ولدت القديسة أغاثي في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة بنورم في جزيرة صقلية. كانت رائعة الجمال كثيرة الغني ، عظيمة الشهرة و شريفة الأصل ، و كما كانت مترفعة عن مبهجات الدنيا و زخرفها الفاني إذ أن نفسها النقية قد تعلقت بيسوع الفادي ختن العذاري الإلهي . علم كنديانوس الحاكم الروماني في عهد الملك الروماني ذكيوس بها فأرادها لنفسه لإرضاء شهواته، فراودها زماناً و لكنها كانت تتغاضي عنه فأوقفها بحجة أنها مسيحية و أودعها السجن، و علل نفسه بأن الوعد و الوعيد سيقضيان على تمنعها فتنقاد إليه صاغرة و لكي يضعف مقاومتها أسلمها إلي أيدي نساء لأغوائها فلما أخفقن أعادها إليه و حاول إقناعها بالتهديد و الوعيد إن هي عادت إلي عبادة إلهها ، فأعادها ثانية إلي السجن لتفكر بسوء مصيرها إن بقيت على إيمانها، و عندما أحضرت إلي مجلسه بعد السجن سألها هل فكرت في نجاتتها و خلاصها؟ أجابت"بأن خلاصي هو المسيح" فأمر بتعذيبها و تقطيعها فضربت بقساوة ثم قطع الجلاد ثديها و أعادها إلي السجن و الدماء تنزف منها و أمر أن لا يدخل عليها أي طبيب، و أن تحرم من الماء و الطعام، و ما كان الليل ينتصف و أغاثي تتألم حتى رأت شيخاً جليلاً داخلاً عليها، و معه عقاقير و يتقدمه طفل يحمل سراجاً و قال لها:"إني كنت حاضراً و أنت تتعذبين و جئت لمعالجة جراحك فقالت له أليس عاراً علي أن أكون قليلة الثقة بالله الذي توكلت عليه منذ طفولتي؟ فلا يمكنني أن أرضى بدواء".فسألها الشيخ لماذا؟ قالت:"لأن يسوع مخلصي، و هو قادر أن يبرئني بكلمته"فابتسم الشيخ و قال:"أنا الرسول بطرس و هو نفسه أرسلني إليك، و أنا رسوله وباسم يسوع ستعود صحتك اليك". فلما قال هذا توارى و إذا بجروحها قد شفيت فسجدت للرب تصلي و تشكر و أضاء السجن بنور سماوي حتى إن الحراس خافوا و هربوا. وبعد أربعة أيام أعادها الحاكم و حاول إقناعها لتقدم الذبائح للآلهة . و إلا سينزل بها عذاب أشد عنفاً و أكثر مرارة فقالت له:"هل يمكن أن أعيد هذه الأخشاب و الحجارة التي تدعونها آلهة، و أعرض عن الإله الحقيقي الذي أبرأني و أعاد إلي ثدييي و صحتى" . فسألها :"من هو الذي شفاك"؟فأجابت :"هو يسوع المسيح إبن الله المبارك"، فاستشاط غضباً و أمر بأن تفرش أرض السجن بقطع من الخزف المكسر ، و أن تعرى الفتاة البتول من ثيابها و تدحرج على تلك القطع المسننة فعمل السجان بأمره و ما كاد يبدأ بذلك العذاب البربري حتى أهتز المكان و شعر الناس بمدينة كاتانا تهتز إهتزازاً عنيفاً فارتاعوا و أيقنوا أن السماء تنتقم لتلك الصبية الطاهرة، التي تعذب ظلماً فجمعوا جموعهم و تألبوا على دار الحاكم يطلبونه ساخطين فتوارى عن الأنظار و أمر بإرجاعها إلي السجن فأعيدت إليه، و كانت تصلي وتتضرع إلي الرب أن يتقبل روحها بين يديه و ما كادت تنهي صلاتها حتى صرخت بصوت عظيم و أسلمت روحها بين يديه و ماكادت تنهي صلاتها حتى صرخت بصوت عظيم و أسلمت روحها بين يدي خالقها . ولما علم المؤمنون بذلك حملوا جسدها ووضعوه في قبر جديد و إذا بشاب جميل الطلعة وصل أمام القبر و معه نحو مئة ولد بالثياب الحريرية البيضاء فتقدم ووضع عند رأس الفتاة لوحة من الرخام الأبيض كتب عليها:روح طاهرة ، نفس رسولية، هي مجد اله و حارسة الأوطان ثم توارى. فشاع الخبر أن ملاك أغاثي أتاها في قبرها ليمجدها ، و أخذ أهالي صقلية و إيطاليا يكرمونها و إتخذوها شفيعة لهم، أما كنديانوس فإنه بعد موت أغاثي ركب حصانه و ذهب مع مرافقيه ليستولي على أملاكها. و نزلوا في زورق ليقطعوا نهراً هناك و فيما هم في وسط النهر جفل حصان كنديانوس و ضرب حصان مرافقه فهاجت الخيول و ضربت كنديانوس بحوافرها فرمته في المياه و غرق و لم يعثر على جثته. بعد سنة من رقادها ثار بركان(أثنا) القريب من مدينة قطاني و طغت الحمم البركانية و السيل الناري المتدفق من فوهته على الأرض و القرى المجاورة،فإنهزم الناس و ذهب المؤمنون إلي قبر أغاثي خاشعين ضارعين و حملوا الغطاء الذي كان يجلل قبرها و رفعوه أمام السيل الجارف فوقف و نجت المدينة من الدمار و أضحت القديسة أغاثي شفيعة إيطاليا و ستبقى مدى الدهر مثالاً للعذارى المسيحيات بنقاوتها.
إستشهدت القديسة عام"254" للميلاد