يفتاح الجلعادى
أسم عبري معناه (( يفتح )) وهو: ابن جلعاد،
أحد قضاة إسرائيل. أبغضه أخوته الشرعيون لأنه لم يكن أخاً شرعياً وطردوه من بيت أبيه فأقام في أرض طرب، لربما كان حوران ( قض 11: 3 ). وهناك جمع حوله أتباع أقوياء مفتولي العضلات. وعندما نشبت حرب بين بني إسرائيل وعمون رغب شيوخ جلعاد أن يقيموا قائداً عليهم، فأبى في بادئ الأمر لسوء معاملتهم إياه سابقاً، ولكنه أذعن أخيراً لطلبهم فصار زعيمهم ( قض 11: 4- 11 ). وحاول أولاً تسوية النزاع بالطرق السلمية دون اللجوء إلى الحرب وعندما اتضح له عدم نجاح هذه الطريقة شن الحرب على العمونيين. وقبل الشروع في القتال نذر انه إذا انتصر قدم من يلاقيه أولاً عند رجوعه محرقة للرب. وانتهت الحركة بظفرة وهزيمة عمون. وكان أول من لقيه ابنته الوحيدة ومعها صويحباتها يضربن الدفوف ويرقصن ابتهاجاً بنصره. وهذه كانت العادة للقاء المنتصر. وعندما أخبر يفتاح ابنته بنذره قبلت نصيبها بخضوع وبعد شهرين صرفتهما في الجبل تبكي عذراويتها عادة إليه فوفى نذره فيها ( قض 11: 34- 39 ). وأصعدها محرقة للرب. إن الذبائح البشرية كانت مألوفة وقتئذ. ولكنها كانت مغايرة للشريعة الموسوية. وبعد هذه الحادثة خاصم الافرايميون يفتاح لأنه لم يأخذ رأيهم في الحرب ضد عمون. والواقع أنهم رفضوا مساعدتهم ضد أخوتهم بسبب كبريائهم وقد حثهم يفتاح على ذلك ولما لم يفز منهم بطائل أشهر عليهم حرباً عواناً وكسرهم شر كسرة. وقضى على جلعاد 6 سنين ( قض 10: 6- 12: 7 ). وعلى الرغم من أن حياته لم تخل من الشوائب، فقد رأى فيه صموئيل دليلاً على أمانة يهوه في إتمام وعده بإقامة منقذ لبني إسرائيل ( 1 صم 12: 11 ). ورأى فيه كاتب الرسالة إلى العبرانيين رجلاً من رجال الإيمان ( عب 11: 32 )