عندما قام المسيح يسوع من بين الاموات ..دخل فورآآآآآ الى مجده , لان المسيح قد أخلى مجده حتى يمكن ان يصنع الخلاص ويظهر بين الناس فى صورة أنسان بسيط .
عملية أخلاء المسيح من مجده هذه والتى صاحبة عملية التجسد ,هى قمة التنازل من الله ,والحقيقة انها شيئ فائق لكل تصور او فهم .,وقد عبر القداس الالهى عن هذه الحالة بقوله:
((((((اذا انك و انت الاله لم تُضمر اختطافآ ان تكون مشابه لله لكن وضعت ذاتك واخذت شكل العبد وباركت طبيعتى فيك))))))))
فعملية اخلاء الله لمجده هذه معجزة حقيقية لا يقدر عليها سوى الله بقدراته الفائقة , وهكذا ظهر الله الممجد من الشاروبيم والسيرافيم بين الناس وجلس مع الخطاة والعشارين واكل معهم وشرب معهم .!!!
تكلم معنا أيضآ بلغتنا البشرية بل اشترك معنا فى اللحم والدم وشاركنا مشاعرنا الحزينة والمفرحة والجوع والعطش :
(فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس عب 2 : 14)
وهذه قمة محبة الله وتنازله وهذه المعجزة عثرة لكل العالم وهم معزورين بالحق لان الله لم يُستعلن فى العالم القديمة الا فى مجد عظيم وبهاء .وفى صورة مستحيل للانسان ان يُدركها او يقترب منها .
فليس فى مقدرة الانسان ان يرى الله او حتى يتصور مجد الله وهذه حقيقة ., لان فعلآ مجد الله غير محدود وتصورات الانسان الضعيف غير قادرة ابدآ على تصور الله و تصور مجده.
ومن أجل هذا كان التنازل من قبل الله واخلى مجده واخذ شكل الانسان بقدرته الغير محدودة ومحبته المتناهية ويعتبر هذا بداية الصليب وعرف الانسان الله فى صورة المسيح المتجسد , ..
وتعامل معه الناس وشاهدوه وفرحوا به فى وسطهم وجال يصنع كل خير بينهم ويشفى كل مرض وتعب بينهم وهكذا حتى صلبوه الحاسدين من الكهنة ورؤساء الكهنة .
وفى طريق الصليب ظهر المسيح بصورة الضعف وهذا ما رفضه عقول غير المؤمنين ولهم كل الحق لان العقل فعلآ يُذهل من هذه الصورة ..!! ولكن من يُحكم قلبه ويطلب نعمة الله يكشف الله له انه فى حالة أخلاء من مجده ,وهذا لكى يستطيع ان ُيقدم الفداء لكل انسان من الموت والفساد الذى تملك عليه.
وحدثت معجزة المعجزات بموت المسيح بالجسد على الصليب .والمسيح مات بالجسد ولكن هو الحياة والقيامة , هو كائن لا يموت ابدآ بل عندما يقترب منه الموت يتلاشئ وينتهى فهو مات بالجسد الذى اخذه لكى يكون قابل للموت:
((فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخط--- البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيي في الروح 1بط 18: 3 ))
ولكن عندما قبل المسيح الموت قضى عليه اذ ابتلعته الحياة التى فى الله وبالتالى قضى على الموت عندما قام بنفس الجسد الذى مات.. وهكذا انتهى سلطان الموت على الجسد والى الابد.
وبعد ان تألم المسيح بالجسد ومات ثم قام انتهى والى الابد حالة الاخلاء التى كان فيها المسيح ودخل الى مجده مرة اخرى :
((أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده. لو 24 : 26))
عاد الابن الوحيد مرة اخرى الى مجده الذى كان محتجب بقدرته العجيبة من اجل تكميل الخلاص .ولكن الطبيعة البشرية التى اتحد با المسيح وجاز بها الخلاص لم تنفصل عنه ابدآ لانها صارت واحدآ مع لاهوته بغير انفصال .
وعندما طلب المسيح من الاب انه يمجده بالمجد الذى كان عنده قبل تأسيس العالم لم يكن يطلب هذا المجد له كأبن الله بالطبيعة والجوهر حاشآ لانه فى هذا المجد ولم ينفصل عنه قط ولكنه حجبه بقدرته فقط .:
(والآن مجدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم يو 5 : 17)
بل اراد المسيح ان تتمجد ايضآ الطبيعة البشرية فيه فهو يطلب ان تتمجد فيه الطبيعة البشرية بمجده :
((وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد. يو 17 :22)))
وهكذا عاد الابن مرة اخرى الى مجده الذى كان محتجب ولكن فيه الطبيعة البشرية وبالتالى بعد قيامة المسيح تغيرت تمامآ صورة المسيح المتجسد وانتهت الصورة الضعيفة التى ظهر بها بعد الاخلاء على الارض ولم نعد نعرف هذه الصورة بعد :
((نحن من الآن لا نعرف احدا حسب الجسد.وان كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد. 2كو 5 : 16))
وبعد القيامة المسيح المتجسد القائم من بين الاموات فى وسطنا ويملئ السماء والارض ولكن النقطة الهامة جدآ انه فى مجده وفى بهاء مجده ولا يستطيع العقل او قدرات التصورات البشرية مهما بلغت من القوة ان تستوعب او ترى المسيح فى صورة المجد هذا .
انها صورة من المجد فائقة جدآآآآآآ وجميع القدرات الجسدية بجميع انواعها من حواس مثل اللمس او الابصار او السمع ...الخ او حتى التصور العقلى او اختراعات الانسان الحديثة والتى لها القدرة على رصد الامور التى يستحيل على قدرات الانسان رؤيتها من المستحيل ان ترصد صورة المجد التى دخل فيها المسيح المتجسد بالقيامة .
فالجسد البشرى حجاب عظيم جدآ يحجب المسيح الممجد بالقيامة رغم وجوده وحضوره بالقرب جدآآ جدآ من الانسان ...!!!ولكن هل لا توجد اى وسيلة بها يمكن أدراك هذا المجد وادراك المسيح الممجد بهذه الصورة ..؟
نعم هناك طريق وضعه المسيح ولكنه سرى مُعاش لا يعرفه الا من يحب المسيح وله علاقة شركة حية معه . وهو الذى اشار به المسيح لتلاميذه قبل ان يصلب بقليل لانه عالم انه سوف يختفى عن اعينهم وسوف تنتهى صورته الضعيفة تمامآ ولذلك قال لهم :
((بعد قليل لا تبصرونني.ثم بعد قليل ايضا ترونني لاني ذاهب الى الآب يو 16 : 16))
وهذا الكلام سبب نوع من البلبلة لعقول التلاميذ حتى انهم قالوا :
((فقال قوم من تلاميذه بعضهم لبعض ما هو هذا الذي يقوله لنا بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني ولاني ذاهب الى الآب. 18 فقالوا ما هو هذا القليل الذي يقول عنه.لسنا نعلم بماذا يتكلم يو 16 : 17 _ 18))
والعجيب عندما علم يسوع انهم غير فاهمين ويريدون ان يسألوه لم يشرح لهم شيئ ولكن بدء يقول لهم عن الضيق والحزن الذى سوف يكون لهم فى العالم :
فعلم يسوع انهم كانوا يريدون ان يسألوه فقال لهم أعن هذا تتساءلون فيما بينكم لاني قلت بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني. 20 الحق الحق اقول لكم انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.
(انتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول الى فرح. 21 المرأة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت.ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لانه قد ولد انسان في العالم. يو 16 :19 _ 22)
ولكن المسيح العجيب فى كلامه قد قال عبارة فى وسط هذا الكلام لها العجب وهى توضح كل هذا الغموض فقد قال :
((((((((فانتم كذلك عندكم الآن حزن.ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم. يو 16 : 23)))))))))))
عجيب هو الرب فعلآ فى اسراره وبدون روح الله مستحيل ان يفهم ابد اى انسان كلام الله فهو يقول لهم ولكنى ساراكم ايضآ فتفرح قلوبكم .لم يقل انكم سوف ترونى بل هو الذى سيراهم .
هذا لانه كان يقول لهم بعد قليل لا تبصروننى فهو يقصد هنا بسبب انه سوف يُصلب ويموت بالجسد وبالتالى سوف تنتهى عملية الابصار على مستوى الجسد ,الرؤية بالعين البشرية وللجسد الذى كان ظاهرآ فيه الله وهو فى حالة الاخلاء من المجد كل هذا سوف ينتهى .
ولكن بعد ذلك سوف يقوم ويدخل فى مجده وبالتالى لا يمكن ان يبصرونه بنفس العين الجسدية ولا بأى حاسة من حواس الجيسد , ولهذا يقول لهم ساراكم فتفرح قلوبكم حيث يكون هو الذى يرانا ويحيط بنا ولكن نحن لا نستطيع ابصاره لان العين البشرية ضعيفة كل الضعف على رؤية صورته الممجده .!
ولكن يعود ايضآ ويقول ولكن بعد قليل ايضآ تروننى وهنا كلمة اخرى باللغة اليونانية لا تفيد الابصار بالعين الجسدية ولكنها رؤية ليس للانسان وقدرات الانسان دخل فيها .!
انها رؤية داخلية بالنعمة وقدرة الروح القدس الساكن فى الانسان .
الخلاصة ان دخول المسيح فى مجده وبهاء مجده صار مستحيل على العين البشرية والحواس الجسدية رؤيته ابدآ ولكن هو حاضر فينا بسبب التجسد واتحاده بطبيعتنا رغم مجده العظيم .فهو يرانا ويشعر بنا ويقف بجانبنا جدآآآآآآآ او بالحرى هو داخلنا .
ولكن من يريد ان يشعر بحضوره هذا المُهيب المملؤ مجدآ ويشتاق اليه بالحب يُلزم المسيح ان يهبه ان يشعر به ولكن بصورة سرية للغاية واختبارية حيث يفتح المسيح عين الانسان الداخلية ويقترب من الانسان اكثر وبقدرته الالهية يعطى الانسان نعمة خاصة فيشعر به الانسان فى قلبه ويشعر به حاضر وكأنه يراه ولكنه لايراه لانه غير منظور بالحواس بل هى قدرة الهية ومعونة بالنعمة .
وها يفسر لماذا لم تستطيع مريم المجدلية ان تتعرف على المسيح بعد القيامة وظنت انه البستانى مع العلم هى مع المريمات مع يوسف ونيقوديموس هم الذين القوا النظرة الاخيرة عليه بعد تكفينه ووضعه فى القبر ولم يمضى على ذلك سوى ثلاث ---م فقط :
((ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع.يو20 : 14))
اليس هذا عجب انه هو هو يسوع الذى تحبه مريم وكانت تجلس تحت قدميه ايام و---م وتتفرس فى وجهه باستمرار وصورته مرسومه فى قلبها وليس فى مخيلتها فقط ولكنها لم تعلم انه يسوع .
ومن المستحيل ان تعرفه لانه دخل فى مجده والعين الجسدية لا تدرك المجد ابدآ وايضآ جميع الحواس لا تدرك المجد ايضآ ولذلك بعد ان كشف لها المسيح عن نفسه وهذا بفتح عينها الداخلية بقوة الهية وقدرة الهية لكى تشعر بحضوره ظنت مريم انها استطاعت ان تراه بعينها الجسدية ولكى تؤكد لنفسها الرؤية حاولت ان تستعين بحاسة اللمس لكى تؤكد انها تراه ولكن المسيح نهها فورآ حيث قال لها :
(((قال لها يسوع لا تلمسيني يو 20 : 17)))
فهى لا تراه بالعين الجسدية وايضآ مستحيل ان تدركه بالحواس بل هى قدرة من الله فوق قدرات الجسد هى التى مكنتها من رؤية المسيح الممجد .مريم كانت تظن ان المسيح بعد القيامة مازال هو المُعلم التى تعرفت عليه بقدرتها البشرية من حيث الشكل ومظهر الضعف الذى كان قد دخل اليه بأرادته لتكميل الخلاص.
ولكن الحقيقة ان المسيح قد أكمل الخلاص وبالتالى دخل مجده وابطل صورة الضعف وهكذا أصبح من المستحيل على القدرات البشرية ان تعرفه او تراه رغم انه حاضر ويرانا ..!! انها كانت فترة محدودة ظهر فيها الله بالعيان لجميع العالم تاركآ نفسه لكل من يريد ان يراه ويتعرف عليه بالجسد ,,.
ولكن الان المسيح حاضر وموجود ايضآ فى الجسد ولكن الجسد الممجد ,وهو مازال يبذل جسده من اجل كل انسان ويعطى جسده لكل محتاج ان ان يحيا به ولكن لان الجسد دخل مع المسيح الى مجده بالتالى اصبح من المستحيل ادراكه بالمس والحواس البشرية او القدرات البشرية ولهذا أوجد المسيح طريقة سرية يعطى فيها جسده بدمه المسفوك عن الجميع لكل محتاج للشفاء من الخط--- والموت وذلك بسر هو سر التناول .
ولهذا أحبائى كل من يتقدم لسر التناول بنفس الطريقة التى تقدمت بها مريم اى بطريقة جسدية تريد ان تتعرف على المسيح لا يعرفه ويظن انه خبز عادى او خمر عادى ..!! ويقف متحير امام الصنية وامام المذبح ويسأل اين وضعوا ربى اين أجده .؟!
واذا كان الشخص مثل مريم تحركه دوافع المحبة للمسيح والتعلق بشخصه اى يكون فعلآ صادق فى البحث عن المسيح من اجل المسيح شخصيآ يكون المسيح حاضر بجواره ويعلن عن نفسه له تدريجيآ من الغير المنظور الى المستعلن ولكن بأعلان الله نفسه فيجد الانسان بدون ان يدرى دخل فى حوار مع المسيح بدون ان يعلم انه المسيح.!
ويمسك المسيح بالانسان الصادق للمحبة ويبدء يعطيه من النعمة قدرة على الابصار والرؤية الروحية الغير معتمده على الجسد تمامآ فينادى عليه المسيح بأسمه كما نادى على مريم بعد ان يفتح بصيرة الانسان حينئذآ تعمل النعمة على رفع الانسان الى مستوى الروحيات فيعرف للفورا انه يسوع هو هو .
والنتيجة تتهلل روح الانسان ويفرح جدآ لانه رئ الرب ولكن لان الانسان ضعيف وليس له حوله ولا قوة الا بالحواس غالبآ ما يحاول ان يستخدم الحواس فى ادراك المسيح ظننآ منه ان هذه الرؤية تحت سيطرة حواسه فيسجد ويحاول ان يلمس المسيح .! فيسمع من المسيح قوله لا تلمسنى لان لمسك لا يفيد شيئ بل بالعكس يخرجك خارج الرؤية والادراك هذا ما حدث مع مريم ويحدث معنا ايضآ فى كل مرة يُستعلن لنا المسيح .
صلاة:
ايها المسيح القائم من بين الاموات بمجد الاب وقد دست الموت وانتصرت عليه , وقد رديت ادم واولاده الى الحياة بقيامتك
يارب انت قمت وأقمتنا معك فاليوم يارب اشعر بقوة القيامة فى داخلى ,اشعر بنور قيامتك فى قلبى ,’,.
اشكرك يارب لانى سوف لا اموت لانك انت حى , اشكرك يا الهى لانك وضعت فى قانون جديد بقيامتك.
ففى القديم كنت اخاف من الموت وكل شيئ يؤدى الى الموت .واليوم بعد ان ظهرت قيامتك فى طبيعتى تغير الامر..
فاليوم نحن نسعى الى الموت فمن اجلك نمات كل يوم يارب , لانه كل موت نقبله يكشف فينا قيامتك اكثر
فلم نعد نخف ابدآ لانه اذا كان انساننا الخارجى يفنى فالداخل يتجدد يومآ فيومآ
مرحبآ بكل الضيقات مرحبآ بكل الصعوبات مرحبآ بكل تعب لاننا نملك فى داخلنا قيامة الرب يسوع .
وهذه الضيقات والاضهدات ما هى الا وسيلة تكشف فينا قيامتك يارب يسوع لك المجد الى الابد امين