شهداء معاصرون
يظن الكثيرون منا أن عصر الإستشهاد قد إنتهى. لكن في الواقع أن الحب الصادق للمسيح في كل جيل مستعد لبذل كل شىء من أجله.
ويروى لنا أحد الآباء المعاصرون من داخل أسوار البلاد الشيوعية - التى لا تؤمن بوجود الله وتحارب أولاده بعنف - وقد ذاق هو من الألم في شجون هذه البلاد ما يجعله في مرتبة الشهداء، ويُسمى بلغة كنيستنا من المعترفين، يروى لنا فيقول:
قابلت مؤمنين حقيقيين في السجون الشيوعية مثقلة أرجلهم بسلاسل حديدية يزيد وزنها على خمسة وعشرين كيلوجراماً، مُعذبين بأسياخ حديدية محماه بالنار، مرغمين على إبتلاع كميات من الملح دون أن يُقدم لهم الماء فيما بعد، جياعاً، مجلودين ومتألمين من البرد. ولكن في ذات الوقت كانوا يُصلون بحرارة من أجل معذبيهم الشيوعيين. هذا ما لا يمكن للعقل البشرى أن يفسره. فهو محبة المسيح التى إنسكبت في قلوبنا بالروح القدس.
تعرضنا لجوع شديد فقد كان كل ما نأكله هو كسرة خبز كل إسبوع فكنا مطروحين أشبه بالهياكل العظمية. وتاه منا عقلنا لدرجة لم نستطع معها التركيز في أى شىء، فكانت الصلاة الربانية أطول مما نستطيع إكماله. فلم نتمكن من تركيز أذهاننا بشكل يساعدنا على ترديدها. ولكن صلاتنا الوحيدة التى كنا نكرر كانت :" أحبك يايسوع".
المعترفين هم من تألموا من أجل إسم المسيح، ولكنهم لم ينالوا إكليل الشهادة، وأفرج عنهم بعد حين مثل الأنبا صموئيل المعترف وهؤلاء يأتون بعد الشهداء في المرتبة وقبل جميع القديسين