ramzy1913 مدير عام المنتدي
عدد المساهمات : 1234 نقاط : 3014 تاريخ التسجيل : 08/06/2010 العمر : 80 الموقع : ramzy1913@hotmail.com
| موضوع: ثانياً: نار التجارب والصعوبات (نار التجربة) 14/12/2013, 06:29 | |
| ثانياً: نار التجارب والصعوبات (نار التجربة) [size=6]ثانياً: نار التجارب والصعوبات (نار التجربة)
يقول الرب خالقنا وجابلنا: "لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك. وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلْدَغُ واللهيب لا يُحْرِقُك" (إش 43: 1و2).
وردنا على ذلك، شكراً لك يا رب، فأنت تحمينا من كل خطر ومن كل شر، شكراً لأنك تمنحنا سلاماً واطمئناناً وسط التجارب والصعاب، شكراً لك يا حبيبي لأنك تعطي مع التجربة المنفذ.
إن الرب الاله الرائع بصفاته الجميلة معنا وسط نيران التجارب والصعوبات. ولقد أوضح لنا إشعياء النبي أسماء وصفات وأفعال الله في (أصحاح 43) فهو معنا بكل معنى الكلمة؛ معنا: (1) كالخالق والفادي (2) كالملك والقدوس (3) كالمخلص والحافظ (4) كالمشجع والمعين (5) كالجاعل والمخرج (6) كالمنير والمرشد (7) كالماحي ذنوبنا والناسي خطايانا
الله معنا بالحقيقة: (1) كالخالق والفادي: ع 1و14و15و19 فهو كالخالق الجابل، يخلق من لا شئ، ويستطيع أن يخلق إلي اليوم. وهو الفادي الذي فدانا ويفدينا إلي اليوم ـ وهو يصنع أمراً جديداً باستمرار. وهو معنا فعلاً: (2) كالملك والقدوس: ع 3و14و15 الملك المسيطر على أمور مملكته والقدوس العادل الذي ينشر القداسة والبر والعدل في ملكوته. وهو معنا حقاً: (3) كالمخلص والحافظ: ع 3و11 الذي يُخلّص من الأعداء ويحفظ من المخاطر، وهو المنقذ والحامي والحارس؛ وكل أسباب الأمان بين يديه. وهو معنا بالصدق: (4) كالمشجع والمعين: ع 2و15 فهو يشجعنا أن لا نخاف من نيران التجارب والصعاب ومن نيران المشاكل والصعوبات التي نواجهها في الحياة، لأنه يُعيننا على تحملّها والتغلب عليه وعلى آثارها. وهو معنا في الواقع: (5) كالجاعل والمخرج: ع 16و17 الجاعل الطرق والمسالك في البحر وفي البر. وهو أيضاً المخرج الانتصار بقوته الفائقة. إنه إلهنا الذي يُشجعنا ويعيننا مُظهراً ذلك لنا بقوته المعجزية وسط كل أنواع النيران المُهلكة، ليقدّم لنا المخارج والنافذ والمسالك والحلول والمعجزات ونكون بذلك في الأمان. وهو معنا بوضوح: (6) كالمنير والمرشد: ع 8و12و18و24 ينير لنا الطريق وسط خطايانا ويرشدنا إلي الطريق المنير والصحيح الواضح؛ لنكون شهوده بحق. ع 10 ويطالبنا الرب أن لا نذكر الأوليات، و لا نتأمل القديمات فهو يخبرنا ويعلمنا ويخلصنا ويُفهّمنا ـ وعلينا أن نأخذ الدروس والعبر من ذلك. وأخيراً وليس آخراً الرب معنا في نيران خطايانا وشهواتنا ليطهرنا وينقذنا؛ كما أنه معنا في نيران تجاربنا ومصاعبنا بطريقة عجيبة: (7) كالماحي ذنوبنا والناسي خطايانا: ع 20 فشكراً له لأنه الغافر الذي لا يذكر خطايانا التي يُعيرنا بها إبليس ومرات ما تؤنبا بها ضمائرنا. "لأنه إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهّرنا من كل أثم" (1يو1: 9).
ثالثاً: نار المعطلات والتضحيات (نار الخدمة)
مكتوب في الوحي المقدس: "عمل كل سيصير ظاهراً لأن اليوم سيُبّينه. لأنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل ما هو" (1كو 3: 13و 14). وهذه حقيقة كتابية، فكل من يعمل ويخدم يتعرض لنيران المعطلات والتضحيات. وهي نار الخدمة التي للامتحان. وهي تكاليف للخدمة وللتضحية العملية التي ينبغي أن نقوم بها ونحسب حساب نفقتها من البداية.
أحبائي هناك ثمن للخدمة ينبغي أن ندفعه، وهو ثمن باهظ وكبير. فإنه من الساعة التي تعرفت فيها على الرب وبدأت حياة الإيمان وتستعد فيها للعمل وللخدمة في قداسة فإنك بذلك قد انسلخت من مملكة وحظيرة الشيطان، وبذلك يضع أمامك الكثير من المعطلات ضمن حربه الشعواء ضدك. ومعطلات ابليس تريد أن تحرق خدمتك قبل أن تبدأ بل وتريد أن تخفيها. وهذه المعطلات كثيرة فمنها ما هو شخصي وما هو غير شخصي ـ ووراء كل هذه المعطلات يقف إبليس وأعوانه.
ونار الخدمة أيضاً هي التكاليف والثمن والتضحيات التي يدفعها المؤمن في سبيل سير الخدمة في الطريق الصحيح والمرسوم من الله في كتابه المقدس. إن نار الخدمة هي المطاليب التي ينبغي أن يُتممها المؤمن ليُعتبر خادماً في نظر الله. وهي الثمن والتضحية التي يدفعها في احتماله واستمراره في الخدمة. أليس هذا ما ينبغي أن نقوله: "إننا من أجلك نُمات كل النهار ـ نُمات اليوم كله". هذا هو الأجر الذي يأخذه المؤمن الخادم (الآن) من أجل خدمته. بل هذا هو البخور الذي يُصعده المؤمن مع خدمته على مذبخ التكريس، مختاراً، لكي تكون خدمته نافعة ومقبولة.
أحبائي، في الخدمة كثيراً ما يقلب الناس الحقائق. فإنهم يظنون أنها دائماً ورود وأماني وآمال وأمجاد. وهذا قلب للحقائق. في الخدمة ومن أجلها مات بولس وقُتل بطرس. في الخدمة نُفيّ يوحنا إلي جزيرة بطمس. وأبشع من هذا كله صلبوا المسيح في تنفيذ حكم الإعدام وهو يقوم بأعظم خدمة لخلاصنا وهو البرئ ولكنه المخلص والفادي.
إن الخدمة المسيحية ليست مجموعة من الأماني والآمال والأقوال في علاقتنا بالآخرين بل إنها تعني تقديم كل شئ حتى الحياة ذاتها لمانحها وخالقها ومعطيها ـ فهي أمانة عندنا ووديعة لدينا ـ كما فعل المسيح نفسه.
والخدمة قد تكلفنا صحتنا والضرب (أع 16: 37) وعلى الخادم أن يستعد لأن يجوع هو ليشبع غيره. فهنيئاً لك يا من تُضرب وتُسحق وتُحّطم وتًكسر من أجل الخدمة: • إن الحبة يجب أن تُسحق قبل أن يطعم منها الإنسان، • والنبات يجب أن يُسحق أيضاً قبل أن يُعطينا الصحة، • ومن كواردقيق محطم وكوز زيت فارغ رد النبي ثروة الأرملة المحتاجة، • وبالجرار الفارغة والمصابيح العادية انتصر جدعون، • وعلى قطع السفينة المحطمة نجا بولس وأصدقاؤه، • والمسيح بجسده المكسور فدى الجميع، • وبأجساد القديسين المحطمة في الإستشهاد انتصر الحق؛ وبقي الإيمان، • ومجيدة أيضاَ كانت القارورة المكسورة.
الآمال الأرضية المهملة قد تجلب لنا بهجة السماء؛ ويتحقق بها نجاتنا؛ حتى الأشياء المكسورة التي تحزننا هنا، قد تظهر ثمينة في نظر الله.
وعلى المؤمن الخادم أن يعرف أن الله مرات يكسرنا ويفرغنا لكي يستخدمنا بطريقته هو وليس بطرقنا نحن.
إن البشر كثيراً ما لا يقدرون الخدمة: فالعالم يرحب بخدمتنا شباباً ويطرحنا شيوخاً؛ لكن الرب لا ينسى تعب المحبة وكأس ماء بارد لا يضيع أجره. ونشكر الله لأجل الكنائس التي تكرم خدامها كبار السن.
قال بولس مرة أنه أراد أن يذهب إلي الخدمة ولكنه قال: "ولكن أعاقنا الشيطان". نعم الشيطان يعيق خدمتنا بأية طريقة من طرقه الجهنمية.
ولنفهم نار الخدمة ـ ونيران المعطلات والتضحيات أكثر؛ علينا أن نفهم ما يقصده الرسول بولس في (1كو3): المسيح هو الأساس بولس والآخرون يبنون على هذا الأساس.
هناك ثلاث مستويات ليست للمقارنة كما ليست بالتدريج بل للتوضيح: مستوى المسيح وهو الأعلى ومستوى الإنسان المتوسط ثم مستوى الحيوان. والإنسان بالخطية لا يزيد عن كونه حيواناً. ولكي يصل لمستوى المسيح عليه بالتوبة. ولعل هذا الرسم البسيط يوضح الفكرة التي أريد أن أوصلها:
مستوى المسيح بالتوبة مستوى الإنسان بالخطية مستوى الحيوان
أحبائي بدون أساس المسيح لا يستطيع أحد أن ينال شيئاً من الغفران والقوة والرجاء. والتوبة هي قفزة على أساس المسيح بالإيمان. فبنعمة المسيح نحن نخلص، ويقبل الله توبتنا، وبذلك نقفز لنقف على أساس المسيح الموضوع للغفران من خطايا الماضي وللقوة التي نجدها في الحاضر وللرجاء الذي يملأ مستقبلنا. وبعدما نقف على أساس المسيح الذي وُضع، نتتلّمذ على يد الرب معلمنا الصالح، فنتعلّم ونعمل ةنعلّم ثم نخدم ـ ونحن نخدم نواجه بنار المعطلات من إبليس وبنار التضحيات التي ندفعها ثمناً لخدمتنا له.
وهنا علينا أن نعرف أن الخدمة هي عمل وبناء على أساس المسيح، فنحن نخدم ليس لكي نضع أساساً جديداً بل للبناء فوق هذا الأساس الموضوع مسبقاً.
وعلى هذا الأساس بنى الرسل ومنهم بطرس ويوحنا ويعقوب وبولس. وعليه بنى آخرون؛ بخدمتهم. وعليه تبني أنت وأبني أنا بخدمتنا.
وهنا أريد أن أوضح ذلك برسمة بسيطة:
نار الخدمة
بناء المؤمنين الخدّام
والخدمة التي نقوم بها أنواع ـ فقد يقدّم إنسان ما المسيحية إلي زملائه بصورة ضعيفة أو مشوهة أو محرّفة, وقد يقدّم منها جانباً واحداً يُبرز فيه بعض الأشياء ويهمل أشياء أخرى؛ أو قد ينبر على أشياء معينة تروق له ويهمل أشياء أخرى رائعة بشكل يجعل صورة المسيحية التي يقدمها صورة لا تطابق الأصل تماماً.
وهنا كل أنواع الخدمة تنصب في صنفين ـ كما يقول شاهدنا الكتابي لهذا الموضوع (1كو3): (1) ذهب وفضة وحجارة كريمة. (2) خشـب وعشـب وقــش. وسيأتي اليوم الذي فيه يجيء المسيح ثانية ـ يوم الرب، يوم المجيء الثاني ـ وحينئذٍ يكون الإختبار والفحص النهائي لكل أنواع خدماتنا. وفي هذا الوقت ستتضح كل المفاهيم عن نار الخدمة... ففي ذلك اليوم ستحترق وتمحى الأشياء الخاطئة والأشياء المشوهِة والأشياء غير الوافية (المنتقَصَة) عن المسيحية. (1) فالنار تنقي الذهب، وتُمحص الفضة، وتُجمّل الحجارة الكريمة. (2) لكن النار تُفحّم الخشب، وتُحرق العشب، وتُزيل القش. وهكذا فهناك: (1) خدمة قيّمة قيمتها مثل قيمة الذهب والفضة والحجارة الكريمة ـ لا تؤثر فيها النار، لكنها تنقيها وتلمعها وتجعلها أروع. (2) وهناك خدمة هشة ضعيفة مثل الخشب والعشب والقش ـ وهذه تؤثر فيه النار بل وتُدّمرها وتزيلها فلا يكون لها وجود. ولكن من رحمة الله، أنه حتى الذي استخدم هذه الأشياء الهشة في البناء (بناء العمل الروحي والخدمة) سيخلص. لماذا؟ لأنه على الأقل حاول أن يعمل شيئاً ما لأجل المسيح، نعم سيخلص. كيف؟ سيخلص كما بنار، أي سيخلص بالكاد.
والحقيقة أن كل مفاهيمنا ومعتقداتنا عن المسيحية ـ على أحسن الفروض ـ إنما هي ناقصة وغير وافية. ولكننا نستطيع أن نوفر على أنفسنا كثيراً من هذا النقص والعجز إذا كنا نمتحن كل مفاهيمنا ومعتقداتنا، لا على أساس أفكارنا الشخصية المُغْرِضة أو موروثاتنا المتعصبة، و لا على مدى اتفاقها مع آراء هذا أو ذاك من علماء اللاهوت، ولكن في نور كلمة الله مجتمعة وليس أجزاء منها دون الأخرى. لنمتحن كل مبادئنا في نور كلمة الله وعلى الأخص في نور الصليب والفداء والمحبة والأبدية السعيدة. وعندما نتحدث عن المسيح في خدمتنا العملية السلوكية والتبشيرية، يجب أن نتحدث كما لو كان المسيح نفسه ينصت إلينا ـ بل كما لو كان أنه هو شخصياً يفعل ذلك حقاً.
وإذا كنا نمتحن أنفسنا دائماً بهذا المقياس؛ فإن ذلك سيحفظنا من الوقوع في أخطاء كثيرة. ولنعمل ولنخدم الخدمة القوية القيّمة التي لا تؤثر فيها نيران المعطلان والمضايقات والتضحيات. فلنعمل ولنخدم مطمئنين ومتشجعين غير خائفين من نار الخدمة. فلنعمل ولنخدم محاولين أن تكون خدمتنا خدمة ذهب وفضة وحجارة كريمة، وليست خدمة خشب وعشب وقش.
أحبائي كانت هذه نيران ونيران: • فاحـذروا نار الخطايا والشرور والآثـام والشهوات لكي لا تحترقوا وتفنوا. • ولا تخافوا نار التجارب والصعوبات والامتحانات فإلهكم أقوى فستنتصرون. • واستعدوا لنار الخدمة نار المعطلات والتضحيات، فهي ثمن واخنبار لامتحان نوع خدمتنا.
ولنتبع جميعنا الأساس الذي وُضع في المسيح وفي محبته • التي لهيبها لهيب نار لظى الرب، • المياه الكثيرة لا تستطيع أن تغمرها، • وكل المعوقات والموانع لا تستطيع أن تطفئها،
فنار محبة وخدمة المسيح باقية ومنتصرة ومشتعلة أبد الدهر، و لاتسقط أبداً. آمين.
[/size] | |
|