[]ـــــرق الصيــــد
ذهب أحد الخدام ليخدم بين القبائل الأفريقية في الجنوب. وكان يخلط خدمته بانسكاب نفسه أمام الله في صلوات طويلة حارة من أجل خلاص نفوس أهل هذه القبائل.
لم تمض فترة قصيرة حتى وجدوه ساجداً في مخدعه وقد أسلم روحه في يد خالقه.
وكان كل حصيلة خدمته هو قبول سيدة عجوز الإيمان بالمسيح. وتطلع كثيرون إليه على أنه فشل في خدمته لكن أحد المؤمنين كتب كتيباً صغيراً عن حياة هذا الخادم الذي كرس حياته وبذل ذاته من أجل الخدمة.
بعد عدة سنوات أنضم إلى حظيرة المسيح أكثر من 13000 نسمة بسبب هذا الكتيب الذي يتحدث عن حياة هذا الخادم وسيرته الطاهرة.
صديقي القارئ:
لقد اصطاد هذا الخادم نفس واحدة بسنارة وعظة بينما اصطاد الألوف من النفوس بشبكة طهارته وفضيلته. كانت حياته الفاضلة وسيرته الطاهرة هي الطُعم الذي جذب الكثيرين للإيمان بالمسيح.
إن العالم يحتاج إلى قديسين يكرزون بروح القوة لا يحدهم مكان ولا زمان لأن روح الله يعمل بهم.
إن هناك طريقتين مختلفتين في صيد السمك وهما:
الصيد بالسنارة و الصيد بالشبكة
فالصيد بالسنارة يجذب سمكة واحدة أما الصيد بالشبكة فيجذب سمكاً كثيراً.
وصيد الناس أيضاً بطريقتين:
الخدمة الفردية تجذب نفس واحدة. والخدمة العامة تجذب نفوساً كثيرة.
ونجد هذا الفارق بين أندراوس وبطرس كصيادي الناس.
فإندراوس كان من النوع الأول الذي يصطاد بالسنارة فهو الذي اصطاد أخاه سمعان بطرس فيقول الوحي الإلهي:
"كان إندراوس أخو سمعان بطرس .. هذا وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا. الذي تفسيره المسيح. فجاء به إلى يسوع" (يوحنا 40:1-42).
أما بطرس فكان من النوع الثاني الذي يصطاد بالشبكة فهو الذي اصطاد بشبكة وعظه في يوم الخمسين ثلاثة آلاف نفس.
إلا أنه لا ينبغي أن ننسي أن بطرس نفسه قد أمسكت به سنارة أندراوس الذي قاده إلى المسيح. فقد تصطاد نفساً واحدة ولكن هذه النفس قد تكون سبباً في خلاص نفوس كثيرة.
إن مهمة صياد الناس هي انتشال الإنسان الذي يغرق في شهوات وملذات بحر هذا العالم المضطرب.
وإن قضي حياته كلها واصطاد خلالها نفس واحدة بسنارته فقد تكون هذه النفس هي الخميرة التي ستخمر العجين كله وتجتذب نفوس كثيرة بعد انتقاله إلى السماء.
الخـادم الناجح هـو الذي تستمر الخــدمة بغيـابه