في أحد دور الأيتام بمصر في سنة 1994، وفي فترة أعياد رأس السنة أتت مجموعة من الخدام المباركيين
كي يقدموا السيد المسيح "طفل المذود" للأطفال بطريقة سهلة وممتعة.. فتقدم أحدهم وبدأ يحكي القصة، أخبروهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر. أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الإنبهار. البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.
بعد الإنتهاء من سرد القصة، أعطوا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود. وكذلك أعطوا كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء .و في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن. كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش إستخدمت لعمل دمية على شكل طفل.
إنشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشى الخدام بينهم ليمدوا يد المساعدة لمن يريد.و وجدوا الكل يسير على ما يرام حتى وصل خادم إلى منضدة يجلس عليها طفل الصغير "كارل". بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد أنتهى من علمه. أجفلت الخادم حينما نظر إلى مذوده حينما رأي أنه ليس طفلا واحدا فيه بل إثنين!!!!
فسأل الطفل "لماذا هناك طفلين فى المذود؟ "
شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة. وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود.
بدأ "كارل" هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: "عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟"
فقلت له: " أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به.
وبعد ذلك قال لى يسوع أنه يمكننى البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟
فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة.... وهكذا
سألت يسوع، "لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟"
ويسوع قال لي "أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي".
وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائماً!!!! وعندما أنهى "كارل" الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب. لقد وجد الصغير اليتيم شخصاً لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصاً سيبقى معه دائماً.
ولقد تعلم الخادم أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!
هذه كانت القصة لطفل يملك من العمر 6 سنوات، وقدم لطفل المذود جسده كله بما أنه لايملك شئ.. أما نحن نملك الكثير، فماذا سنقدم لطفل المذود؟!
[b]