زيارة العذراء لخالتها اليصابات
عندما بشر الملاك جبرائيل امنا مريم العذراء بانها ستلد يسوع ابن الله ، كان جوابها : ها انا امة الرب ( اي خادمة للرب ) اي انها تواضعت وتواضعها هذا قادها الى الخدمة فانطلقت مسرعة يقول لنا الانجيل الى قرية عين كارم القريبة من اورشليم والتي تبعد عن الناصرة حيث تقيم مريم العذراء مسافة ثلاثة ايام مشيا ً على الاقدام فقطعت المسافات الطويلة وعبرت الجبال والوديان متحملة التعب والجوع والعطش لتصل الى خالتها اليصابات لتخدمها وتقدم لها المساعدة لانها حامل وهي في شهرها السادس .
وعندما دخلت مريم العذراء الى بيت زكريا امتلأ البيت من الروح القدس ونطقت اليصابات بكلماتها النبوية " مباركة انت في النساء ومبارك ثمرة بطنك . من اين لي هذا ان تأتي ام ُّ ربي اليَّ " الروح القدس هو الذي كشف لاليصابات كل هذه الامور .
فانشدت مريم العذراء بدورها نشيدها الجميل مدفوعة من الروح القدس الممتلئة منه " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلَصي "
اذن لقاء مريم واليصابات كان لقاء فرح وتمجيد لله الذي ينصر الفقراء والمتواضعين ، لقاء اهتز له يوحنا المعمدان طرباً وهو في بطن امه ابن ستة اشهر.
فحيث المسيح هناك الروح القدس وحيث المسيح هناك الفرح وحيث المسيح تنكشف حقيقة الانسان . فالطفل الموجود في بطن امه وان كان ابن ساعات او ايام فهو شخص كامل يستحق الحياة ويجب ان يحترم وكل تَعدٍّ عليه هو تَعَدٍّ على الله وعلى صورته .
الحياة البشرية مقدسة منذ اللحظات الاولى من وجود الطفل في بطن امه .
كل واحد منا له دور في تدبير الخلاص . كل واحد منا أدخله الله في تاريخ الخلاص .
نتعلم اليوم من هذه الحادثة ، حادثة زيارة امنا مريم العذراء لخالتها اليصابات ، فضيلة التواضع ، فمهما ارتفعنا في المناصب وفي الوظائف علينا ان نتواضع ونحترم الآخرين ونخدم الآخرين فالتواضع اساس القداسة على مثال الرب يسوع الذي كان بين الناس كالذي يخدم والذي لم يأتِ ليَخدِم بل ليخدم وعلى مثال امه مريم العذراء التي خدمت خالتها اليصابات وخدمت يسوع طيلة حياته وخدمت في عرس قانا الجليل وما زالت تخدم البشر من خلال ظهوراتها فالمسؤولية هي خدمة والرئيس هو الخادم .كبير القوم خادمهم ، الاهل خدام لاولادهم في البيت . الكاهن خادم في رعية . والبابا هو خادم خدام الله .
قيمة الانسان بقدر ما يخدم العالم والمجتمع ، الام والزوجة والخادمة في المجتمع ويجب ان تحافظ على كرامتها هذه ولا تفقدها وتصير سلعة بسبب تصرفاتها .
نتعلم ايضا ان تكون لقائاتنا واجتماعاتنا مع الآخرين مفيدة وبناءة ومملوءة من حضور الله ومن حضور الروح القدس .كما نقول دائما في بداية اعمالنا " هلمّ ايها الروح القدس واملأ قلوب مؤمنيك"
الناس اليوم ابعدوا الله عن حياتهم اليومية ، وهذا هو الالحاد العملي نعيش وكأن الله غير موجود في حياتنا
لنستقبل ميلاد الرب يسوع دائما بالتواضع وروح الخدمة واللقاءات الروحية ، على مثال امنا مريم العذراء