سمعتها كده يا ابانا
ان جيش الشياطين منظم ومرتب ولكل منه تخصصه ليوقع بالمؤمن فى خطيه معينه وحقا قال الكتاب اسهروا وصلوا لان خصمكم ابليس يجول كاسد ملتمسا من يبتلعه
ومن بين تخصصات الشياطين شيطان تغيير الكلام
فيحكى عن الانبا باخوم اب الشركه انه جاءه زائر يوما ما وبعدما قضوا وقتا فى الحديث مر احد ابنائه الرهبان من امامه فقال له انبا باخوم يابنى اعد لنا مائده فاوما الراهب بالموافقه وسار فى طريقه ولكنه لم يعد مائده وتكرر الامر مع راهب ثانى وثالث
واخيرا لم يشاء انبا باخوم ان يسيطر عليه الغضب بسبب تصرف هؤلاء الرهبان من ابنائه فقام واعد مائده للضيف بنفسه وبعدما صرفه كلم الراهب الاول وقال له الم اقل لك اعد لنا مائده فلماذا لم تفعل
فقال له الراهب سامحنى يابى وصدقنى اننى سمعتها امضى وسيبنا وحدنا وهكذا كان رد الراهب الثانى والثالث فشعر النبا باخوم ان الامر من تدبير الشيطان حتى يغضبه ويخطا وفيما هو يفكر راىء الشيطان واقف على باب قلايته فساله من انت فقال انا شيطان تغيير الكلام الذى انتصرت انت عليه
نعم يا احبائى فكم من كلام يتحول معناه فى اذاننا ويتغير ليغضبنا ونخطىء فى حق غيرنا وانفسنا وكما تقول احد الترانيم يعمل للكلمه معانى ولايعرف مره يسامح حقا من اعظم المواهب التى ينبغى ان نطلبها من الرب دائما موهبه الحكمه والافراز حتى نستطيع ان نعيش فى سلام كاشفين الاعيب وحيل العدو الذى هو الشيطان ان نتانى فى الحكم على الكلام الذى نسمعه حتى لانصدر احكام خاطئه متسرعه ان نحاول فهم القصد من كلام الاخرين معنا قبل ان نرد عليهم ان مطلب دائما معونه الروح القدس الساكن فينا لينصرنا على مكايد وحيل ابليس