سلام ونعمة://
هدية الميلاد...
كما تعلمون، أنه بعد أيام عيد ميلادي وأنه من الجميل ان تتذكرونني ولو مرة بالسنة،
ولكنني ألاحظ بأن الناس كانوا يحبونني ويذكرونني في الماضي
اكثر بكثير من هذه الأيام، فسنة بعد سنة ينسى العالم معنى وجوهر الميلاد؛
بهذه المناسبة يجتمع الأهل والأحباب والأصدقاء ولكن دون أن يتذكروا صاحب العيد.
ففي السنة الماضية، كان هناك أحتفال كبير في ليلة ميلادي
ولكن للأسف لم يتذكر احد أن يدعوني، كان العيد بأسمي شكلياً فقط - بالإسم.
قررت أن أنضم للحفلة بدون دعوة، ودون أن يلاحظ أحداً وجودي.
وقفت في أحدى الزوايا وأنا أراقب الجميع وهم يرقصون ويغنونون ويشربون
ويتبادلون النكات والضحكات، ويتبادلون أطراف الحديث عن كل شيً
اٍلا عن صاحب العيد،
بأختصار كانت تعم الفرحة المكان.
ولكي تكتمل الحفلة، وصل الى المكان رجل بدين وذو لحية بيضاء،
ولباس بيضاء وحمراء مطرزة وهو يضحك ضحكة مصطنعة- ho ho hooo،
توجهت اليه أنظار الجميع دون أستثناء وهرعوا لأستقباله
واجتمعوا حوله وكأنه صاحب العيد وكأن الحفلة مقامة على شرفه،
وفي منتصف الليل بدأ الجميع تبادل التهاني بالسنة الجديدة،
فتحت يديّ متوقعاً أحداً ما أن يتقدم مني ويضمني الى صدره،
ولكن خاب ظني ولم ينظر الي أحدهم ولو نظرة.
ثم تبادل الجميع الهدايا،
وأنا أحدق فيهم عسى ولعل يفكر فيَ أحدهم ويقدم هدية لي أيضا،
فتصوروا كم هو مؤلم وقاسٍ أن يجتمع كثيرين للاحتفال بعيد ميلادك،
فيتبادلوا الهدايا فيم بينهم ولكن دون أن يقدموا لك أيةَ هدية،
أخيراً أقتنعت كل القناعة بانني شخص غير مرغوب فيه في الحفلة،
لذا قررت الأنسحاب من المكان بصمت.
أخوتي وأعزائي، هل سألنا أنفسنا جميعا، ما هي السنة الميلادية وما هو معناه؟
هل فكرنا من هو صاحب العيد؟
هل فكرنا أن نجعل هذه المناسبة المجيدة والرائعة،
فرصة نتخلص فيها من ماضينا المليً بالخطايا والأثام؟
هل فكرنا أن نتوب توبة حقيقية ونولد ولادة جديدة كما حصل لنيقوديموس؟
أخوتي، أجمل هدية نقدمها للرب وسوف تفرح لها السماء وتهلل،
هو أن نتوب توبة حقيقية لننعم من خلالها بالسلام الدائم
وتسود محبة المسيح فينا لتغمرنا جميعاً.