منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قلب يسوع منتدى مسيحى ارثوذوكسى يهتم بكثير من المجالات الدينية والعامة وبه الكثير من الترانيم والافلام الدينية والكثير والكثير
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث   كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime30/1/2010, 15:28

وسط زحمة الحياة و مشاغلها و ضوضوئها و اهتماماتها الكثيرة ما أجمل أن يتفرغ الإنسان - و لو قليلاً - للجلوس مع الله ، فى جو التأمل ، و الصلاة ، و انفتاح القلب على الله 00
هنا يلجا الإنسان إلي السكون والهدوء 00لأن الحديث مع الله ، يليق به الإنفراد بالله 000
من أجل هذا نقل الله ابانا إبراهيم من و طنه ، و من بين أهله و عشرته ، إلى الجبل ، إلى حيث ينفرد فى خلوة مع الله 00 هناك يبنى المذبح 00 و فى خلوة على الجبل المقدس ، قضى موسى أربعين يوماً مع الله ، أخذ منه الناموس و الوصايا ، و أخذ المثال الذى على نسقه بنى خيمة الإجتماع 0
و فى خلوة على الجبل ، كان السيد المسيح يلتقى بتلاميذه ، و أحياناً كان يأخذهم إلى موضع خلاء 00 كلمة الله ، يليق بها السكون و الهدوء 00 و على جبل الكرمل ، فى الهدوء ، تدرب إيليا النبى 0 و فى البرية ، مدى ثلاثين عاماً ، تربى يوحنا المعمدان 0
و فى الهدوء و السكون ايضاً ، تدرب أعضاء مدرسة الأنبياء 0
و لم يصر موسى نبياً ، و لم يختره الرب للقيادة ، إلا بعد أن قضى فى البرية اربعين سنة ، فى السكون ، بعيداً عن قصر فرعون و ضوضائه و سياساته 00
و السيد المسيح نفسه ، على الرغم من السكون غير المحدود الكائن فى أعماقه ، و على الرغم من صلته الأزلية الدائمة بالآب ، لكى يعطينا مثالاً ، لم يبدأ خدمته العلنية إلا بعد أربعين يوماً قضاها وحده فى الجبل ، فى حياة السكون ، مع الآب 00
و كان الجبل ، له موقعه و موضعه ، فى حياة الرب 0 و ما أجمل قول الكتاب فى ذلك " مضى كل واحد إلى بيته 0 أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون " ( يو 8 : 1 ) 0
و كان بستان جسيمانى مكان هدوء و سكون للمسيح 0 يقضى فيه فترات من الخلوة ما أعمقها 0
و كانت مريم أخت مرثا مثالاً لحياة السكون ، فى جلستها الهادئة عند قدمى الرب بقوله " أنت تهتمين و تضطربين لأجل أمور كثيرة و الحاجة إلى واحد " 00
ليتك إذن تبحث عن مركز السكون فى حياتك ؟
و هل أنت تهتم و تضطرب لأجل أمور كثيرة 00 و متى تهدأ إلى متى ؟





قد تكون إبناً لله ، و خادماً فى الكنيسة ، وموظباً على أعمال روحية ، و مع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية ، و خاضع لمشاعرها 00 !
و الحزبية هى أن تهاجم البعض ، بلا معرفة ، و بلا تفكير ، وربما بلا أسباب 00 ! بينما تؤيد البعض و تدافع عنهم ، بنفس الأسلوب ، بلا معرفة ، بلا تفكير، بلا أسباب 00!
الحزبية فيها بولس و أبولس ، الأمر الذى انتقده الرسول ، ووبخ عليه أهل كورنثوس ( 1كو 3 : 3 ، 4 ) " لأنه متى قال واحد أنا لبولس ، آخر و أنا لأبولس ، ألستم جسديين و تسلكون بحسب البشر " 00
الحزبية لا تتفق مع روح المحبة 00
لأن الشخص الذى تنتقده و تهاجمه و تقف ضده ، قطعاً لا تحبه 00 و " المحبة لا تقبح ، و لا تظن السوء " ( 1كو 13 )
و الحزبية لا تتفق مع الحق و العدل 00
إذ غالباً ما تكون المهاجمة فى نطاق الحزبية ، ليست كلها صدقاً و لا عدلاً 00 على الأقل فيها لون من المبالغة ، أو لون من التجنى 0 مبعثه حقد داخل القلب 00
و الحزبية لا تبنى ، بل تهدم 00
إنها نفتت القوى ، و يفرق الشمل ، و تستخدم كل الطاقات فى غير مجالها الطبيعى 00 تضيعها فى المشاحنات و الأنقسام ، و فى النقد و النقض 0
الحزبية ضد وحدة الفكر 00
و هى تجسيم للذات ، أو للروح القبلية 00 و لا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التى قيل عن أبنائها " كان الجميع معاً بنفس واحدة " ( أع 4 : 32 ) 0
و هى ضد و صية الرسل فى قوله " مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل 00 لكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً ، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد ، رب واحد ، إله واحد ، معمودية واحدة " ( أف 4 ) 0
و الحزبية قد تأخذ روح التنافس أو المعارضة بالنسبة إلى الآخرين ، وروح الإفتخار بالنسبة إلى الذات 00
و قد تأخذ مظهراً من مظاهر ( عبادة الأبطال ) ، أو الإنتمائية العامة 00 و يصبح كل ما هو أمامك : مجموعتنا ، جمعيتنا ، فرعنا ، كنيستنا ( على مستوى الحى ) ، بلدنا ، قريتنا




قال أحد القديسين :
لو اجتمع عشرة آلاف من الملائكة ، لكان لهم رأى واحد ، للأسف حينما يجتمع عدد قليل من البشر ، فإنهم يختلفون ! 00
و الإنقسام قد يكون دليلاً على وجود الذات 00
الذات التى تعمل وحدها ، بعيداً عن روح الله 00 و التى لا تبالى بالنتائج الخطيرة التى يسببها الإنقسام ! و ما هى هذه النتائج ؟ 00 قال أحد الأدباء :
تنازع نسران على فريسة ، كانت من نصيب الثعلب 00 و لهذا قال السيد المسيح " كل بيت منقسم على ذاته يخرب " ، إنها عبارة ينساها المنقسمون 0
كثيراً ما تقوم جماعة بعمل إنقسام ، تترك الجو خراباً ، ثم تمضى لحاله ، و كأنها لم تفعل شيئاً ! بينما يطالبها الله بدم ما قد خربته بأفعالها 00 الإنقسام بين الأخوة يدل على عدم محبة 00
وانقسام الصغير على الكبير يدل على التمرد ، وعدم الطاعة ، و عدم احترام الرئاسات 00 و كلها خطايا 0
و كما قد يدل الإنقسام على كبرياء فى النفس ، أو اعتداد بالذات 0 و غالباً ما يكون أب الإعتراف خارج الدائرة فى كل هذا ، لا يستشار فى شئ 00
فى رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس ، وبخهم على الإنقسام ، ووصفهم بأنهم جسديون ( 1كو3 ) 0 ذلك لأن المنقسمين بعيدون عن وحدانية الروح 0
إن أعضاء الجسد الواحد تتعاون معاً لخير الذى يتعاون فيه الكل معاً 0
و الواحدانية تحتاج إلى احترام الرأى الآخر ، أو على الأقل التدريب على التعامل مع الرأى الآخر ، دون ثورة ، و دون غضب ، ودون تشير ، و دون تحطيم 00
نصيحة نقولها لكل من يسير فى طريق الإنقسام :
حاول أن تكسب غيرك ، بدلاً من انقسامك عليه 0
كن موضوعياً ، و ابعد عن المسائل الشخصية 0
درب نفسك على التعاون وروح الجماعة 00




الذى يحب أن ينتفع ، يبحث عن المنفعة ، و ليس الكلام الكثير هو الذى ينفعه بل إن مجرد كلمة واحدة قد تغير حياته كلها 00 بل أنه ينتفع أيضاً من الصمت ، كما قال القديس بفنوتيوس عن أحد ضيوفه : " إن لم ينتفع من سكوتى ، فمن كلامى ايضاً سوف لا ينتفع "
عبارة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس ، كانت سبباً فى رهبنته ، و فى تأسيس هذا الطقس الملائكى 0 و عبارة أخرى كانت سبباً لدخوله فى البرية الجوانية و حياة الوحدة 0 إن الله لا يشترك أن يعلمك بكلام كثير ، إنما تكفى عبارة واحدة ، و الوصايا العشر عبارات قصيرة ، و لكنها تحمل كل التعليم 0
و الصلاة الربانية عبارات قصيرة و تحمل عمق طلبات الصلاة و الذى يحب أن ينتفع ، يسعى و تحمل عمق طلبات الصلاة 0 و الذى يحب أن ينتفع ، يسعى وراء المنفعة بأى ثمن
كان السواح يتحملون أسفاراً طويلة ، لكى يسمعوا مجرد كلمة من أحد الآباء ، و الآباء أنفسهم كانوا ينتفعون ، من أى منظر ، أو حتى من أبنائهم 0
إن الذى يطلب الخير يجده 00
و لو فى كلمة عابرة ، من أى أحد ، و لو فى حادث عابر ، حدث له أو لغيرة 0 ينتفع حتى من أخطائه ، و من أخطاء الناس
قال أحد القديسين " لا أتذكر أن الشياطين أطغونى فى خطية واحدة مرتين " ذلك لأنه انتفع من سقطته الأولى ، فاحترس من الثانية 00
و السيد المسيح دعانا أن ننتفع من منظر زنابق الحقل ، و من طيور السماء ، و نأخذ منها دروساً فى الإيمان و فى رعاية الله 0
إن مصادر المنفعة موجودة : ليست فى كلام الوعاظ فقط ، و لا فى الكتب الروحية فحسب ، و إنما فى كل مكان ، و فى كل وقت 0 و المهم هو : هل تريد أن تنتفع أم لا 0
و صوت الله يصل إلى كل أحد ، بأنواع و طرق شتى 0 و لكن " من له أذنان للسمع فليسمع " 0






قال الكتاب " ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة "
إن الذى يعمل عمل الرب ، يجب أن يكون " أميناً حتى الموت " فالأمانة شرط أساسى للخدمة
بهذه الجدية كرز الرسل باسم المسيح ، و كانوا يكرزون " بكل مجاهرة و بلا مانع " و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة 00 و نعمة عظيمة كانت على جميعهم " ( أع 4 : 33 )
و نتيجة لهذا العمل الجاد ، الأمين ، المخلص ، انتشر الملكوت 0 أنظر ما يقوله الرب لملاك كنيسة أفسس : " أنا عارف أعمالك و تعبك و صبرك ، و قد احتملت ، و لك صبر ، و تعبت من أجل إسمى و لم تكل " ( رؤ 2 )
العمل الجاد يبنى على الإيمان 000
كلها كان إيمانك بعملك و أهميته و خطورته ، إيماناً حقيقياً كاملاً ، على هذا القدر تكون جديتك فى عملك 0 و الرخاوة فى العمل دليل على عدم الإيمان بأهميته 00
و العمل الجاد يدل على إحساس بالمسئولية :
تماماً كما كان يعمل يوسف الصديق فى خزنه للحنطة ، شاعراً أن حياة كثيرين تتوقف على أمانته 00
و هكذا فى الخدمة الروحية : حياة كثيرين تتوقف على أمانة الخادم إن أهمل فى خدمتهم ضاعوا 0
العمل الجاد عليه رقابة من داخل النفس 00
رقابة من ضمير الإنسان 0 و من صوت الله فى داخله 0 رقابة من شعوره الحى ، و من غيرته المقدسة 00 إنه يعمل بجدية لأن " الوقت مقصر " و كل دقيقة لها حسابها ، و كل تأخير أو تراخ ، له خطورته 00
و العمل الجاد هو دائماً عمل ناجح 00
إنه عمل متقن ، لأن الجدية تتقن العمل 00 و العمل المتقن عمل ناجح 0 و قيل عن الرجل البار : " و كل ما يعمله ينجح فيه " 00
و العمل الجاد ، لا يهدأ حتى يتم 00
إنه لا يعترف بالتعب ، و لا يطلب راحة 00 و لا يستريح صاحبة حتى يتممه ، و يذوق ثماره 00 مثل لعازر الدمشقى الذى لم بسترح حتى أخذ رفقة زوجة لابن سيده ، و لما أرادوا إراحته أجاب " لا تعوقونى " 00





ظن إيليا النبى فى وقت ما ، أنه الوحيد الذى يعبد الرب ، و قال له " و بقيت أنا وحدى لأعبدك " ، فرد عليه الرب أنه توجد سبعة آلاف ركبة لم تنحن للبعل 0
ما أخطر الشعور ، بأننا الوحيدون الذين يعبدون الرب ، أو الوحيدون أصحاب المبادئ !!
و ننسى أنى هناك 7000 ركبة ( و هى مضاعفات عدد كامل ) تعبد الرب ، و نحن لا نعرف
هناك من يدينون الجيل كله ، و يحكمون على كل الشعب بالضياع و الفساد !! و ينسون هناك مختارين للرب ، قد لا يعرفونهم ، و لكن الله يعرفهم 0
كان الكتبة و الفريسيون يظنون أنهم هم وحدهم ، حفظة للناموس ، و هم وحدهم المدققون فى أمور الشريعة ، لذلك أصيبوا بالكبرياء و عجرفة القلب و التعالى على الآخرين ، و صاروا يدينون غيرهم و يصفونهم بأنهم خطاة حتى السيد المسيح نفسه ، إتهموه بأنه كاسر السبت ، و ناقض الناموس ، وانتقدوه لأنه كان فى اتضاع يجلس مع العشارين و الخطاة 0
لما حورب الأنبا أنطونيوس بالبر الذاتى ، و ظن أنه وحده الراهب ، أرسله الله إلى حيث القديس الأنبا بولا السائح ، ليريه أن هناك من هو أفضل منه ، و إن كان من ال 7000 ركبة غير الظاهرين 00
و لما حورب القديس مكاريوس الكبير بنفس الحرب ، أرسله الله إلى إمرأتين متزوجتين فى الأسكندرية ، قال له إنهما فى نفس درجته الروحية ، أى أنه ليس وحده 00 و هاتان كانتا من ال 7000 ركبة المخفية 00
ما أصعب هذه الخطية ، أن يظن إنساناً أنه هو وحده الخادم الأمين ، هو وحده الذى يصلح للقيادة و الرئاسة ، و ليس غيره !
إن المحب يفرح بوجود كثيرين مثله ، أو حتى أفضل منه 00 كما قال موسى " ياليت جميع شعب الله أنبياء " 00 أما محب ذاته ( فى أنانية ) فإن هذا الأمر يتعبه ، أو على الأقل
لا يفرحه 00 ! يظنها منافسه له ، لأنه لا يهتم بما لله ، بل بما لنفسه 00 !





1-هناك أحلام من الله
مثل الأحلام التى ظهرت ليوسف النجار ، و للمجوس ، قيل له فى حلم أن يأخذ الطفل و أمه و يمضى إلى مصر 0 و قيل لهم فى حلم أن يرجعوا من طريق آخر 0 و كذلك الأحلام التى رآها أو التى فسرها يوسف الصديق أو دانيال النبى : و كلها أحلام موجهة ، أو منبئة بشئ يحدث فى المستقبل 0
2-و هناك أحلام من الشياطين :
يخدعون بها الإنسان و يضللونه ، ليسير فى طريق خاطئ أو يزعجونه بأحلام معينة 0 و قد ورد فصل طويل فى بستان الرهبان عن أمثال هذه الأحلام 0
3-و هناك أحلام من ترسيبات العقل الباطن :
فكل ما تراه ، و ما تسمعه ، و ما تقرؤه ، و ما تجمعه الحواس من كافة المصادر ، و ما يجمعه الفكر 00 كل ذلك يترسب فى عقلك الباطن ، و يختزن هناك 00 و يخرج و لو بعد سنوات ، فى هيئة أفكار أو ظنون و أحلام 00
و هذا وضع طبيعى جداً
و قد يخرج هذا الرصيد من عقلك الباطن ، صور متغيرة 00 قد تختلف الأسماء ، أو الأزمنة ، أو الأماكن ، أو بعض التفاصيل ، و لكنها تقدم معنى راسخاً فى داخلك ، كان يكمن كشريط تسجيل
4-و هناك أحلام هى انعكاس لوضع جسدى :
كإنسان نام و هو مرهق ، يدق إلى جواره جرس منبه ليوقظه ، و هو لا يريد الإستيقاظ ، فيحلم بأنه جالس إلى جوار تليفون ، جرسه يدق0
و الإنسان الحكيم لا يسمح للأحلام بأن تقوده 0
و لا يصدق كل حلم ، و لا يعتبر كل حلم صادراً من الله 0 لأنه لو عرفت الشياطين بأنه يصدق الأحلام ، تظهر له فى أحلام كاذبة ، لكى تضلله 0
و الأحلام الشريرة لها أسباب كثيرة 00
بعضها جسدى ، و بعضها نفسى ، و بعضها حروب من الشياطين 0 و منه الأفضل أن الإنسان لا يعاود التفكير فيها حينما يستيقظ ، لئلا يكون تفكيره هذا سبباً فى تثبيتها ، و فى أحلام أخرى 00





كثير من الناس يهوون نشر أفكارهم الخاصة ، و تقديم هذه الأفكار كمبادئ روحية للناس ، أو كعقائد يجب الإيمان بها 00
و كلما كانت هذه الأفكار جديدة و غير معروفة ، نريد هذا من سرورهم ، و يفرحون إذا عرفوا سيئاً جديداً يقدمونه للناس يجعلهم فى نظرهم من أهل العلم و المعرفة !
و كلما كان هذا الجديد مختلفاً تماماً عما يعرفه الناس و يعتقدونه ، نرى هؤلاء المفكرين يفرحون بالأكثر ، كما لو كانوا يحطمون مفاهيم عامة خاطئة ، لكى يقيموا على اساسها الجيد السليم ! 00
و هذا الأمر إذا صلح فى أى لون من ألوان المعرفة ، فهو لا يصلح فى العقيدة ، التى لا تحطم إيماناً قديماً تبنى على أنقاضه إيماناً جديداً
العقيدة كلما كان لها قدم ، كانت أكثر رسوخاً 00
و الجديد فى العقيدة قد يكون بدعة ، إذا ما كان يحطم إيماناً قديما مسلماً لنا من الآباء 0
لذلك فإن المعجبين بفكرهم الخاص ، يحاولون بكافة الطرق أن يبحثوا له عن اصول قديمة تسنده 00 و إن لم يجدوها ، يختلقونها اختلافاً !
هؤلاء لا يقرأون أقوال الآباء ، لكى بفهموا فكرهم 00 إنما يقرأون لكى يتصيدوا نصاً ، أى نص ، يسندهم 00
يقتطعون هذا النص اقتطاعاً ، فاصلين إياه عما قيل قبله ، و عما قيل بعده ، و عن المناسبة التى قيل فيها ، و عن الفكر العام للأب الذى أخذوا عنه 00 و يتخذون هذا الإقتباس وسيلة لإثبات فكرهم 0 و قد توجد من كتابات القديس الذى نقلوا عنه ، أقوال تناقض ما ينسبونه إلية00
إنهم لا يبحثون عن الحقيقة ، إنما يبحثون عن إثبات لفكرهم ، مهما كان هذا الإثبات مصطنعاً و مغلوطاً
أما أنت أيها المبارك ، ففى أمور العقيدة ، لا تحاول أن تنشر فكراً خاصاً ، إنما أنشر عقيدة الكنيسة 00
و كل فكر جديد يصل إلى مفاهيمك ، لا تعرضه على الناس ، إنما اعرضه على المسئولين فى الكنيسة 00 لإبداء رأيهم فيه ، قبل نشره 0
إن التعليم فى الكنيسة ليس مجالاً لعرض الأفكار الشخصية ، إنما هو مجال للتعليم الواحد الذى يستمد أصوله من التقليد الرسولى ، بإيمان واحد للجميع 00




تحدث بطرس الرسول عن " الروح الوديع الهادئ ، الذى هو قدام الله كثير الثمن " ( 1بط 3 : 4 ) 0 و نصحنا بولس الرسول بهذا الهدوء ، فقال : " إحرصوا أن تكونوا هادئين "
( 1تس 4 : 11 )
و الهدوء على أنواع كثيرة ، منها هدوء الأعصاب 00
الأعصاب التى لا تسرع إلى الغضب ، و لا تثور بسرعة ، و لا تحتد ، بل تعالج المشاكل فى هدوء ، و بالجواب اللين تصرف الغضب ، كما قال الحكيم 0
قال الكتاب " أما الأشرار ، فكالبحر المضطرب ، لأنه لا يستطيع أن يهدأ ، و تقذف مياهه حمأة و طيناً 0 لا سلام قال الرب للأشرار " ( أش 57 : 20 ) 0
و من أنواع الهدوء أيضاً ، هدوء القلب 00
فقد يتحكم إنسان فى إنفعالاته الخارجية بينما يكون قلبه من الداخل فى ثورة 0 أما الهادئ الحقيقى ، فإنك تراه هادئا من الخارج ، و من الداخل أيضاً 0
و هدوء الفكر ، يساعد عليه هدوء الحواس 0
من أجل هذا سعى آباؤنا إلى حياة السكون ، شاعرين أنه بهدوء الجسد يقتنى هدوء النفس
ما أجمل قول الكتاب عن فائدة الهدوء : " لأنه هكذا قال الرب 00 بالرجوع و السكون تخلصون ، بالهدوء و الطمأنينة تكون قوتكم " ( أش 30 : 15 ) 0
ليتنا نحرص أن نحيا فى هدوء ، و نطلبه من الرب 0





لا يكفى أن يكون العمل الذى نعمله خيراً فى أهدافه و إنما يجب أن تكون الوسيلة التى نعمله بها ، و سيلة خيرة و طيبة 0
العنف مثلاً ، و الشدة الزائدة ، و القسوة ، ليست كلها وسائل طيبة للتربية ، أو للحصول على النظام أو الطاعة 0
إنما كثيراً ما تكون وسائل منفرة ، و لا تصلح لكل أحد 0 و يمكن أن يصل الإنسان إلى غرضه بغير عنف و بغير قسوة ، و بوسائل طيبة 00
و الشتيمة أيضاً ليست وسيلة روحية للرد على من يخالفك فى الإيمان ، أو يخالفك فى الرأى 0
إنك بهذا الوضع تخسر من تناقشه 0 و إن كنت كاتباً أو مؤلفاً ، تخسر قارئيك أيضاً 0 و الوضع السليم أن يكون الإنسان موضوعياً فى مناقشة الأمور الإيمانية و العقيدة ، بدون شتائم و إهانات ، لأنه " لا شتامون يدخلون ملكوت السموات " ( 1كو 6 : 10 )
و الهدم ، و الإنتقاد المر ، و محاولة تحطيم الآخرين ، ليست وسائل طيبة للتعبير عن الغيرة المقدسة 0
فالغيرة يمكن التعبير عنها بوسيلة إيجابية بناءة ، تعالج الأمور فى روية ، و فى موضوعية ، و فى دراسة هادئة ، و تقديم حلول مقبولة ، و فى نفس ً الوقت فى محبة 0 لأن الكتاب يقول " التصر كل أمور كم فى محبة " ( 1كو 16 : 14 )
و الإنقسام ليس وسيلة طيبة للعمل الكنسى ، و لا حتى للعمل الإجتماعى أو الوطنى 0
الإنقسام يسبب ضعفاً فى الصفوف ، و هو دليل على عدم التعاون ، و عدم القدرة على معاملة الرأى الآخر ، أو هو برهان على الفشل فى إقناع الطرف الآخر أو فى كسبه 0
و الكتاب يقول " رابح النفوس حكيم " ( أم 11 : 30) 0 إن الحكيم يختار وسيلة طيبة لعمله الطيب 0
لأن الوسيلة الخاطئ ة فيها تناقض مع العمل الطيب0
و العمل الطيب ، إذا كانت وسيلته غير طيبة ، يكون شركة من النور و الظلمة ، و خليطاً من البر و الخطيئة ، و لا يدل على أنه عمل روحى 0 فلتكن وسالتنا طيبة و هادئة وروحية ، أو على الأقل فلتكن غير معثرة و لا خاطئة






هناك فضائل جزئية ، يتعب الإنسان جاهداً ، حتى يصل إليها و هناك فضائل أمهات ، تشمل العديد من الفضائل داخلها ، و عن هذه نريد أن نتكلم
فى مقدمة هذه الفضائل : المحبة 00
و قد قال السيد المسيح عن هذه الفضيلة ، إنه بها يتعلق الناموس كله و الأنبياء 0 و شرح بولس الرسول للعناصر العديدة التى تتضمنها فضيلة المحبة : فقال أنها تتأنى ، و تترفق ، و أنها لا تحسد ، و لا تتفاخر ، و لا تنتفخ ، و لا تقبح ، و لا تطلب ما لنفسها ، و لا تحتد ، و لا تظن السوء ، و لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق ، و تحتمل كل شئ ، و تصدق كل شئ ، و ترجوا كل شئ ، يصبر على كل شئ 00 و لا تسقط أبداً ( 1كو 13 ) فالذى يقتنى المحبة ، يقتنى كل هذه الفضائل 0
وكل ما ذكره بولس الرسول هو من محبتنا للقريب 00 أما محبتنا لله ، فإنها تشمل و لا شك أموراً عديدة :
تشمل الصلاة بكل درجاتها ، التأمل ، و الهذيذ ، و قراءة الكتاب المقدس ، ومحبة الكنيسة ، و محبة الأسرار الكنسية ، و الإجتماعات الروحية ، و الصوم ، و المطانيات 00 كما تشمل أيضاً إطاعة جميع الوصايا ، لأن الرب يقول " من يحبنى يحفظ وصاياى" 00
و من الفضائل الأمهات أيضاً : حياة التسليم 00
و حياة التسليم معناها أن يسلم الإنسان حياته تسليماً كاملاً للروح القدس العامل فى قلبه ، ليدبر حياته 00 ومن هنا تظهر فى هذا الإنسان ثمار الروح التى شرحها بولس الرسول فى ( غل 5 : 22 ) فقال : و أما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف 00
و من الفضائل الأمهات : فضيلة الإتضاع 00
و الإنسان المتضع ، يقتنى الوداعة ، و الهدوء ، و البعد عن الغضب ، و إدانة الآخرين ، و البعد عن القسوة 00 و يشمل الإتضاع إنسحاق القلب ، و لوم النفس ، و فضيلة الدموع ، و الحب ، و مباركة كل أحد ، وطلب بركة كل أحد ، و الإستماع أفضل من التكلم ، و عدم التعالى ، و عدم الإفتخار ، و عدم الحديث عن النفس ، و الرضا لكل شئ ، و القناعة ، و الشكر ، و البساطة 00




الذى يريد أن ينتفع ، يمكنه أن ينتفع من كل شئ ، و من كل شخص ، و من كل حدث 0
إنه يستخرج الفائدة من كل ما يمر به
يستفيد من الصالح ، و يستفيد أيضاً من الشرير 00
من الشخص الصالح يأخذ قدوة صالحة ، و يأخذ حباً و معاملة طيبة و من الشخص الشرير ، يمكنه أن يقتنى فضائل الصبر و الإحتمال و المغفرة للمسيئين 00 كما يمكن تعلم الفضيلة
من معرفة مضار و مساوئ الرذيلة التى تقابلها 00 قال أحد الحكماء : تعلمت الصمت من الثرثار 00 أى أنه من إدراك مساوئ الثرثرة ، أمكننى أن أعرف مدى فائدة الصمت فى إتقاء هذه الأخطاء 00
يمكننا أن نتعلم من ~أخطائنا ، و من أخطاء الآخرين 00
و الحكيم يعرف كيف يستفيد من الخطأ ، فلا يعود يقع فيه مرة أخرى 0 و يأخذ من الأخطاء خبرة فى حياته 0 و الإنسان الكثير الخبرات هو مصدر من مصادر المنفعة
الذى يريد أن ينتفع ، يمكنه أن ينتفع ليس من الأشخاص الذين يقابلهم فقط بل من الطبيعة أيضاً 0
قال الحكيم : تعلم من النملة أيها الكسلان 0 إنه لأمر جميل حقاً ، أن تكون النملة مصدراً من مصادر المنفعة بالنسبة إلينا 0
و كما ننتفع من الطبيعة ، يمكننا الإنتفاع من الأحداث
سواء الأحداث التى تحدث لنا أو لغيرنا ، كلها دروس نافعة فى الحياة ، لمن يحب أن يعتبر
إن قصة الغنى الغبى ، كانت دروساً لكثيرين 00 و كل قصص الكتاب أيضاً و أحداثه هى أيضاً دروس ، كذلك قصص و أحداث التاريخ ، كما قال الشاعر :
و من وعى التاريخ فى صدره 00 أضاف أعماراً إلى عمره 0
إن الإنتفاع ، ليس مصدره الوحيد الآباء الروحيين 0
مادام القلب يبحث عن المنفعة ، فإن الله لابد أن يرسل هذه المنفعة بأنواع و طرق شتى 00





يرمز الصليب إلى الألم 0 و الصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر 0 و الصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة 0 و ينقسمان إلى نوعين 0 نوع يتألم بسبب خطاياه ، فيتوب و يرجع 0 و الآخر يتألم بسبب خطاياه ، و لكنه يشكو و يتذمر و يموت فى خطاياه 000
والصليب الذى لأجل البر ، هو أيضاً على أنواع : منها صليب الحب و البذل ، مثل صليب المسيح ، الذى تحمل الألم لكى ينقدنا " و ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه " 00
وهناك صليب آخر فى العطاء ، و أعظم عطاء هو العطاء من العوز ، حيث تفضل غيرك على نفسك ، و تعتاز لكى يأخذ غيرك ، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها 00
و هناك أيضاً صليب الإحتمال : تحويل الخد الآخر ، و سير الميل الثانى 0 ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه ، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين ، بل أيضاً أن يحبهم ! 00 من يستطيع هذا ؟ 00 إنه صليب 00
هناك صليب آخر فى الجهاد الروحى : فى انتصار الروح على الجسد ، فى احتمال متاعب و حروب العالم و الجسد و الشيطان 00 فى صلب الجسد مع الأهواء 00 فى الإنتصار على الذات ، فى الدخول من البابا الضيق 00
و الصليب هو التألم لأجل البر 0 هذا فقط المبتدئين 00 أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة و متعة 00
نشعر بضيق البابا فى أول الطريق 0 و لكننا بعد ذلك نجد لذة فى تنفيذ الوصية ، و نحبها 0 و حينئذ لا يصير الطريق كرباً 00 و الصليب الأول يصير متعة 00
كان الإستشهاد صليباً ، ثم تحول إلى متعة 0 و صار القديسون يشتهون الإستشهاد ، و يشتهون الموت ، و يفرحون به 00 و التعب من أجل الرب اصبح لذة و متعة ، و الألم أيضاً 0
و هكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله 00
" وهب لكم ، لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أن تتألموا لأجل إسمه " متى يصبح الصليب فى حياتنا متعة ؟









ليس الإيمان هو مجرد عقائد جامدة تحفظها عن ظهر قلب ، من علم اللاهوت و تعليم الكنيسة ، بل الإيمان هو بالحرى يقين داخلى عميق ، و ثقة كاملة بالله و صفاته و عمله
إيماننا بالله ووجوده ورعايته و حفظه ، يعطينا سلاماً داخلياً ،وراحة فى القلب و الفكر ، و اطمئناناً بأن الله مادام موجوداً ، إذن فهو يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا ، لذلك علينا أن نعيش فى هذا السلام و نثبت فيه 0 و الإنسان المؤمن لا يقلق أبداً ، لأن القلق ضد الإيمان ضد الإيمان بمحبة الله و حفظه ورعايته 00
و إذا آمن الإنسان بوجودة الله فى كل مكان ، يشعر فى داخله بقداسة أى مكان يوجد فيه لوجود الله 0 و كما يشعر باطمئنان للوجود فى حضرة الله ، كذلك يشعر بأنه يلزمه التدقيق فى كل تصرفاته ، فالله ينظره و يسمعه و يشاهد كل أعماله
و فى كل خطية ، يقول الإنسان مع يوسف الصديق " كيف أخطئ و أفعل هذا الشر العظيم أما الله " 00 و إيمان الإنسان بأن الله يقرأ أفكاره ، و يعرف خبايا قلبه ، وكل نياته و مشاعره ، هذا الإيمان يمنح الإنسان استحياء فى فكره و فى مشاعره ، خجلاً من الله الذى يفحص كل هذا 00 و إيمان الإنسان بالحياة الأخرى ، و بيوم الدينونة الذى يعطى فيه حساباً عن كل أعماله و أفكاره و مشاعره و أقواله 0 كل هذا يجعله يوقن بفناء العالم ، ووجوب الإستعداد لذلك اليوم الرهيب ، مع العمل من أجل الأبدية التى سيعيشها يعد الموت
و يضع هذا الفكر فى قلبه ، قائلاً مع داود " عرفنى يا رب نهايتى ، و مقدار أيامى كم هى ، لأعلم كيف أنا زائل " ( مز 39 ) 0 إن الإيمان ليس مجرد إقتناع عقلى ، إنما هو عمل داخل القلب ، يقوده فى الحياة كلها 00
و هو ليس لحظة معينة يقبل فيها الإنسان الله ، إنما هو عمل العمر كله ، الذى يعيشه المؤمن فى " الثقة بما يرجى ، و الإيقان بأمور لا ترى " 00 لذلك فإن عبارة تعنى فى غالبية الحالات ، الحياة المسيحية كلها فيها من عقيدة و تصرف 00





الصلاة فى معناها البسيط حديث مع الله 00
و فى معناها الأعمق صلة بالله 00
صلة حب 0 صلة عاطفة 0 قبل أن تكون كلاماً ، و الكلام بدون حب لا معنى له 0
و لهذا يقول الرب معاتباً " لأن هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه و أكرمنى بشفتيه و أما قلبه فأبعده عنى " ( أش 29 : 13 ) 0
و لهذا كانت صلاة الأشرار غير مقبولة أمام الله ، بل و مكرهة للرب ، لأنها لا تصدر عن حب ، إلا إن كان شريراً منسحقاً يطلب التوبة كالعشار 0
و قد قال الرب يصلون بغير نقاوة قلب " فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم و إن كثرتم الصلاة لا أسمع 0 أيديكم ملانة دماً 00 إغتسلوا تنقول ، إعزلوا شر أفعالكم من أما عينى 0 كفوا عن فعل الشر " ( أش 1 : 15 ، 16 ) 0
الصلاة هى جسر يوصل بين الأرض و السماء 0 شبهوها بسلم يعقوب الواصلة بين السماء و الأرض 0 و الصلاة هى مفتاح السماء ، و هى لغة الملائكة و هى عملها ، و هى حياة الروحيين 0 و الصلاة هى اشتياق النفس للوجود مع الله 0هى اشتياق المحدود إلى غير المحدود ، و اشتياق المخلوق إلى خالقه ، اشتياق الروح إلى مصدرها و إلى شبعها 00 فى الصلاة يرتفع الإنسان يرتفع الإنسان عن مستوى المادة لكى يلتقى مع الله
مقياس نجاح الصلاة ، أنه كلما تود أن تترك و تنتهى لا تستطيع 0 بعكس الإنسان الذى يفرح أنه ختم الصلاة و قال آمين 0
الإنسان الناجح فى صلاته لا يستطيع أن يتركها ، بل ينشد أمام الملائكة أغنيته المحبوبة " أمسكته و لم أرخه " ( نش 3 : 4 ) 0
من ينجح فى الصلاة ، لا يفضل عليها عملاً آخر أيا كان 0 من أجلها هرب القديسون من العالم و الأشياء التى فى العالم 0 و بحثوا عن الهدوء و السكون و أحبوه بكل قلوبهم ينفردوا بالله 0 و الصلاة تعلق بها الإنسان بها الإنسان تصير الصلاة له حياة 0 و تصير حياته صلاة 00 هناك قديس نكتب سيرته الكاملة ( سير حياته ) فى كلمة واحدة و نقول " كانت حياته صلاة " صلاة دائمة غير منقطعة ، صلاة لم يمر وقت تنقطع فيه و لو لحظة يقول فيها العازف سلاه 00 حتى فى نومه لا ينقطع حديثه مع الله ، بالعقل الباطن و فى اللاوعى ، أترى هذا تفسير العبارة " كنت أذكرك على فراشى " ؟ 00





كل ما يطلبه الله منك هو قبلك " يا أبنى أعطنى قلبك " 00 و هو عندما يطلب قلبك ، إنما يطلب حبك 0 و دليل الحب هو البذل 0
ومن هنا كانت الحياة الروحية هى حياة البذل ، بذل كل شئ حتى الحياة ذاتها 0
و مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ 0 لابد أن تترك شيئاً من أجل الله ، لتثبت محبتك لله 0 و يعتبر حبك عظيماً كلما عظم ما تتركه لأجله 0
أنظر إلى إبراهيم أب الآباء ، كيف بدأ علاقته مع الله ؟ 00 بدأها بقول الرب له " أخرج من أرضك ، و من عشيرتك ، و من بيت أبيك ، إلى الأرض التى أريك " ( تك 12 ) 0
و من أجل الله ترك بيت أبيه و أسرته ووطنه 0 فهل أكتفى الله بهذا ؟ كلا لقد قال له حتى فى أرض غربته " خذ إبنك وحيدك ، الذى تحبه إسحق 0 و أصعده هناك محرقة " 00 و أطاع إبراهيم و ذهب ليقدم إبنه 00 موسى أيضا ، من أجل الله ترك الأمارة ، و القصر الملكى ، و الغنى و السيطرة " حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر "
(عب 11 : 26 ) 0
و الرسل قالوا للسيد المسيح " تركنا كل شئ و تبعناك " 00 و قال بولس الرسول " من أجله خسرت كل الأشياء و أنا أحسبها نفاية ، لكى أربح المسيح " ( فى 3 : 8 ) 0
و البذل يصل إلى قمته عندما تبذل كل شئ : كالأرملة التى دفعت الفلسين ، و الأرملة التى أعطت كل طعامها فى المجاعة لإيليا النبى 00 " بع كل مالك ، وتعال أتبعنى ، حاملاً الصليب " الله نفسه أعطانا مثال البذل " هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد " ، " ليس لأحد حب أعظم من هذا : أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه " ( يو 15 : 13 ) 0
و الشهداء بذلوا دواتهم " و لم يحبوا حياتهم حتى الموت ، من أجل محبتهم للسيد المسيح
و أنت أيها العزيز 00 ماذا بذلت من أجل المسيح ، الذى من أجلك أخلى ذاته ، و أخذ شكل العبد ، و مات على الصليب ؟ لست أطلب منك الآن أن تبذل من أجله الحياة كالشهداء ( فلهذا الأمر زمان خاص ) و إنما أهم شئ تتركه من أجله هو أن تترك خطاياك المحبوبة 0






الحرفية فى الفضائل تتلفها 00
و الحكمة فى الفضيلى تعطيها معنى قوياً عملياً 00 مثال ذلك فضيلة طول الأناة و الصبر 0
" بصبركم تقتنون أنفسكم " هكذا قال الكتاب ( لو 21 : 19 ) و يمكن بالوقت أن تدرك حلول أمور كثيرة ، و قد تكون العجلة و التسرع حرباً من الشيطان ، و التسرع ايضاً يورث القلق و الإضطراب 0
و مع ذلك فهناك أمور تحتاج إلى بت سريع 00
و بدون سرعة قد ينتهى الأمر كارثة أو ضياع 00 كإفتقاد ، و إنقاذ الخطاة ، و نقل إنسان من مكان معثر ، و حل مشكلة زوجية قبل أن تتفاقم و تصل إلى القضاء ، و معاقبة مخطئ قبل أن يتحول الخطأ فيه إلى عادة ، وقبل أن يصير خطراً على غيره ، و يتجبر فى انحرافه 00 كل ذلك يحتاج إلى سرعة 0 و التوبة أيضاً لا يصلح لها الصبر و الإنتظار 00 إن فضيلة الصبر و طول الأناة وحدها ، لا تفيد بدون الحكمة ، فحرفية الفضيلة لا تصلح 00
كذلك ما أكثر الأخطاء التى نقع فيها ، إن أخذنا فضيلة الوداعة و الهدوء مستقلة عن الحكمة ، و مستقلة عن الحكمة ، و مستقلة عن مراعاة الظروف المحيطة 00
فهناك مواقف من الغيرة المقدسة ، لا يصلح لها الحلم مجرداً ، و لا الوداعة مجردة ، و إنما لهذه الفضيلة شئ من الغضب المقدس 0 و لكن هذا الغضب يجب أن يكون مندمجاً مع الطهارة و نقاوة القلب ، بحيث ينطبق عليه قول الكتاب " إغضبوا و لا تخطئوا " ( مز4 ) 0
لهذا كله يجب أن يوجد تكامل بين الفضيلة ، و لا يصح أن تسير الفضائل فرادى 0
الغيرة تكمل الوادعة ، و الوداعة تكمل الغيرة 0طول الأناة تكمل الحكمة ، و الحكمة تكمل طول الأناة 0 مثلما تتكلم عن صفات الله ، فتقول : الله عادل فى رحمته ، ورحيم فى عدله
عدل الله مملوء رحمة ، ورحمة الله مملوءة عدلاً
فى الله يوجد كمال ، و فى البشر يوجد تكامل 0




أعياد القديسين مجال لتجمعات ضخمة من المؤمنين ، تطلب شفاعة أولئك القديسين ، فى ملء الإيمان :
الإيمان بدالة القديسين عند الله ، و بقبول الله لصلواتهم و شفاعتهم 0 و الإيمان بخلود الروح ، و عملها بعد الموت ، و الصلة الدائمة بين الكنيسة على الأرض و أرواح القديسين الذين انتقلوا 0
و كثيراً ما تحدث معجزات فى هذه الأعياد نتيجة إيمان الناس ، و منح الرب لهم سؤل قلوبهم حسب إيمانهم 0 و كم كان الأجدر بنا تسجيل كل المعجزات التى تحدث فى أعياد القديسين ، تسجيلاً يقوى إيمان الجميع ، و يريهم أن عهد المعجزات لم ينته ابداً ، و لم يقتصر على العصور الأولى 00
و قد انتفعت الكنيسة من هذه التجمعات الضخمة فى أعياد القديسين ، لأقامة نهضات روحية ، و برامج نافعة لتعميق الإيمان ، و قيادة الناس فى حياة الروح 0 فقضت على كل أنواع الملاهى و العبث ، و أقامت القداسات اليومية ، و نظمت إذاعة داخلية فى عيد كل قديس ، تذيع التراتيل و الألحان و العظات و التعاليم الروحية فى نواحى الحياة المختلفة 00
مع تنويع البرامج الروحية ، لتشمل ما يهم العائلات ، و الأطفال ، و الشبان ، و السيدات ، و العمال 00
و توسيع الإستفادة من الوسائل السمعية و البصرية فى عرض الأفلام الدينية المشوقة ، و الشرائح بالفانوس السحرى و ما يستلزم ذلك من بناء القاعات اللازمة لهذا الغرض 00
و كذلك توزع النبذات و المطبوعات النافعة للناس ، و عرض الهدايا التذكارية من صلبان و أيقونات وصور 0
وأصبح الناس يقضون فترات روحية مركزة خلال هذه الأعياد يخرجون منها بحصيلة روحية كبيرة 0
و أعياد القديسين بركة كبيرة ، و بخاصة بعد اهتمام الآباء لأساقفة بها ، فى الكنائس الأثرية التى يقصدها شعبنا ، و يشعر بقدسيتها و تأثيرها الروحى 0






قال السيد المسيح " أبى يعمل حتى الآن ، و أنا أيضاً أعمل " و نود أن نركز على العبارة الأخيرة 00 و قال بولس الرسول عن نفسه و عن زميله أبولس " فإننا نحن عاملان مع الله " ( 1كو 3 : 9 ) 0
إن الله يمكنه أن يعمل كل شئ وحده 0 و لكنه لا يشاء ، إنه يريدك أن تعمل معه 0
و ليس أن تعمل فقط ، بل ايضاً يريدك أن تتعب فى العمل ، مجاهداً ، و هو سيعطى كل واحد أجرته بحسب تعبه ( 1كو 3 : 8 )
و عمل الله ، ليس معناه أن يكسل البشر 00
و هوذا الرب فى سفر الرؤيا يطوب ملاك كنيسة أفسس على عمله و تعبه ، فيقول له : أنا عارف أعمالك ، و تعبك ، و صبرك ، و قد احتملت ، و لك صبر ، و تعبت من أجل إسمى و لم تكل " ( رؤ 2 : 2 ، 3 ) 0
و العمل - بالنسبة إلى الروحانيين - هو شركة مع الله ، شركة مع الروح القدس ، شركة مع الطبيعة الإلهية فى العمل 00 إنه استعداد الإرادة للشركة مع الله بل اشتراكها فعلاً 00 لهذا نحن نقول للرب فى أوشية المسافرين " إشترك فى العمل مع عبيدك " 0
و ليس الإعتماد على الله لوناً من التواكل ز اللامبالاة ، إنما هو شركة فى العمل ، معتمدة على قوة الله 0 و بالعمل يختبر الله مدى محبتنا له ، و مدى طاعتنا 0
و المحبة كما قال القديس يوحنا الرسول " لا تكون بالكلام و لا باللسان ، بل بالعمل و الحق " ( 1يو 3 : 18 ) إن داود النبى مع إيمانه بأن " الحرب للرب " ، و إيمانه بأن الله سيعمل ، و إلا أنه أخذ مقلاعه و حصواته ، تقدم إلى الصف ، أمام جليات00 لذلك إعمل ، وطلب
من الله أن يشترك معك فى العمل 0 و حذار أن تكسل ، فإن الله لا يحب الكسالى 00
عليك أن تغرس و أن تسقى ، و الله هو الذى ينمى 00
حقا تقول فى أتضاع " ليس الغارس شيئاً ، و لا الساقى شيئاً 00 و لكن الله الذى ينمى ما تغرسه و ما تسقيه و ما تتعب فيه 00





هناك نوع من الناس ، يندفع فى طريق ، لا يغيره مهما حدث من متغيرات فى الخارج !
يثبت عليه فى عناد و إصرار ، مهما ثبت له أنه طريق خاطئ ، و لا يؤدى إلى نتيجة !
يظن أن الكرامة فى الثبات ، حتى على الخطأ ، كما فعل هيرودس فى قتل يوحنا المعمدان !
و يظن أن تغيير الطريق نوع من التراجع ، لا يتفق مع القوة ، و لا يتفق مع الصلابة !
إنه لون من العناد ، هذا الذى يسلك فيه البعض ، و لا يغيرون طريقهم مع وضوح ضرره عليهم و على غيرهم ممن يسيرون فى ركابهم 0 و قد يستمر البعض سنوات فى مسلكه و قد تكون خصومة أو قضية ، و تستمر سنوات 00 أو تكون مسألة علاقات ، و يستمر البعض فيها مهما بدا أن هذه العلاقات لا تنتهى بخير 00 أما أنت فراجع طريقك بين الحين و الآخر 00 لا مانع من إعادة تقييم الموقف و ظروفه و ملابساته ، و ما يتوقعه الإنسان من نتائج ، و يرى ما يلزم من تصرف ، يناسب الآن ، و ليس الماضى الذى عاش فيه 00
إن مراجعة الطريق فيها حكمة 00 فليس المهم الثبات فى طريق معين ، إنما المهم أن هذا الطريق يوصل الى الخير المرجو
الطريق هو مجرد وسيلة 0 أما الهدف فهو الغاية 00
إهتم إذن بالهدف و الغاية ، و اختر لهدفك فى كل حين ما يناسبه من طرق 00 كثيرون ضيعوا حياتهم بسبب التشبث و العناد 00 و البعض ضيعوا كثيرين معهم ، بنفس الأسلوب
و غالباً عاش هؤلاء وأولئك بدون إرشاد 00 إعتمدوا على فكرهم ، أو بالحرى على إنفعالاتهم ، فضيعوا الحياة بلا فائدة ، و بغير حكمة 00





كل إنسان معرض للخطأ ، و لكن الإنسان الحكيم يستفيد من أخطائه : يستفيد خبرة روحية ، و معرفة ، و حرصاً حتى لا تخطئ فى المستقبل 0 و فى هذا قال أحد الآباء " " لا أذكر أن الشياطين أطغونى فى خطية واحدة مرتين " 00
و الإنسان الروحى يقتنى من أخطائه تواضعاً 00
فيعرف و يتأكد أنه إنسان ضعيف ، معرض للخطأ مثل باقى الناس ، و معرض للسقوط 0 فلا يتكبر و لا يتعجرف و لا يظن فى نفسه أنه شئ 0 و كما قال بولس الرسول " إذن من يظن أنه قائم ، فلينظر لئلا يسقط " ( 1كو 10 : 12 ) 0 الجاهل إذا أخطأ ، قد يضعف و يستمر فى خطئه ، و يتعود السقوط ، و قد ييأس و يتملكه الحزن و ينهار 0
أما الحكيم ، فإنه بخطيئته يتفهم حيل الشياطين و حروبهم ،
و مداخلهم إلى النفس البشرية ، فيحتاط ، و يكون أكثر تدقيقاً 0 و قد يساعده هذا على إرشاد غيره ، إذ يكون أكثر دراية بالطريق 00
و الإنسان الروحى يستفيد من أخطائه إشفاقاً على الآخرين ،
كما قال الرسول " أذكروا المقيدين ، كأنكم مقيدون ، كأنكم مقيدون معهم 0 و اذكروا المذلين كأنكم أنت أيضاً فى الجسد " ( عب 13 : 3 )
و لهذا فإن الروحى إذا سقط ، يكون أكثر عطفاً على غيره ، لا أكثر إدانه و توبيخاً لأنه يعرف بنفسه مدى قوة الشياطين ، و ضعف النفس البشرية 0
و الإنسان الروحى يستفيد من أخطائه تدرباً على الصلاة ، من أجل نفسه و من أجل غيره ، لأنه يوقن تماماً أن نصره الإنسان لا تعتمد على قوته و مهارته ، إنما على معونة الله الذى يقودنا فى موكب نصرته ، لذلك هو دائما يلتصق بالصلاة ، و يقول للرب " " إسندنى فأخلص " 00 حارب عنى 00
إن الإنسان الباحث عن المنفعة ، كما ينتفع من أخطائه ، ينتفع أيضاً من أخطاء غيره 00
و لهذا سمح الله فى كتاب المقدس أن يذكر لنا أخطاء البعض ، حتى الأنبياء و الصديقين ، لكى ننتفع من أخطائهم 00 إن الله الذى " يخرج من الجافى حلاوة " ، هو أيضاً قادر أن يعطينا من كل خطية درساً نافع الخلاص أنفسنا 00 و هكذا نستفيد من كل أحد نقابله فى حياتنا : من بر الأبرار نستفيد قدوة ، و من خطيتنا و خطايا غيرنا نستفيد خبرة و حرصاً








من صفات الحياة الروحية دوام النمو 00
يبدأ الإنسان علاقته مع الله بالتوبة ، ثم ينمو من مخافة الرب حتى يصل إلى محبته ، ثم ينمو فى الحب حتى يصل إلى القداسة ، كما قال الكتاب " كونوا أنتم أيضاً قديسين ، فى كل سيرة 0 لأنه مكتوب : كونوا قديسين لأنى أنا قدوس " ( 1بط 1 : 15 ، 16 ) 0
و هل يقف الإنسان عند حد الوصول إلى القداسة ؟ كلا ، و إنما يسعى حتى يصل إلى الكمال
كما قال الكتاب " كونوا أنتم كاملين ، كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل " ( مت 5 : 48 ) 0و الذى يسعى فى طريق الكمال ، لا يدرك له نهاية ، مهما نما و مهما أرتفع 0 فالكمال لا حدود له 00
و هناك درجات فى الكمال كل واحدة أعلى من غيرها 00
هوذا بولس الرسول كان قديساً ، و قد صعد إلى السماء الثالثة ، و صنع آيات و عجائب ، و مع ذلك نراه يقول : " لست أنى قد نلت ، و أصرت كاملاً ، و لكنى أسعى لعلى أدرك 00 أنا لست أحسب نفسى أنى أدركت ، و لكنى أفعل شيئاً ، إذ أنا أنسى ما هو وراء و أمتد إلى قدام " ( فى 3 : 12 ، 13 ) 0 و يختم الرسول قوله عن هذا النمو " فليفتكر هذا جميع الكاملين منا " 00
إذن حتى بالنسبة إلى الكاملين ، ينبغى هم أيضاً أن " يمتدوا إلى قدام " 00
و لقد شبه الرب المؤمن بحبة حنطة ، تصير نباتاً ، و ينمو ، فقال " و البذار يطلع و ينمو ، و هو لا يعلم كيف 0 لأن الأرض من ذاتها تأتى بنمو ، أولاً نباتاً ، ثم سنبلاً ، ثم قمحاً ملآن فى السنبل " ( مر 4 : 27 ، 28 ) 0
فهل أنت مثل النبات ، دائم النمو ، أولاً نباتاً ، ثم سنبلاً ، ثم قمحاً ملآن فى السنبل ؟ 00
حاول أن تنمو ، فالنمو يعطى حرارة دائمة ، ووقوف النمو يوقف الحرارة فى القلب ، فيفتر الإنسان 0
و إن لم تستطع أن تنمو ، على الأقل قف حيث أنت 0 و لكن إحذر ترجع إلى الوراء 0





إنسان بدلاً من أن يفكر فى نتائج عمله قبل أن يقدم على عمله ، تراه يعمل دون تفكير فى العواقب 0 ثم بعد أن يعمل ، يبدأ فى أن يفكر فى نتائج عمله ، بعد أن فاتت الفرصة 0 إنه التفكير الخاطئ المتأخر 00 إنسان آخر ينذر نذراً ، دون يفكر قبل النذر هل باستطاعته الوفاء به أم لا 00 ثم بعد أن يتم النذر يبدأ أن يفكر 00 و يحاول أن يغير أو يبدل ، و أو يعلن عجزه 00 إنه تفكير متأخر ، يحدث بعد وقته المناسب 0
و إمرأة تضيع زوجها ، بنوع من المعاملات يفقدها محبته ، أو طاعة لنصيحة خاطئة من أحد أقربائها 0 و ترفض كل التدخلات للصلح 0 و بعد أن يكرهها زوجها و لا يعود يتصور المعيشة معها ، حينئذ تبدأ تفكر فى أن فقدها لزوجها و لا يعود يتصور المعيشة معها ، حينئذ تبدأ تفكر فى أن فقدها لزوجها ليس من صالحها 00 و لكنه تفكير متأخر يأتى بعد فوات الفرصة 0 و أب لا يربى إبنه تربية حسنة ، و يظن أن التدليل هو دليل الحب و يشب الولد على عدم الطاعة ، و على الإستهتار و اللامبالاة ، و ترشخ فيه هذه الأخطاء كطباع ، و يصبح مرارة قلب لأبيه و أمه و أخوته و لكل المتصلين به 0 و هنا يفكر الأب فى تغيير اسلوبه و استخدام الحزم معه 00 بعد فوات الفرصة 00 و يفشل الأب ، لأن تفكيره جاء متأخراً 0
لا يكفى أن يكون للإنسان فكر صالح ، إنما يجب أيضاً أن يكون هذا الفكر متيقظاً من بدء الطريق ، و لا يأتى بعد فوات الفرصة 00
لقد رجعت العذارى الجاهلات بمصابيحهن إلى الرب ، و لكن بعد أن أغلق الباب 00 و لم يدخلن 0 و قد قامت عذارء النشيد لتفتح الباب لحبيبها ، ولكن بعد أن تحول و عبر 00 لذلك قالت " نفسى خرجت حينما أدبر ، طلبته فما وجدته ، دعوته فما أجابنى " 0كثيرون جاء تفكيرها متأخراً ، فلم يستفيدوا ، و عاشوا فى ندم دائم و حسرة 00 مثلما حدث لعيسو الذى " طلب التوبة بدموع ، و لم تعط له لأنه جاء بعد أن أنتقلت البكورية و البركة إلى يعقوب ، أنتهى الأمر 0
ما أجمل قول المزمور " أنا أستيقظ مبكراً " 0 حقاً " الذين يبكرون إلى يجدوننى " يبكرون فى الفكر 0






لا نريد أن يفاجئك العام الجديد دون أن تستعد لهذه البداية 0 و إنما ننبهك إلى هذا الموضوع من الآن ، لكى تستعد 00
*إجلس أولاً مع نفسك ، لكى تعرف حقيقتها 00
ليس فقط لتعرف أخطاءها ، و إنما بالأكثر لتعرف نقط الضعف الأصلية التى فيها 00 و أسبابها ، و مقوماتها 00
و من واقع هذه الجلسة من نفسك ، أعدد نفسك للإعتراف ، و بخاصة الإعتراف العميق ، الذى يتناول الكليات فى حياتك أكثر من الجزئيات 00 الأصول أكثر من الفروع 00
*و فى نهاية العام ، إدرس ما ينبغى لك ليكون عاماً مقدساً فى كل شئ ، و لكى تقول العبارة الجميلة التى فى مقدمة صلاة باكر فى الأجبية : لنبدأ بدءاً حسناً 00
*أنظر إلى سمات الحياة المسيحية ، الأساسية ، و ليس إلى الفرعيات فى تفاصيل الحياة اليومية :
ما مركز محبة الله فى حياتك ؟
ما مركز الإيمان ؟ الوداعة ؟ التواضع ؟ الرجاء ؟
ما مدى عمق علاقتك بالله ؟
أدخل إلى العمق 0 لا تكن سطيحاً فى روحياتك و لا تكن سطيحاً فى محاسبتك لنفسك 0
*بل أنظر إلى حياتك كلها ، ومدى تطورها 00
ما مسير الخط الروحى فى حياتك ؟ هل أنت سائر فى خط واضح ثابت ، تتقدم فيه و تنمو ، يوماًً بعد يوم ؟ أم هناك تغير ، و تحول ، و انحراف عن المسيرة المقدسة ، و أشياء جديدة دخلت إليك ما كان يجب أن تدخل ؟!
*ونصيحة أساسية ، أقولها لك لتجلس هى ايضاً معك فى جلستك مع نفسك و مع الله :
كن صريحاً مع نفسك إلى أبعد حد 00 و حاذر من أن تبرر نفسك ، أو أن تضع لها أعذاراً
و تلقى بالملامة على غيرك أو على الظروف ! إن الله سوف لا يسألك من اليوم الأخير عن الظروف أو عن الغير ، إنما سيسألك عن نفسك 00
فادخل إذن إلى نفسك ، نفسك و ليس سواها 0




كن أميناً فى القليل ، يقيمك الله على الكثير 00
كن أميناً فى الشئ الذى تستطيعه ، حينئذ يقيمك الله على ما لا تستطيعه 00
كن أميناً على ضبط أفكارك فى حالة الصحو 00 و حينما يرى الله أمانتك ، يقيمك على الأحلام التى تأتيك بغير إرادتك و ليس لك تحكم فيها 00
كن أميناً على الوزنة الواحدة ، فيعطيك الله العشر وزنات ، أو أجر من أقيم على العشر وزنات 0
كن أميناً من جهة الحروب التى تحاربك من الخارج ، حينئذ يقيمك الله على ينابيع التأملات و الروحيات التى تنبع فى فكرك و قلبك من الداخل 0
كن أميناً من جهة إخلاصك لليئة ، يقيمك الله على راحيل 0 تشفق على إبن هاجر ، يعطيك الرب إبناً لسارة 0 تخلص فى برية سيناء ، حينئذ يدخلك إلى كنعان
تكون أميناً فى بيت فوطيفار ، فيقيمك الله على قصر فرع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: شكر   كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime23/2/2010, 16:44

نشكر تعب محبتكم وشكرا
على الموضوع الحلو ده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
 
كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة3 لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث
» اقوال البابا شنودة الثالث 3
» اقوال البابا شنودة الثالث 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قلب يسوع :: 
المنتدى الروحى
 :: منتدي المرشد الروحي
-
انتقل الى: