زارا يعقوب القديس
زارا يعقوب القديس
نشأته:
الاسم "زارا يعقوب" معناه "نسل يعقوب" وهو أحد معلمي اللاهوت الأثيوبيين القلائل الذين تركوا تراثًا، وإن كان قليلاً، لكنه مازال ضمن تراث الكنيسة الأثيوبية. وُلد حوالي عام 1399م ابنًا للإمبراطور داويت Dawit (1382-1413م) والملكة إجزي كبرى Egzi Kebra من تجري، وقد نشأ في الأديرة متعلمًا، ولم يكن له أمل في ارتقاء العرش الملكي إذ كان له أخوه الأكبر منه. ثقافته كان تتلمُذِه على الأديرة مثمرًا جدًا، وقد أتقن لغة الجئز Geeez وآدابها بعيدًا عن السياسة. ملك اخوته واحدًا بعد الآخر وماتوا دون أن يتركوا وريثًا للعرش، وإذ ظل العرش خاليًا لسنوات عمها الاضطراب والفوضى بحث عنه الجيش وأقاموه على العرش. استلم الحكم حين كانت البلاد في حالة انهيار. بحكم دراسته اللاهوتية وتعضيده لللاهوتيين في القصر عمل على إنهاء الخلافات الفكرية وتوحيدها في أثيوبيا. جاء وفد من الإسكندرية بخصوص مشكلة يوم السبت حيث نادى البعض بضرورة تقديس السبت مع الأحد، وقد أمر الوفد بوضوح عدم العمل بتقديس السبت. كانت له دالة خاصة مع القديسة مريم وأيقونتها التي في قصره. إصلاحاته الدينية بجانب اهتمامه بتوحيد الفكر اللاهوتي واهتمامه بالكتابة تشدد في إصلاحاته، فأمر المسيحيين برشم الصليب على جباههم. كما اهتم بالاحتفال بأعياد القديسين، وقراءة بعض معجزات العذراء مريم في الكنائس كجزء من الليتورجيا. عمله السياسي نجح في عمله السياسي حيث ردّ إحدى غارات البربر وقتل ملكها، وتعهد الملك الذي خلفه بالطاعة له. قضى على جميع محاولات الانقلابات ضد القصر وتخلص من كل من شك في أمانته. كتب خطابًا شديد اللهجة إلى السلطان يقماق Iaqmaq (1438-1453م)، إذ سمع عن الاضطهاد الذي يعاني منه الأقباط تحت حكم سلفه برسباي Barsbey (1422-1453م). وعندما سمع بأنباء تدمير دير الماجستيس Al Maghtis في شمال مصر بكى بمرارة، وأقام حدادًا شعبيًا، وبنى ديرًا باسم دير ميتوك Dabra Metuq. وقد استقبل الوفد المصري بحفاوة إذ جاء يخبره بانتهاء الاضطهادات، وأرسل بنفسه وفودًا إلى الشرق الأوسط وأوربا، كان من بينها البعثة التي حضرت مجمع فلورنسا (1439-1440م). تنيح عام 1468م.
أعماله:
وضع مع بعض كهنته في القصر مجموعة من العظات التي تقرأ في الكنائس في الأيام المقدسة والأعياد، تتضمن بعض الردود على البدع مع كتب أخرى مثل: كتاب الميلاد Masehafa Mild: عالج التثليث والتوحيد وتجسد الكلمة. كتاب النور Masehafa Berhan: عالج قضايا لاهوتية عديدة. خطاب للبشرية Tomara Tesbet: يشرح خطورة السحر وعبادة الأوثان. كتاب الترانيم: يعتبر أحد كتب الترانيم المستخدمة في كنيسة أثيوبيا. كتاب معجزات السيدة العذراء: مجموعة كبيرة من المعجزات دونها مضافة إلى المعجزات التي كتبت في مصر وترجمت إلى الأثيوبية. قام بترجمة تاريخ يوسيفوس إلى لغة الجئز بواسطة رجال قصره من الكهنة. تعيد له الكنيسة الأثيوبية في 3 نسي.