلاسيلاسى الأول لقب " بطل الأرثوذكسية فى القرن العشرين "
وقام قداسة البابا كيرلس السادس بإفتتاح المؤتمر بالصلاة .. ثم ألقى الأمبراطور هيلاسيلاسى كلمة قال فيها : " لقد دعوت الآباء الموقرين للإجتماع أملاً أن يسهم هذا الإجتماع فى تحقيق وحدة الكنيسة , وأن يساعد بطريقة غير مباشرة على التفاهم والتعاون بين الشعوب , ففى أيامنا هذه تجتمع فى فترات متقاربة لا الكنائس فحسب بل أيضاً الدول والحكومات , متناسية خلافاتها , لتواجه المشاكل المشتركة بينها ولتبحث عن الحلول والوسائل لتحقيق السلام العالمى والمحافظة عليه وعلى الكنيسة أن تشترك فى هذا العمل الجليل لأنها مصدر السلام والأخوة بين الناس .. منذ قرون مضت بقيت الكنائس الأرثوذكسية بغير إتصال , قد يكون ما يفصل بين المجموعتين ( الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقيدونية والكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية ) ذا أهمية وقد لا يكون , ولكنا على كل حال نعيش فى عصر نناقش فيه الخلافات السياسية ذاتها حول موائد المؤتمرات , ويبحث الكل عن حلول سلمية ودية , ولا يمكن للكنائس أن تفعل أقل من ذلك ..
قد لا يستطيع هذا المؤتمر أن يصل الآن إلى نتائج نهائية لكنه يجدر برؤساء الكنائس أن يبدأوا فى البحث عن طريق التصالح ووسائل التعاون ..
ووارد فى جدول أعمالكم موضوع السلم العالمى , وهو فى عالم اليوم مشكلة خطيرة , وتلك الأسلحة المدمرة , التى هى من صنع الإنسان , إنما تهدد الإنسانية كلها إلى درجة الهلاك , ولا يزال الجنس البشرى فى حاجة ماسة أكثر منه من ذى قبل إلى سند الكنيسة وصلواتها ..
آبائى الموقرين أود أن اشير إلى موضوع الصالح الإجتماعى فى العالم فيقدر بلد ما على أن يفلح فلاحاً أنجح من هذا الحقل لو عضت الكنيسة الصالح الإجتماعى وأسهمت فى الخدمة الإجتماعية وهكذا تتحقق إرادة الرب وتستطيع الإنسانية أن تتقدم فى المجالات المادية والروحية فى نظام إجتماعى سليم .. " مريت بطرس غالى - مقال عن مؤتمر أديس أبابا للكنائس الشرقية , نشر فى مجلة السياسة الدولية , أبريل 1965 م
وبدأ المؤتمر جلساته ومناقشة جدول الأعمال الذى يتضمن الموضوعات التالية :-
1 - بحث الوسائل والطرق التى بها تحاول الكنائس حل المشاكل التى توجهها فراداً أو جماعياً .
2 - إيجاد الوسائل والطرق لتحقيق التعاون بين الكنائس فى ميدان التعليم اللاهوتى .
3 - بحث إمكانيات العمل المشترك فى مجال الكرازة .
4 - الإتفاق على موقف موحد فى موضوع العلاقات مع الكنائس الأخرى .
5 - إيجاد جهاز يحقق الإتصال الدائم بين الكنائس المشتركة فى المؤتمر .
6 - إبداء الرأى فى موضوع السلام العالمى .
وقد شملت قرارات مؤتمرا أديس أبابا على ست توصيات رأى المؤتمر أن تعرضها كل كنيسة على لجان من المختصيين فيها ثم تقدم ما تقره إلى اللجنة الدائمة للعلاقات العامة للمؤتمر وأصدروا التوصيات راجع النص الكامل للتوصيات فى هذا الموقع بقسم " المستندات والوثائق الكنسية "
كلمة قداسة البابا كيرلس السادس التى ألقيت فى الجلسة الختامية وقد عبرت الكلمة عن روح كنيسة الأسكندرية :-
1 - كما ينحدر نهر النيل من الهضبة الأثيوبية ليحمل وسائل الحياة لملايين البشر , كذلك نرجو أن ينبع من هذا المؤتمر المنعقد فوق جبال أثيوبيا الهام وتوجيه كلى تتقوى الشعوب الأرثوذكسية فى روحها وإيمانها , ولقد سمحت العناية الإلهية أن يتم إجتماعنا لترتبط قلوبنا فى وحدة الروح والمحبة , ونأمل أن تلحق به إجتماعات أخرى , ونثق بأن التقدم الروحى فى كنائسنا إنما يتحقق بواسطة هذه الوحدة وتلك الرابطة المقدسة , ولا شك فى أن الرب يعيننا جميعا على تنفيذ قرارات هذا المؤتمر لتثمر ثمراتها المنتظرة , ونضرع إلى الله تعالى أن ينعم على العالم ينعمة السلام والطمأنينة وأن يحفظ بلادنا وإرساءها وحكوماتها .. "
وفى ختام المؤتمر أكد العاهل الأثيوبى جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى مدة سعادته بنجاح هذا المؤتمر , ودعى إلى الإجتماع بين الكنائس الأرثوذكسية كلها اللاخلقدونية والخلقدونية بل والكنائس الأخرى فقال : " يغبطنا خاصة أن نلحظ أن أعمال هذا المؤتمر قد أنحصرت فى ألأمور الدينية والروحية المجردة من ايه أعتبارات سياسية , وهذا ما يجب أن يكون لأن الكنيسة هى رمز السلام لابد لها أن تطرق طرق السلم فى انحاء العالم .. وكم يسرنا أن تكون رسالتكم الكرازية قد نالت حقها فى مداولاتكم كما أنكم عنيتم العناية التامة بالواجب المسيحى الذى يقضى بالصلاة وبالعمل الجدى لتوضيح حقوق الإنسان ولنشر السلام فى العالم "
وقد شكل المؤتمر سكرتارية دائمة تنعقد مرة كل عام فى أحد الكتائس الأعضاء , ومثل كنيستنا نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف ونيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية .
ومما يذكر أن السكرتارية عقدت إجتماعها الأول فى أديس أبابا والإجتماع الثانى فى القاهرة فى يناير سنة 1966م هذا وقد أستقبل قداسة البابا كيرلس السادس أعضاء السكرتارية العامة وقاموا بالأشتراك مع غبطته فى قداس عيد الميلاد المجيد , وقد أدى ممثل كل كنيسة جانباً من الصلاة بلغته ولحنه .
قرارات المجمع المقدس
راجع النص الكامل لقرارات هذا المجمع فى القسم الخاص بالمستندات والوثائق
وكان لا بد من موافقة المجمع المقدس وإطلاعه على توصيات مؤتمر أديس أبابا وفى المدة من 8 - 13 فبراير 1965 م برئاسة قداسة البابا كيرلس السادس وبحضور الآباء المطارنه والأساقفة ورؤساء الأديرة وهم :-1 - نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ
2 - نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا
3 - نيافة الأنبا متاؤس مطران الشرقية
4 - نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا
5 -نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وسكرتير المجمع المقدس
6 - نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته
7 - نيافة الأنبا إيساك مطران الغربية والبحيرة
8 - نيافة الأنبا مينا مطران جرجا
9 - نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف دير القديس الأنبا بولا
10 - نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السيدة العذراء بالسريان .
11 - نيافة الأنبا أبرآم اسقف الفيوم
12 - نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا
13 - نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة
14 - نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم
15 - نيافة الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية وقويسنا
16 - نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة .
17 - القمص بنيامين الأنطونى رئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس
18 - القمص قزمان المحرقى رئيس دير العذراء المحرق .
19 - القمص فيلبس البراموسى رئيس دير السيدة العذراء البراموس .
وإعتذر عن عدم الحضور مع تأييد القرارات المجمع الأباء المطارنة :
1 - نيافة الأنبا كبرلس مطران قنا وقوص ونقادة
2 - نيافة الأنبا أبرآم مطران أسنا وأسوان .
3 - نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى .
وقد قام المجمع بتأييد قرارات المؤتمر ووضع مسئوليات تنفيذية لهذه القرارات فى نظام العمل الكنسى , كما شكل لجاناً لدراسة موضوعات الرهبنة والكرازة والقوانين والتقويم الكنسى .
وقد ناقش المجمع المقدس فى جلسته الرابعة والخامسة بعض الموضوعات الكنسية ألخرى وأقر على ما يناسبها من توصيات وقرارات نذكر منها :
1 - إتحاد الكنيستين القبطية والأنطاكية السريانية وأن يذكر إسم بطريرك كل كنيسة فى القداس الإلهى .
2 - الإشادة بمجهود قداسة البابا كيرلس السادس فى بناء دير مار مينا بمريوط وإعتباره ديراً قانونياً للرهبنة القبطية .
3 - إصدار بيان يشرح وجهة نظر الكنيسة فى مسألة وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح المعروضة على مجمع الفاتيكان الثانى .
4 - إرسال بعض الرهبان للخدمة فى القدس يناء على طلب نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى .
5 - ما يخص الأحوال الشخصية وعدم جواز عمل التوثيق إلا بعد إتمام المراسيم الدينية وتطبيق شريعة العقد
ملاحظة هامة
قالت المؤرخة ايريس حبيب المصرى : " ومن نعمة الرب على البابا كيرلس السادس أن نجح فى إيجاد حل للخلاف الذى ظل محتدماً بين الكنيستين الأرمنيتين لمدة 500 عام , وقد وعدت الكنيستان بوضع توصيات قداسته موضع التنفيذ بعد موافقة مجمع كل منهما . أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 46
فى عام 1965 م ذهب البابا كيرلس السادس إلى أديس أبابا فى أثيوبيا الشرقية .. وأعد المطار إعداداً كاملاً لإستقبال بابا الكنيسة القبطية .. كما أعدت أثيوبيا مقراً خاصا لراحة البابا .. وكان الإمبراطور هيلاسلاسى فى مقدمة المستقبلين .. وهبطت الطائرة فى مطار أديس أبابا وعندما وطأت قدماه أرض المطار وحضر كافة مراسيم الإستقبال قال : " أروح الأول أعمل قداس وكان البابا صائماً ومستعداً بالحمل والأباركة .. وبعد الصلاة ذهب إلى مقر المؤتمر لحضور جلسة الإفتتاح " أبناء البابا كيرلس السادس , جامعة الروح القدس
إفتتاح كنيسة السيدة العذراء بدار البطريركية القبطية بأديس أبابا
قام الإيطاليون بتخريب كنيسة السيدة العذراء بدار البطريركية القبطية فى اديس أبابا اثناء إحتلالهم لأثيوبيا , وحدث أن الوقت هناك كان فترة عيد الغطاس المجيد فراس البابا صلوات تلك الليلة المقدسة التى أعتبرها الآباء عيد ميلاد الكنيسة , كما قام قداسته بصلوات القداس الإلهى فى كنيسة الملاك ميخائيل .
الإجتماع الثانى لمؤتمر الكنائس اللاخلقيدونية فى القاهرة
وكان موعد هذا المؤتمر الأسبوع الأول من يناير سنة 1966م وحضر الآباء الذين عرفوه فى اديس أبابا , وجاء عيد الميلاد المجيد وهم لا زالوا ضيوفه , ولما دخلوا الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية فى تلك الليلة رجا منهم أن يحيطوا به داخل الهيكل المقدس أثناء الصلوات القدسية كل يلبس زيه بملابس التقديس , وطلب منهم أن يؤدى جزءاً معيناً من القداس الإلهى , ولم يترك أخوته الأساقفة القباط لنوال بركة هذا اليوم فأعطاه جزء من هذه الصلوات المقدسة , ولا يتصور القارئ مدى روعة القداس فضيوفنا صلى كل منهم بلغته وألحانه الخاصة وإنضمت هذه الألحان إلى الألحان القبطية والعربية فكان قداساً سمائياً يمثل تمجيد الرب الإله فى السماء بكل الأمم وبكل اللغات , واذيع هذا القداس على الهواء وتقول أيريس حبيب المصرى : " واذيع هذا القداس الإلهى الرهيب فى الإذاعة , ومما لا شك فيه ان المستمعين , سواء فى الكنيسة أو من الأذاعة , طارت نفوسهم إلى ذلك اليوم , يوم العنصرة الذى تكلم فيه الرسل بلغات مختلفة والأهم أنه خلال هذه الصلوات رنت فى الاذان كلمة رب الكنيسة : " ليكون الجميع واحداً ... ليكونوا هم ايضاً واحد فينا .. " أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 47
الإمبراطور هيلاسيلاسى الول إمبراطور أثيوبيا كان يطلق علية " اسد يهوذا " بلغ من العمر 82 سنة وقد أقصى عن العرش فى 12 سبتمبر 1974 م بعد أن تمرد عليه الجيش بإنقلاب شيوعى
ماذا أشتهر قداسة البابا كيرلس السادس بين رؤساء كنائس العالم ؟
روى القمص صليب سوريال : " عندما كنت فى روما سنة 1969 م لحضور مؤتمر للقانون الكنسى سعدت بزيارة البابا بولس السادس وقلت له : إننى أحمل إليك تحيات البابا كيرلس السادس فرد على بقوله : إن كرسى كنيستكم يتبوأه الآن رجل قديس ورجل صلاة قل له أن يصلى من اجلى "
ولما رجع ابونا صليب سوريال إلى مصر وذكر هذه الكلمات علق عليها قائلاً : " إن مثل هذه الكلمات لا يقوله كاثوليكى عادى إطلاقاً , فكم بالأحرى لا يقوله إلا الراعى الأول للكاثوليك !! ولكن الرجل أستشعر إشعاعات البابا كيرلس المعلنه قداسته إلى الحد الذى دفعه إلى الإقرار بها " أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 67
رؤساء كنائس العالم المسيحى يزورون البابا كيرلس السادس
أشتهر البابا فى العالم المسيحى كله بقداستة لهذا نجد أنه لأول مرة فى التاريخ القبطى يحظى بابا من باباواتها بهذا الكم من الزوار من رؤساء كنائس العالم , وحرص قداسته على أستقبال رؤساء هذه الكنائس والوفود المرافقة لهم أثناء زيارتهم لمصر ورؤساء الكنائس الذين زاروا البابا كيرلس هم :-
1 - البطريرك المسكونى (أثيناغوراس ) بطريرك القسطنطينية الصورة الأولى المقابلة وهو يجلس بجانب البابا كيرلس عام 1961 م .
2 - الأنبا مكاريوس رئيس أساقفة قبرص عام 1961 م
3 - البطريرك الروسى ألكسيس الصورة الثانية وهو يقف بجانب البابا كيرلس السادس عام 1961 م
4 - البطريرك البلغارى كيرلس عام 1962 م
5 - بغالى رئيس أساقفة فنلندا عام 1966 م
6 - بطريرك رومانيا جستينيان عام 1969 م
7 - البطريرك الأنطاكى مار أغناطيوس يعقوب عام 1965 م
8 - كاثوليكوس فاسكين الأول بطريرك الأرمن الأرثوذكس بأنتلياس بلبنان عام 1965 م
9 - كاثيليكوس السريان الأرثوذكس بالهند مار باسيليوس أوجين .
ومن الكنيسة الكاثوليكية الكرادلة : -
1 - كينج رئيس أساقفة فينا عام 1968 م
2 - دى فستنيرب رئيس مجلس الكنائس الشرقية بالفاتيكان فى عام 1968 م
3 - دوفال رئيس أساقفة الجزائر عام 1968
4 أوليفيتى مساعد بطريرك البندقية فى عام 1968 م
الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس يقابل سفير الفاتيكان بالقاهرة
ومن الكنائس الأسقفية : -
1 - دونالد كوجان رئيس أساقفة يورك عام 1966 م
2 - ماكينز رئيس أساقفة القدس عام 1967 م
3 - آلان أسقف فولهام بإنجلترا عام 1968 م
ومن الكنائس البروتستانتية : -
1 - القس الدكتور فيزرت هوفت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى عام 1959 م
2 - القس الدكتور فرانكلين فراى رئيس الكنيسة اللوثرية الأمريكية عام 1959 م
3 - القس الدكتور شارف رئيس الكنيسة الألمانية عام 1968 م
4 - القس الدكتور أدوين أبس من الكنيسة المعمدانية الأمريكية عام 1961 م
5 - القس الدكتور يوجين بليك الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى عام 1969 م
قداسة البابا رؤساء الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية ليلة عيد الميلاد سنة 1966 م وهو أول قداس جمعهم منذ قرون
مقابلة البابا كيرلس للأجانب
وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى كتاب قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى - الكتاب السابع ص 40
: " فى 30 مارس سنة 1961م زارتها صديقة أنجليزية أسمها روث بابينجتون .. أستاذة مقارنة الأديان بجامعة كامبريدج , وبعد جولة حلوة بين كنائس مصر القديمة , وفى أثناء عودتها أبدت رغبتها أن ترى بابا الكنيسة القبطية رجل الصلاة .. قلت لها : " حسناً . لنذهب على الفور " وبت الدهشة على وجهها وفى صوتها وهى تسأل : " من غير تيلفون ولا ميعاد " .. أجبتها : " نعم فقداسته يعاملنا كأولاد مدللين , وبابه مفتوح طول النهار , بل ولساعات طويلة متأخرة من الليل " وتضاعفت دهشتها وقالت : " ياللعجب , أنه الراعى الأعلى , ويتسارع الرؤساء والكبراء إلى مقابلته .. فكيف يتواضع إلى هذا الحد ؟؟ " .. قلت بفرحة وثقة : " إنه يتواضع مع أولاده , أما حين يأتى هؤلاء الكبراء الذين تقولين عنهم فلا يقابلهم إلا بالمواعيد , وحين يصلون إليه يجدونه جالساً على الكرسى المرقسى الرسولى , على أنه مع هذه الرسميات , يجعل الجميع يشعرون على الفور بأنه : صديقهم من زمان "
ووصلنا إلى المقر الباباوى , وإزدادت صيقتى زهولاً , فقد وجدت البابا العظيم واقفاً وسط قاعة إستقبال يحيط به جمهور من الشعب , ولما أبصرنا داخلتين أشار إلينا بالمجئ إليه على الفور , فسلمنا عليه وحصلنا على بركته , ثم أخذ يستفسر من صديقتى عما تدرسه , ولما أنتهى من حديثه وخرجنا قالت : " أنا لا أكاد أصدق عينى ولا أذنى ! فهل إلى هذا الحد يعامل كل شخص كأنه الوحيد الآتى إليه ؟؟ !! ثم أنه حديثه بالإنجليزية حلو إنه ليس مجرد حديث فقد أحسست بأنه صادر من عمق قلبه "
عاش البابا كيرلس السادس عمراً يناهز الــ 69 عاماً مع الرب وقديسيه مار مينا .
وفى عام 1964 م كتب وصيته بخط يده ولما كان يحب مار مينا فقد إشتاق لأن يدفن فى ديرة العامر بمريوط بالرغم من أنه اسس أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط ولكنه لم يغير وصيته ليدفن بها
وصية البابا كيرلس السادس
بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين
وصيـــــة
أنا الموقع أدناه بإمضائى وختمى وخطى المدعو بنعمة الرب كيرلس السادس أوصى بما هو آت :-
1 - مساحة الـ 50 (خمسون) فدان بصحراء مريوط وما عليها هو ملك لدير مار مينا العجائبى .
2 - قطعة الأرض التى بتفتيش السيوف الإسكندرية .
3 - قطعة الأرض الكائنة بكينج مريوط .
4 - العقار الكائن بمحرم بك بالإسكندرية .
5 - جميع العقارات والأرض والكنيسة بمصر القديمة .
جميع هذه ملك لدير مار مينا العجائبى بصحراء مريوط .
كما أوصى أنه بعد إنتقالى ووفاتى , يدفن جسدى بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مار مينا بصحراء مريوط , يدفن بالملابس التى تكون على جسدى ولا لزوم لغيرها .
كل من أطلع على هذه الوصية ولا يعمل بها يكون محروماً من فم الثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس وفم الرسل والقديسين وفم حقارتى ويكون على شمال المسيح , وعلى أبن الطاعة تحل البركة
الإمضاء
كيرلس السادس
وقرر البابا شنودة الثالث وفاءً للبابا الراحل تنفيذ وصيته أن ينقل جسده الطاهر إلى المكان الذى أحب أن يدفن فيه فى ليلة عيد القديس مار مينا .
وفى ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 1972 م أخرج الصندوق الذى به جسد البابا كيرلس السادس من مدفنه المؤقت تحت الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس ووضع أمام الهيكل للمرة الثانية .
وقام برفع صلاة بخور العشية قداسة البابا شنودة الثالث وكثير من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب , وألقى البابا شنودة الثالث عظة قال فيها : " .. البابا كيرلس يرتبط تاريخة , بحدث هام ينسب إليه , وهو إنشاء دير القديس العظيم مار مينا العجايبى , وفى الحقيقة إن البابا كيرلس إغتبط قلبه بهذا الدير إغتباطاً فاق الوصف , وهى النقطة التى أريد أن أتكلم عنها اليوم .
ففى رهبنته كان أسمه مينا المتوحد , وأحب هذا القديس الذى أخذ إسمه , محبة كبيرة , ورغم أنه كان من دير البراموس , إلا أن قلبه إلى دير مار مينا , وعندما أضطر إلى ترك مغارته فى الجبل بنى ديراً بإسم مار مينا لمحبتة لهذا القديس , وأصبح كل من يذهب إلي المنطقة يزور دير مار مينا , ويأخذ بركة القمص مينا المتوحد , وعندما كان فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة التى عاش فيها زمناً طويلاقبل الزمن الذى قضاة فى الباباوية كان فى نفس الوقت يسعى فى السكنى فى منطقة مار مينا بمريوط , وإتصل بجمعية مار مينا بالإسكندرية , وبالأخص د/ منير شكرى لعمل الإجراءات ليعيش فى مار مينا .
وعندما بدأت الصلاة بمنطقة دير مار مينا تهلل قلبه جداً , وكان قد بدأ بهذه الصلاة الأنبا ثاؤفيلس قبل أن يكون هناك دير , وكانوا يصلون فى العراء فىالمنطقة الأثرية .
ولما جلس البابا كيرلس السادس على كرسى مار مرقس , أهتم بدير مار مينا إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج
نذكر بالشكر فى هذه المناسبة المقدس شاروبيم أقلاديوس , وأخاه المقدس فرج أقلاديوس على تعبهما .
البابا كيرلس بنى أستراحة له في