منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قلب يسوع منتدى مسيحى ارثوذوكسى يهتم بكثير من المجالات الدينية والعامة وبه الكثير من الترانيم والافلام الدينية والكثير والكثير
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث   كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime30/1/2010, 15:30

آدم أخطأ ، و لم يطلب التوبة ، و لا سعى إليها 00 و إذا بالسيد المسيح ، القدوس الذى هو وحده بلا خطية ، يقف أمام المعمدان ، كتائب ، نائباً عن آدم و ذريته ، مقدماً عنهم جميعاً معمودية توبة فى أسمى صورها 0
حمل خطاياهم ، ليس فقط أثناء صلبه ، و إنما فى حياته أيضاً كإبن للبشر 0 و لذلك سر الآب به و قال : " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " 00
إن الله لا يسر بتبر الإنسان لذاته ، و بأن يلتمس لنفسه الأعذار كما فعل آدم و حواء ، اللذين بدلاً من أن يدينا نفسيهما أمام الله ، أخذ كل منهما يلقى بالذنب على غيره 0
أما السيد المسيح ، فلم يلق ذنباً على غيره ، و إنما أخذ ذنب الغير ، و حمله نيابة عنه ، و قدم عنه معمودية توبة ، و أفرح بكل هذا قلب الآب ، فقال : " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " 0
الذى بلا خطية ، صار حامل خطية ، من أجلنا 00
لم يخجل من أن يتقدم وسط صفوف الخطاة ، ليطلب العماد من يد عبده يوحنا 0 و لما استحى منه هذا النبى العظيم ، أجابه فى وداعة " إسمح الآن 0
لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر " 00 و أعطاناً بهذا درساً عملياً فى حياتنا 0
و أعطاناً درساً أن نحمل خطايا الغير 00
و أن ندفع الثمن نيابة عنهم ، بكل رضى 00 و أن لا نقف مبررين لذواتنا ، مهما كنا أبرياء 00 و أننا بهذا نكمل كل بر00 أتراك تستطيع أن تدرب نفسك على هذه الفضيلة ؟
إن القديس يوحنا ذهبى الفم يقول :
إن لم تستطع أن تحمل خطايا غيرك و تنسبها إلى نفسك ، فعلى الأقل لا تجلس و تدين غيرك و تحمله خطاياك 00
إن لم نستطع أن نحمل خطايا الناس ، فعلى الأقل فلنحتمل خطايا الناس من نحونا ، و لنغفر لهم 00 بهذا نشبه المسيح ، بهذا نستحق أن ندعى أولاد الله 0 و بالحنان الذى نعامل الناس ، يعاملنا الله 00




كثيرون يخلطون فى تصرفاتهم بين العنف و الحزم 0
الحزم مقبول حينما يلزم 0 أما العنف فإنه منفر 00
حينما استشار رحبعام الشيوخ ، و الشباب : نصحه الشيوخ بالموقف اللطيف الطيب ، و نصحه الشباب بالعنف 0 و نفذ الرأى القائل بالعنف 0 و نفذ الرأى القائل بالعنف ، فخسر كثيراً ، و تمزقت المملكة ( 1مل 12 ) و و فشلت سياسة العنف التى اتبعها رحبعام 0
و قد وقف الله ضد عنف فرعون ، صعد صراخ الناس إلى الرب من جراء هذا العنف ، فنزل لإنقاذهم 0
كان عيسو و يعقوب أخوين ، و كان عيسو يمثل العنف ، و كان يعقوب يمثل اللطف و الهدوء 0 و يقول الكتاب إن الله أحب يعقوب حتى قبل أن يولد 00
الإنسان العنيف ، ربما تكون فى داخله قساوة قلب 0 أما الوديع فيتميز بالحنو و الحب و العطف 0
الإنسان العنيف ، ربما تسند عنفه كبرياء داخلية 0 أما الوديع فإنه يكون متواضعاً فى معاملاته 0 و قد أمتدح الرب الوداعة و الإتضاع ، فقال " تعلموا منى ، لأنى وديع و متواضع القلب " 00
العنف يمكنك أن تخضع به الناس بالقوة و تسكتهم ، و لكنك لا تستطيع به أن تكسب محبتهم 0
إنه يصلح لإخضاع الأشرار ، الذين يلزمهم الردع خوفاً من إيذائهم لغيرهم ، و لكنه لا يصلح فى التعامل مع النفوس الهادئة الوديعة ، و يفشل تماماً مع النفوس الحساسة 0
العنف هو السلاح الأخير الذى يلجأ إليه الحكيم ، حينما تفشل كل الوسائل الهادئة 0
و لكنه لا يمكن أن يكون أسلوب التعامل الدائم 0 و ليس من الحكمة البدء بالعنف ، قبل الأساليب الهادئة 0
فرق كبير بين " إنسان عنيف " أى أن العنف قد صار جزء من طبعه ، و إنسان آخر هادئ عموماً فى طبعه ، و لكنه يستخدم العنف للضرورة ، حينما لا تصلح الأمور إلا به 0 هنا نسميه حزماً 00 وأحياناً يوجد حزم بدون عنف 00




يوجد فى حياة الفضيلة مستويات ، نذكر من بينها :
المستوى الروحى ، و المستوى الإجتماعى 0
الإنسان الممتاز روحياً ، لابد أن يكون ممتازاً إجتماعياً و لكن الإنسان الإجتماعى ، لا يشترك أن يكون روحياً 0
ربما يستطيع الشخص الإجتماعى أن يكسب محبة الوسط المحيط به ، بطرق لا يستطيعها الروحى ، فى مجال الدعابة و الترفيه 00 و بأسلوب قد يكون فيه الملق ، أو الكذب 0 و قد يساعد غيره بطرق لا يقبلها ضمير الإنسان الروحى 00
و هكذا ينجح الإجتماعى فى كسب الناس بطريقة غير روحية 00
و الشخص الروحى يحب أن يكسب الناس ، و لكن بطريقة لا يخسر بها الله ، و لا يفقد بها نقاوته 00 ومن هنا أختلفت مقاييس ما يليق و ما لا يليق 00
كذلك فإن الشخص الروحى ، ليس هدفه فقط أن يكسب الناس لنفسه ، و إنما أن يكسبهم لله قبل كل شئ 0 فروحياتهم مهمة عنده كروحياته تماماً 0
و الشخص المثالى هو الذى يجمع الأمرين معاً : فيكون إجتماعياً ناجحاً ، محبوباً من الناس ، و فى نفس الوقت يكون أسلوبه روحياً سليماً لا خطأ فيه 0
سهل جداً على شخص روحى ، أن يدرب نفسه على الصمت 0 فلا يخطئ بلسانه 00 و لكن أقوى منه ، الروحى الذى يتكلم ، و ليس فقط لا يخطئ ، بل من الناحية الإيجابية ، يفيد غيره ، و يكون محدثاً لبقا يفرح الناس بحديثه 00
سهل جداً أن يمتنع إنسان روحى عن الفكاهة ، و يكون جاداً بإستمرار 0 و لكن قليلين يستطعيون أن ينسجموا مع جديته الدائمة ، و يسعدهم أن يروا إنساناً روحياً ، هو فى نفس الوقت شخص بشوش مرح ، يضحك معهم دون أن يخطئ ، و دون أن يخطئوا 0
الروحانية ليست تزمتاً ، فالتزمت ينفر الناس 00
و الروحانية لا ترتبط بالوحدة فى بعدها عن المجتمع و أخطائه ، و إلا كان الدين لا يصلح للمجتمع 00 إنما من الروحانية التكيف مع المجتمع ، و هو مستوى أعلى من المستوى الإجتماعى 0 و ليس من الحكمة أن يجعله البعض أقل منه 0 و إلا كان ذلك لوناً من الإنطواء00







من الأمثلة المشهورة " قليل دائم خير من كثير متقطع " 0
و هذا المثل يصلح ايضاً للحياة 0 كثيرون يقفزون قفزات عالية سريعة ، ببدايات فوق طاقتهم ، لا يستطيعون أن يستمروا فيها ، فيرجعون إلى الوراء و ما تليث أن تملكهم الكآبة ثم اليأس 00
و الوضع الروحى السليم ، أن يبدأ الإنسان بما فى مستواه ، لأن القليل الدائم يعطى ثباتاً فى الحياة الروحية 0
بينما الكثير الذى لا يثبت ، يسبب إرتباكاً ، و يدل على عدم نظام ، و عدم السير حسب مشورة حكيمة 0
إن من يصوم بدرجة معتدلة ، ينمو فيها قليلاً ، حتى يصل إلى مستوى روحى قوى 00 هذا أفضل ممن يبدأ بمستوى عال لا يقدر عليه ، فيظل ينحدر شيئاً فشيئاً ، و كأنه لم يسر فى الطريق بعد 00 و لكن القليل الذى نقصده هو القليل الذى فى مستوى قدرتك ، و ليس القليل الذى يعنى التكاسل 0 و الله قادر أن يبارك القليل ، و أن ينميه 00 يجب أن تسير فى روحياتك على أرض ثابتة 0 تخطو الخطوة التى لا نرجع منها ، بل تتعداها إلى غيرها ، و تكسب خبرة كل خطوة 00




كثيرون يطلبون كلمة منفعة0 ولكن هل كلهم ينتفعون ؟ إن المنفعة لها و لا شك مصدران0
الأول : أن تكون الكلمة ، كلمة نافعة ، صالحة لبنيان 0 و الثانى : أن يكون السامع من النوع الذى ينتفع 0
الذى يحب أن ينتفع ، يمكنه أن ينتفع حتى من كلمة التوبيخ ، حتى من الكلمة القاسية ، حتى من الكلمة التى تقال لغيره و ليس له 00
إننا مازلنا ننتفع من الكلمات التى قالها الآباء لأناس عاشوا فى أيامهم ، فى غير جيلنا 00
إن كلمات المنفعة موجودة : إن أردناها بنية صادقة ، نجدها أمامنا 00 فالكتب مملوءة بكلام المنفعة ، و أفواه المرشدين تفيض حياة ، لمن يريد الحياة 00
و لهذا بعد أن قال السيد المسيح كلمات منفعة لكل من ملائكة الكنائس السبع ، قال بعدها مباشرة : من له أذنان للسمع فليسمع "
إن كلمة المنفعة ، تحتاج إلى أذن للسمع 00 تحتاج إلى حب المنفعة ، و أن تتعاون مع هذا الحب ، إرادة منفذة 00
لأن المعرفة وحدها لكلام المنفعة لا تكفى ، فالمعرفة وحدها دينونة ، لأن " الذى يعرف أكثر يطالب بالأكثر " 00 و قد قال السيد " الكلام لأن " الذى يعرف أكثر يطالب بالأكثر " 00 و قد قال السيد " الكلام الذى أقوله ، هو يدينهم فى اليوم الأخير " 00
إن أناساً سمعوا السيد المسيح ، و لم ينتفعوا من سماعهم ، بل إن أحدهم مضى حزيناً 00
و كثيرون سمعوا فأعجبوا بالكلام ، و لكن لم ينفذوا 0 و البعض سمعوا بولس الرسول ، فقالوا : ماذا يريد هذا المهذار أن يقول ؟ 1 00 و لم ينتفعوا حتى من كلام بولس 0
كلمة المنفعة كانت موجودة ، و لكن موجودة بلا منفعة !
و أمنا حواء سمعت الكلمة من الله ، ورددتها بحذافيرها ، و لم تنتفع ، بل وقعت فى نفس اليوم 00 إن الناس يطلبون كلمة منفعة ، و لكن هل المنفعة هى بمجرد الكلام ؟ !




كثير من الناس فى عبادتهم ، و فى علاقتهم بالله ، يهتمون بالشكليات ، و يتركون الجوهر 0
ففى الصلاة مثلاً ، يقفون أمام الله ، و يكلمونه ، و يهتمون بالكلام و كثرته 0 و كل هذه شكليات ، لأن جوهر الصلاة ، هو الصلة التى تربط الإنسان بالله ، الشعور بالوجود فى الحضرة الإلهية 00
و فى الصوم ، يركزون على فترة الإنقطاع ، و نوع الأكل ، و هذه أيضاً شكليات 0 أما جوهر الصوم من حيث عنصر المنع ، و المسيطرة على الذات ، و ضبط الجسد و الأرتفاع فوق مستوى المادة و الأكل ، هذا ما يغفله الكثيرون 0
و فى الإستعداد للتناول كثيراً ما يهتم الناس بطهارة الجسد ، بوضع شكلى ، دون الإهتمام بجوهر الطهارة جسداً وروحاً !
و فى قراءة الكتاب المقدس ، يهتم البعض بكمية القراءة ، و المواظبة عليها ، و هذا شكل أما الجوهر فهو القراءة بفهم و تأمل ، و الغوص وراء المعانى و تحول القراءة إلى روح و حياة 00 و بعض الناس يدخلون الحياة الرهبانية ، فيهتمون بالشكل الخارجى ، ومن جهة المطانيات و عددها و كثرتها ، و الأصوام و انقطاعها و شدتها ، و الحبس فى القلاية ، و الصمت ، و عدم الإهتمام بالملبس 00 أما نقاوة القلب من الداخل ، و الموت الحقيقى عن العالم ، و هدف الرهبنة فى الإنشغال بالله و محبته ، هذا ما ينسونه وسط الإهتمام بالشكليات ! فقد يشغل كل إهتمامنا ، ماذا نقول 00 أما تأثير ما نقوله فى تغيير قلوب الناس ، و فى توصيلهم إلى محبة الله ، فهذا ما يغفله الكثيرون 00 و قد تكثر فى الخدمة الأنشطة العديدة ، و التنظيمات ، و الأسماء البراقة ، و كلها شكليا و العمق معروف ، الذى هو الهدف من الخدمة ، أعنى خلاص النفس 00 و لكن أين هو ؟ !
إن الشكليات لا تبنى الملكوت إطلاقاً ، بل هى تذكرنا بما قاله الرب عن الكتبة و الفريسين الذى ينظفون خارج الكأس و الصحفة ، و الذين يشبهون القبور المبيضة من الخارج ، أما الداخل 00 فعكس ذلك تماماً 00
الله لا يهمة الشكليات ، لذلك قال " يا إبنى أعطنى قلبك " و لهذا لا يهتم بحرفية الوصية ، إنما أهتم بما فيها من حب ، و قال عن المحبة ، إنه يتعلق بها الناموس كله و الأنبياء 00





كثير من التجارب تأتى من جسد الشياطين 00
فإن وجد الشيطان شخصاً ناجحاً فى روحياته ، مرتفعاً إلى فوق ، يثور حسده ، و يهجم عليه بالتجارب ، ليرى ما مدى ثباته فى حياة الروح 00
و هذا هو الذى حدث مع السيد المسيح له المجد 00
لم يسترح الشيطان للمجد العظيم الذى ناله السيد المسيح عند نهر الأردن 0 من شهادة الآب له " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " و شهادة الروح القدس الذى حل عليه كحمامة ، و شهادة يوحنا المعمدان " لست مستحقاً أن أنحنى و أحل سيور حذائه " 00 لذلك سعى وراءه بالتجارب على الجبل 0 إن حرب الشياطين تكون أحياناً شهادة لنجاح العمل الروحى ، وبه يطمئن الشخص على عمله 0
و تجارب الشياطين على نوعين : ضيقات و إغراءات 00
الضيقات لا تؤذى ، بل تفيد ، و تعلم الإنسان الصبر ، تعطيه إختباراً فى معونة الله 0 و عنها قال يعقوب الرسول " إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " 0
أما التجربة بالخطية فهى الشئ المتعب 00 إذ قد تلح الخطية على المؤمن عملاً أو فكراً بطريقة قاسية ، و مع رفضه لها ، تستمر فى مقاتلته ، فيصرخ إلى الله و يقول " لآ تدخلنا فى تجربة " 00
و التجارب تدل على أن الشيطان لا ييأس 00
لا ييأس مهما كانت عظمة الشخص الذى يحاربه أو قوته ، كما حدث فى جرأته فى محاربته للسيد المسيح 0 و لا ييأس أيضاً من طول المدة 0 فقد حارب السيد المسيح أربعين يوماً 0 و على الرغم من فشله و طرد الرب له ، فارقه إلى حين ، و عاد للتجربة حتى و الرب على الصليب 0
و نحن لا نخاف من حروب الشياطين 00
فالنعمة التى معنا ، أقوى بكثير من كل حيل الشياطين ، و الروح القدس العامل فينا ، قادر على قهر الشيطان ، كما أن الله أعطانا السلطان على جميع الشياطين 00
و كما انتصر السيد المسيح على كل تجارب الشيطان ، أعطى طبيعتنا البشرية روح النصرة ، و أصبح يقودنا من موكب نصرته 0 ليكن الرب مباركاً فى تجاربنا ، كما فى عبادتنا 0










الله خلق كل شئ ، لأجل روحياتك 00السماء و الأرض ليسا فقط لنفعك المادى ، و إنما لنفعك الروحى أيضاً ، إن استعطت أن تستخرج ما يقدمان من دروس روحية " السماء تحدث بمجد الله ، و الفلك يخبر بعمل يديه " ( مز 19 )
و الكتاب ، ليس لأجل المعرفة الدينية ، و إنما لأجل نموك الروحى " الكلام الذى أقوله لكم ، هو روح و حياة "0 و فرق كبير بين قراءة الكتاب للدراسة ، و قراءته للإستفادة الروحية0
و الخدمة ايضاً ليست مجرد تعليم ، و إنما التعليم هو مجرد وسيلة توصل إلى الروحيات 0 و لذلك يوجد فرق بين تعليم و تعليم 0
هناك تعليم يخاطب ذهنك ، و تعليم يملأ قلبك 0 تعلم يحولك إلى عالم ، و تعليم آخر يحولك إلى عابد 00
و التعليم الذى تقوله ، ليس هو لروحيات الآخر ين فقط ، إنما أيضاً لروحياتك أنت بالذات 0
تنتفع كما ينتفع سامعوك 0 و إن كنت لا تنتفع معهم ، فيقيناً هم أيضاً سوف لا ينتفعون بما تقول ، لأم الكلام يكون قد فقد تأثيره الروحى 0
و الألحان و التراتيل فى الكنيسة ، ليست هى مجرد موسيقى و أنغام 0 إنما هى صلوات موجهة إلى الله ، و لها عمقها ، و لها تأثيرها فى قلبك و فى روحياتك 00
و لهذا هناك فرق بين من يغنى ، و من يرتل 00
بنفس الوضع نتكلم عن كل الوسائط الروحية بل كل الأحداث التى تمر عليك ، سمح بها الله ، من أجل أن تأخذ منها منفعة روحية 00
هناك من ينفعل بالأحداث عصبياً ، أنفسياً ، أو عقليا 0 و هناك من ينفعل روحيا بكل ما يمر من أحداث ، فيقربه كل شئ إلى الله 00
و أيضاً كل من يقابلك من الناس ، أرسلة الله إلى طريقك لفائدتك الروحية ، لو عرفت كيف تستفيد منه 0
الأبرار يقدمون لك قدوة و بركة ، و الأشرار تستفيد منهم احتمالاً و صبراً و مغفرة للآخرين 0




التوبة درجات و خطوات يسير فيها الإنسان :
1-الخطوة الأولى هى الشعور بسوء الحالة و الرغبة فى تغييرها ، كما حدث بالنسبة إلى الإبن الضال ، الذى رجع إلى نفسه ، و شعر بأنه يكاد يهلك جوعاً ، ووجد أن الحل الأمثل
هو فى الرجوع إلى أبيه 0
2-الخطوة الثانية هى ترك الخطية ، و الإبتعاد عن كل الطرق المؤدية إليها 0 و المقصود بترك الخطية ، ليس ترك خطية معينة و إنما ترك الخطية عموماً 0
3-و فى هذه النقطة يبدأ الإنسان يكتشف نفسه 0
و كلما ينمو فى الروح 0 يكتشف أخطاء جديدة له لم يكن يدركها من قبل ، فيعمل على تركها 0 و هكذا يدخل فى مراحل كثيرة من تنقية النفس ، حتى ترجع إلى صورة الله
3-و ترك الخطية فى حياة التوبة ، ينبغى أن يكون تركاً دائماً ثابتاً فلا يرجع إلى الخطية مرة أخرى 0 و هكذا كانت توبة القديسين 0 لم نسمع أن أوغسطينوس رجع إلى الخطية مرة أخرى 0 و كذلك موسى الأسود ، ومريم القبطية و بيلاجيه 0 كانت التوبة فى حياة كل هؤلاء ، تحولاً ثابتاً نحو الله ، و بلا رجعة إلى الخطية
4-على أن كمال التوبة- كما قال القديسون - لا يكون مجرد ترك الخطية ، و إنما يكون كراهية الخطية 0
فالذى يترك الخطية بالفعل ، و لكنه يظل مشتاقاً إليها بالقلب 0 لا يكون قد تاب على وجه الحقيقة ، و لأن قلبه لم يتب عنها و هو معرض أن تحدث له نكسة من جهة الفعل ايضاً 0 و على كل فالقلب هو الأساس و الرب بقول " يا إبنى أعطنى قلبك "
5-و مثل هذا التائب لا يستطيع أن يخطئ ، لأن كل مشاعره ورغباته أصبحت لا تتفق مع الخطية ، و لا تقبلها 0 كما أنه لا يحتاج إلى جهاد للبعد عن الخطية ، لأنه يبعد عنها تلقائياً ، لكراهيته لها 0
6-و التوبة الحقيقية ينبغى أن يكون لها ثمار 0
كما قال الكتاب " إصنعوا ثماراً تليق بالتوبة 00 و أول هذه الثمار محبة لله تملك القلب ، تغير الحياة ، و تثمر بالبر








ما أعظم محبة الله لنا 0 يكفى أن الله محبة 00 و نحن " نحبه لأنه أحبنا قبلاً " 00
أحبنا قبل أن نكون ، و من أجل ذلك خلقنا 00 و من محبته لنا ، خلقنا على صورته ، كشبهه و مثاله 0
و أعد لنا كل شئ قبل خلقنا ، رفع السماء لنا سقفاً ، مهد لنا الأرض لنمشى عليها 0 و أعد لنا النور ، و الماء ، و النبات ، و الجنة 00 ثم خلقنا 0 و لما سقطنا فى الخطية ، أعد لنا طريق الخلاص 0 من محبته لنا أرسل لنا الأنبياء لهدايتنا ، ووضع فينا الضمير ، و أرسل لنا الشريعة المكتوبة لتنير بصائرنا 0
و من محبته لنا ، تجسد ، أخذ طبيعتنا ، و بارك طبيعتنا فيه ، و ناب عنا فى إطاعة الناموس ، و فى إرضاء الله الآب ، إذ قدم له صورة من البشرية التقية 0
و من محبته لنا ، مات عنا " البار لأجل الأثمة " 00 " هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد " 00
على الصليب صار ذبيحة حب 0 و حمل خطايا العالم كله ، لكى يمحوها بدمه " و الذى بلا خطية ، حسب خطية من أجلنا " و دفع الثمن كله ، بدلاً منا " كان قد أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى " ، " ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه "
و من محبته لنا ، قال " لا أعود أسميكم عبيداً ، بل أحباء "
ودعانا أخوته ، و " شابه أخوته فى كل شئ " و صرنا ابناء للآب السماوى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعى أولاد الله " 0
و من محبته لنا ، مضى ليعد لنا مكاناً ، و يأخذنا إليه ، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضاً 00 و قال فى محبته لنا " ها أنا معكم كل الأيام ، و إلى إنقضاء الدهر " ، " حيثما اجمتع إثنان أو ثلاثة بإسمى ، فهناك أكون فى وسطهم " 0 و من محبته لنا : حفظه ورعايته لنا فى كل شئ 0






من محبة الله لنا ، أنه يعتبرنا منه 0 فيقول " أنا الكرمة و أنتم الأغصان " ، و يقول أننا " أعضاء جسده " أو إنه الرأس ، و الكنيسة كلها هى الجسد ، و يقول أيضاً " إثبتوا فى ، و أنا فيكم ، كما تثبت الأغصان فى الكرمة " ( يو 15 ) ، و يقول عنا للآب " أنا فيهم ، و هم فى ليكونوا مكلمين إلى واحد " ( يو 7 )
*و ما أجمل تعبير الكتاب عن محبة الله لنا ، فى قوله " شركاء الطبيعة " و أيضاً " شركة الروح القدس " 0 و هى طبعاً ليست شركة فى الطبيعة أو الجوهر ، و إنما شركة فى العمل 0 و لذلك يقول بولس عن نفسه وزميله سيلا " نحن عاملان مع الله " ( 1كو3 ) 0
*و من مظاهر محبة الله لنا ، و الصداقة التى أقامها بينه و بين بنى جنسنا 0
مثل إبراهيم الذى قيل عنه إنه خليل الله ، و أخنوج الذى قيل عنه " وسار أخنوج مع الرب ، و لم يوجد لأن الله رفعه إليه ، و مثل موسى الذى قضى أربعين يوماً مع الرب على الجبل 0 و مثل تلاميذ الإثنى عشر ، و عشرته لهم 00
*و جميل أيضاً أن الله جعل لذته فى بنى البشر 00
و أنه هوغير المحدود ، تنازل إلى البشر المحدود و تفاهم معهم ، و تراءى لهم و تحدث إليهم فماً لأذن
*و من محبة الله لنا أيضاً كل صور الرعاية العجيبة التى حكاها لنا التاريخ ، مثل شق البحر الأحمر ، و المن و السلوى فى البرية ، و تفجير الماء من الصخرة ، ورعاية إيليا من المجاعة ، و انقاذ بطرس من السجن ، و دانيال من جب الأسود ، و الثلاثة فتية من أتون النار 00 مع قصص لا تنتهى 0
*و من علامات محبة الله ، وعودة الجميلة لنا :
" نقشتكم على كفى " ، " حتى شعور رؤوسكم محصاه " ، " أعطيكم قلباً جديداً " ، " لا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبى شيئا " ، " أنا ماض لأعد لكم مكاناً " 00
*و من دلائل محبة الله للإنسان ، مواهبه له 0
موهبة الخلود ، و موهبة القيامة على شبه جسد مجده ، ومواهب الروح القدس المتعددة 00 مبارك الرب فى محبته 0







المحبة تختبر بالألم ، و تختبر بالضيقة ، و البذل 0
و الذى لا يستطع أن يبذل ، هو إنسان لا يجب 00 فإذا أحب ، بذل كل شئ
إبراهيم أبو الآباء ، من أجل محبته لله ، ترك أهله و عشيرته و بيت أبيه ، و عاش متغرباً فى خيمته 00 و لكن حب إبراهيم لله و صل إلى قمته ، حينما وضع إبنه وحيده الذى يحبه ، على المذبح ، و حوله الحطب و النار ، ورفع يده بالسكين ، ليبذل إبنه 0
وحينما أحب دانيال الرب ، بذل نفسه ، ورضى أن يلقى إلى جب الأسود ، و كذلك الثلاثة فتيه ، يرهنوا على محبتهم ببذلهم أنفسهم ، ليقلوا فى أتون النار 00 بولس الرسول ، قال فى حبه للسيد المسيح :
" خسرت كل الأشياء ، و أنا أحسبها نفاية ، لكى أربح المسيح وأوجد فيه
آباونا الشهداء ، وآباؤنا المعترفون ، من أجل محبتهم للرب بذلوا دماءهم أو حياتهم أو راحتهم ، و دخلوا إلى العذاب و لم يخافوا من أجل عظيم حبهم 00
هناك عوائق تمنع الإنسان من البذل : هى محبة الراحة ، أو محبة الكرامة ، أو محبة الذات00 أما الحب الحقيقى ، فلا تهمه الراحة و لا الكرامة و لا الذات 00
إنه يبذل كل شئ ، من أجل من يحبه 00 يعقوب أبو الآباء ، عندما أحب راحيل ، بذل من أجلها الشئ الكثير 0 تعب من أجلها عشرين سنة ، تحرقه الشمس بالنهار ، و البرد بالليل 00 و كل هذه السنوات ، كانت فى نظره كأيام قليله بسبب محبته لها 0
و أنت ماذا بذلت من أجل المسيح ، الذى بذل ذاته من أجلك على الصليب ؟
الذى يحب ، يبذل ذاته من أجل الله ، و الناس 0 و يتدرب أولاً على بذل ما هو خارج ذاته ، كالمال ، و الوقت ، و القنية 00 أما الذى لا يستطيع أن يبذل ما هو خارج ذاته ، فكيف يبذل ذاته ؟! إن كنت لا تستطيع أن تبذل ، فأنت لا تحب غيرك ، إنما تحب ذاتك فقط




حقاً إن الله عنده حلول كثيرة 00
نحن نفكر فى مشاكلنا بعقلنا البشرى ، و علقنا محدود ، أما الله فهو غير محدود فى معرفته و فى حكمته 0
و حينما تضيق الأمور ، يكون ضيقها نسبياً ، أى بالنسبة إلينا نحن البشر 0 أما بالنسبة لله ، فلا ضيق 0 كل شئ سهل ، و الحلول كثيرة 0
إنه يتدخل فى الوقت المناسب ، و بالطريقة المناسبة ، و ربما بحلول ما كانت تخطر لنا على بال ، و ما كنا نفكر فيها أو نتوقعها 00
و غير المستطاع عند الناس ، مستطاع عند الله 00 بل عندالله كل شئ مستطاع ، إذ لا يعسر عليه أمر كما قال أيوب الصديق 0 إن الله ضابط للكل ، يرى كل شئ ، و لا يخفى عليه تدبير ، يدبر فى الخفاء أو الظلام 0 الكل مكشوف أمام عينيه ، و الرد عليه معروف 0
لذلك حسناً قال موسى النبى " قفوا و انظروا خلاص الرب 0 الرب يقاتل عنكم ، و أنتم تصمتون " 0
و حلول الرب قوته ، خلاصه عظيم 00 و المؤمنون بنتظرون خلاص الرب فى رجاء ، و يفرحون بالرجاء 00و عمل الله من أجلهم فى القديم ، يزيد إيمانهم بعمل الله الآن و فى المستقبل ، و كل حين 00 الله هو الله ، لا يتغير ، فى محبته و حفظه 00 هكذا قال المزمور : الرب يحفظك من كل سوء ، الرب يحفظ نفسك ، الرب يحفظ دخولك و خروجك 0
و نحن فى حياتنا ، نتعامل مع الله ، و ليس من الناس ، نحن و الناس جميعاً فى يديه 0 و ليس أحد مستقلاً عن الله ، و خارجاً عن سلطانه 00 لذلك نحن مطمئنون إلى عمل الله معنا
وواثقون بتدخله ، مستمعين إلى أنشودة المرتل : أنتظر الرب ، تقوا و ليتشدد قلبك ، و انتظر الرب 0 ليكن إسم الرب مباركاً كل حين 00









المشكلة وحدها ، بدون الله ، قد تسبب تعباً للبعض 0 و لكن المشكلة ، مع وجود الله ، لا تسبب تعباً 00
بل الرجاء بالله و تدخله ، يعطى القلب فرحاً و اطمئناناً 0 و كما قال الرسول " 00فرحين فى الرجاء " ( رو 12 ) 0
+ هل كان " حب الأسود " مخيفاً لدانيال ؟
يقيناً ، لم يكن كذلك ، مادامت معه عبارة : " إلهى أرسل ملاكه ، فسد أفواه الأسود "
+ وهل كان نار الأتون مصدر ضياع للثلاثة فتية ؟
كلا ، لم تكن كذلك ، ما دام هناك (رابع ) سبيه بأبناء الآلهة ، يتمشى معهم داخل الأتون 0
+ و هل كان منظر جليات الجبار ، مرعباً لداود ؟
إنه كان كذلك بالنسبة لأفراد الجيش ، الذين و اجهوا جليات و تهديداته ، بدون الرب 0 أما داود فكان قوياً ، لم يزعجه جليات و تهديداته لأنه أدخل الرب إلى الميدان ، قال : الحرب للرب 0 أنا آتيك باسم رب القوات 00 اليوم يحبسك الرب فى يدى 00
+ إن شعورنا بوجود الله معنا ، هو سبب كل اطمئناننا ، فإسم الرب برج حصين ، يلجأ إليه الصديق و يتمنع 0 " الرب يحفظك من كل سوء 0 الرب يحفظ نفسك " 00 " الرب يحفظ دخولك و خروجك " هكذا قال المزمور 00 " جعلت الرب أمامى فى كل حين 0 لأنه عن يمينى فلا أتزعزع " حقاً ، إن إدخال الرب فى المشكلة ، يحلها 00
+باسم الرب ، وقف إيليا النبى أمام آخاب 00
و باسم الرب ، وقف موسى و هارون أمام فرعون 00 و باسم الرب ، وقف بولس ، أمام فستوس و أغريباس 00
+ كان الرب هو قوة هؤلاء القديسين و أمثالهم 0
و فى ذلك قال المرتل " قوتى و تسبحتى هو الرب ، و قد صار لى خلاصاً " ، " الرب نورى و خلاصى " 0
+ إننا نتعامل مع الله ، و ليس مع الناس 00 و نضع الرب أمامنا ، فى كل مشاكلنا ، فيعطينا قوة 0 إن ضعف يوماً ، فاعرف إن نسيت قوة الله 0





نحن ننظر إلى الأمور ، بطريقة معينة ، و من زاوية معينة فنراها بشكل ما 0 و لكن رؤيتنا ليست كل شئ 0
هناك رؤية أخرى ، و بالإيمان ، توافق ما يراه الله 0
*ماذا نرى فى بيع يوسف كعبد بواسطة أخوته ؟ و ماذا نرى فى سجنه ، بعد كل إخلاصه لبيت فوطيفار ؟ لا نرى فى كل ذلك سوى الشر و الغيرة و الخيانة 00 و نرى فى ذلك أيضاً الظلم و سوء المصير 0 أما الله فكانت له رؤية أخرى للأمور 0 كانت هذه هى الطريقة التى سيتمجد بها يوسف 0
*و ماذا نقول نحن عن تصرف يهوذا الأسخريوطى ، سوى الخيانة فى أحط صورها ؟!
و ماذا نقول عن تصرف بيلاطس البنطى ، سوى أنه الجبن و الظلم و الأستسلام للشر ؟!
و ماذا نقول عن حنان و قيافا ، سوى الحسد و الكذب و التآمر ؟! و نرى أن كل ذلك ما كان يجب أن يحدث 0 و لكن الله كانت له رؤية أخرى 0 كان يرى الخلاص نتيجة الصلب الذى سببه هؤلاء إنه الله الذى يحول الشر إلى خير 0
ليس معنى هذا أن شرور هؤلاء خير !
كلا ، و لكن الرؤية الأخرى هى أن الله قادر أن يخرج من الحافى حلاوة 0 و أن يحعل كل الأمور تؤول إلى مجد إسمه القدوس 0
*ركب يونان سفينه ، هاجت عليها الأمواج حتى كادت تنقلب ، و حتى ألقى الناس أمتعتهم فى البحر 0 و هم فى غاية الإنزعاج و الخوف 00 فهل كان كل ذلك شراً ؟ أم كانت لهذه الكارثة البحرية رؤية أخرى 0
الرؤية الأخرى هى أن هذه الأمواج من البحر الصاخب ، كانت سبباً فى إيمان أهل السفينة
*لا شك أن رؤيتنا نحن قاصرة 00 فقد ترى التجربة ، و لا ترى البركة التى سيحققها الله حتما من وراء هذه التجربة 0
و لكننا بالإيمان نرى هذه البركة ، واثقين " أن كل الأشياء تعمل معاً للخير ، للذين يحبون الرب " 0





الإخلاص هو نقاوة الحب ، و صدق العاطفة ، و مشاعر الوفاء يقدمها لك مخلوق تثق بمودته0
و يبدو الإخلاص على حقيقته فى أوقات الضيقات ، أو أن معدنه يمتحن فى وقت الضيقة 0
بهذا الإخلاص قال القديس بطرس الرسول للسيد المسيح " ولو أدى الأمر أن أموت معك " و قال السيد المسيح لتلاميذه : أنت الذين ثبتم معى فى شدائدى 0
و بهذا الإخلاص وقفت المريمات و يوحنا الحبيب حول المسيح أثناء صلبه ، و بنفس الإخلاص تقدم يوسف الرامى إلى بيلاطس يطلب جسده ليكفنه مع نيقوديموس 0
و لم يبال أحد من هؤلاء فى إخلاصه ، بماذا يقال عنه ، أو بماذا يحدث له 0
الإخلاص يتميز بالبذل ،و فيه ينسى الإنسان ذاته ، و لا يذكر إلا حبه و من يحبه 0 و يحكى لنا الكتاب إخلاص راعوث لحماتها نعمى ، و قولها لها " حيثما ذهبت أذهب ، و حيثما مت أموت " 0 بالإخلاص عاش يوناثان مع داود ، و اضطره الأمر أن يحتمل توبيخ أبيه و غضبه ، بسبب محبته لداود 0 و بنفس الإخلاص أحسن داود إلى كل من وجده من أسرة يوناثان بعد وفاته 0
وبالإخلاص قدم الشهداء أنفسهم حباً للمسيح ، تحمل المعترفون كل صنوف العذاب من أجله
و هناك من أخلصوا لأسراتهم ، أو لمعلميهم ، أو لآبائهم الروحيين و الجسديين ، أو لأوطانهم ، أو لمبادئ معينه عاشوا لها 00 إخلاصاً حتى الموت 0
و هناك أنواع أخرى من الإخلاص ، كإخلاص الطبيب لمريضة ، و المحامى لموكله ، و الأستاذ لتلاميذه ، و الكاتب لقرائه ، و الحارس لمن يحرسه 0
هناك من يخلص بدافع الواجب و الضمير ، و من يخلص بدافع الحب و الوفاء ، و من يخلص لأن الإخلاص طبيعة فيه ، يعامل بها كل أحد ، و بالأكثر من يحبهم 0
ما أجمل الإخلاص ، إنه نبل ، و حب ، و تاج ذهبى 00









أكثر صلاة تتكرر فى طقوسنا ، هى الصلاة من أجل سلام الكنيسة ، و هى التى نقول فيه :
" أذكر يا رب سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسوليه 0 هذه الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها 0 إحفظها بسلام " 0
نصليها فى مقدمة الأواشى الصغار ، و فى مقدمة الأواشى الكبار وو فى رفع بخور عشية ، و فى رفع بخور باكر ، و فى كل دورة يدورها الكاهن بالخور حول المذبح مصلياً الأواشى
و فى أول القداس 0 عند تقديم الحمل ، نصلى قائلين : سلاماً و بنياناً لكنيستك المقدسة 0 و نقول هذه الطلبة عينها فى سيامة الآباء الكهنة أيضاً و نذكر سلام الكنيسة أيضاً فى أوشية الملك أو الرئيس 0 فنقول فيها أيضاً : تكلم فى قلبه من جهة سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسوليه 0
و كان سلام الكنيسة أيضاً أهم ما كان يشغل آبائنا الرسل ، كل آبائنا القديسين 0
الكنيسة كانت تمثل فى نظرهم جميعاً ، ملكوت الله على الأرض الذى سيتمد فى الملكوت السماوى 0
إنها تمثل موطن الإيمان 0 و مسكن الله مع الناس 0 سلامها و سلامتها هما موضع صلاة كل إنسان ، أكثر مما يصلى من أجل طلباته الخاصة 0 إنها مركز تأملاته فى الصلاة الربانية التى يقول فيها " لتقدس إسمك 0 ليأت ملكوتك 0 لتكن مشيئتك " 00
الصلاة من أجل سلام الكنيسة ، هى الصلاة التى عاشت على مدى الأجيال فى أفواه المؤمنين ، رعاة ورعية ، إكليروساً و شعباً ، حتى فى طقس سيامة الرهبان الذين انقطعوا عن العالم ، نصلى لأجل سلام الكنيسة 0 و جميل أن الأنبا بولا أعظم المتوحدين و السواح ، سأل الأنبا أنطونيوس عن سلام الكنيسة 0
أنها صلاة نصليها من عمق قلوبنا 0 لا كمجرد طقس ، إنما كمشاعر حية متقدة 0
ليت كل أحد يفرغ فيها كل عواطفه ، آمين 0




العثرة هى السقطة 0 و الذى يعثر غيره ، هو الذى يتسبب فى سقوط غيره ، بالعمل أو بالفكر 0
و قد قال السيد المسيح " ويل لمن تأتى من قبله العثرات ، خير له أن يعلق فى عنقه حجر الرحى و يطرح فى البحر من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار " ( لو 17 : 1،2)
و الصغار ، و إما أن يكونوا صغاراً فى الإيمان أو فى الدرجة الروحية ، بحيث يمكن للعمل المعثر أن يتعبهم 0
كثيراً ما يتكلم كبار أفراد الأسرة أمام الأطفال 0 بكلام ما كان يليق أن يسمعوه ، على اعتبار أنهم لا يفهمونه 0 و غالباً ما يعثرهم ، أو يرسب فى أذهانهم 0 كذلك تشاجر الوالدين أو اختلافهم أمام أبنائهم الصغار يسبب لهم عثرة ، لأنهم يتوقعون المثالية من الكبار 0 و أيضاً طلاق الوالدين عثرة لأبنائهما 0
و ما أكثر ما تكون مسائل الترفية التى تقتنيها الأسرة عثرة للأولاد ، سواء بعض برامج التلفزيون ز الراديو و بعض المجلات و الكتب 0 وحفلات معينة تقيمها الأسرة تكون عثرة
لأبنائها و القدوة السيئة تعثر الصغار ، سواء فى الكلام أو التصرف ، أو الملابس ، أو نوع المعاملات 00 و كثيراً ما يتعلم الأطفال من أفراد أسرتهم الكذب ، و التهكم على الآخرين ، و المبالغة ، 0 بل قد يقلدونهم فى حركاتهم و ملامحهم و أصواتهم ، و الأطفال مغرمون بالتقليد 0 و قد تأتى العثرة من الفكر و التعليم الذى يتلقونه من الكبار ، سواء فى البيت أو المدرسة أو الجيران ، إذا كان هذا التعليم يغرس فيهم أفكاراً منحرفة0 أو يسبب لهم مشاعر خاطئة أو كراهية نحو البعض 0 و إن تعارضت المبادئ التى يتلقاها الصغير ، مع مبادئ أخرى يتلقاها من كبير آخر ن يصاب الطفل بالحيرة و التمزق ، و الشك ، و يعثره هذا التعارض فى التعليم 0
إن الصغار أمانة فى أعناقنا " إن لم نستطع أن نغرس فيهم الخير فعلى الأقل لا نعثرهم




يقول القديس بولس الرسول فى رسالته إلى رومية :
" إن كنا نتألم معه ، فلكى نتمجد أيضاً معه " ( 8 : 17 )
وهكذا يكون الألم من أجل الرب ، هو مقياس ما يناله المؤمن من مجد فى الملكوت الأبدي
و لهذا فإن الكنيسة تضع الشهداء فى قمة القديسين 0
تذكرهم فى صلواتها ، قبل أسماء الآباء السواح و المتوحدين ، الذين ملأوا البرارى صلوات و تأملات ، و تذكرهم قبل الآباء البطاركة و الأساقفة بكل خدماتهم و نشرهم للكلمة 0 كل ذلك بسبب آلامهم التى تحملوها لأجل الرب 0 و حتى فى الخدمة ، يبدو مقياس الألم واضحاً أيضاً 0 فيقول الرسول " كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه " ( 1كو3 : 8 ) 0 0 و هكذا نجد الرب يقول فى رسالته إلى ملاك كنيسة أفسس أنا عارف أعمالك و تعبك و صبرك 00 و قد احتملت ، و لك صبر ، و تعبت من أجل إسمى ، و لم تكل " ( رؤ 2 : 2 ، 3 ) واضعاً التعب فى المقدمة 0 و قول الكتاب أن الله " لا ينسى تعب المحبة " ( عب 6 : 10 ) فالمحبة تعبر عن وجودها ، بتعبها من أجل الذى تحبه 0 لأن المحبة " ليست بالكلام و لا باللسان " ( 1يو 3 : 18 ) و عمق المحبة يظهر فى الألم ، حينما تصعد المحبة إلى مستوى البذل و التضحية و الفداء 0
و هكذا ظهرت محبة الله لنا فى عمقها على الصليب ، حينما بذل ذاته عنا البار لأجل الأثمة
و كان المسيح فى قمة مجده ، فى عمق ألمة 0
و لذلك قال عن صلبه " الآن تمجد إبن الإنسان " ( يو 13 : 31 ) 0 و صورة صلبه هى صورة مجده 00 إن بولس الرسول يعتبر أن الألم هبة من الله 0
و يقول فى ذلك " أنه قد وهب لكم لأجل المسيح ، و لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أيضاً أن تتألموا لأجله " ( فى 1 : 29 ) 0 و يقول بطرس الرسول عن منهج الألم : " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضاً تألم أجلنا ، تاركاً لنا مثالاً لكى تتبعوا خطواته " ( 1بط 2 : 21 )




فى يوم الخميس الماضى ، احتفلت الكنيسة بعيد الصعود المجيد ، إذ صعد المسيح إلى السماء ، و جلس عن يمين الآب 0 صعد فى مجد متحدياً كل قوانين الجاذبية الأرضية 0 و أعطانا أيضاً أن نصعد مثله ، و نتحدى جاذبية الأرض ، و ننضم إلى جاذبيته هو
بقوله " و أنا إن أرتفعت ، أجذب إلى الجميع " 00 أخذته سحابة ، و اختفى عن أينهم 0 و سيأتى ثانية على سحاب السماء ، مع ملائكته وقديسيه ، لكى يرفعنا معه على السحاب ، و نكون مع الرب فى كل حين 0
و كما جلس عن يمين الآب ، سيجلسنا معه فى مجده 0
هذا الذى صلبوه فى الجلجثة ، و أحصى وسط أثمة ، مع كثيرين التعيير و الإهانات ، قام من الأموات فى مجد ، و صعد إلى السموات فى مجد و جلس عن يمين الآب فى مجد
و لم تكن الجلجثة نهاية محزنة لحياته ، إنما كانت بداية لكل أمجاده 00
و هكذا كل من يتألم معه ، لا بد سيتمجد معه 00 كانت آخر صورة رآها له الإثنا عشر ، هى هذا الصعود ، الذى رفع كل أنظارهم إلى فوق ، حيث المسيح جالس ، والتى قال عنها الرسول " رفع فى المجد " ( 1تى 3 : 16 )
و لم يعد ألم المسيحية منفصلاً عن أمجادها 0
هذا المسيح الذى تألم من أجلنا 0 ظهر للقديس اسطفانوس فى آلام استشهاده ، فرأى السماء مفتوحة ، و أبصر مجد الله ، ورأى قائماً عن يمين الله ( أع 7 : 55 ، 56 ) فصرخ أيها الرب يسوع إقبل روحى إن الذى نزل ، هو الذى صعد أيضاً 00و نحن لا يمكن أن نصعد ، إن لم ننزل أولاً
ندخل مثله فى إخلاء الذات ، و فى تحمل الآلام ، و فى الصعود إلى الصليب ، قبل الصعود إلى يمن الآب 00
و إذ صعد المسيح إلى فوق ، فإننا باستمرار نرفع أبصارنا إلى فوق ، حيث جلس المسيح عن يمين أبيه ، و حيث يرجع إلينا مرة أخرى على السحاب ليأخذنا إليه 0
فنصعد حينئذ صعوداً لا تزول بعده مرة أخرى 00 آمين 0



لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل ، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية فى كل أجيالها و أشار إليه السيد بقوله " ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون " 00
و صام الآباء الرسل ، كبداية لخدمتهم 0 فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم ، أربعين يوماً على الجبل 0
صوم الرسل إذن ، هو صوم خاص بالخدمة و الكنيسة 0
قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيراً و اشتهى أن يأكل " ( أع 10 : 10 ) 0 و فى جوعه رأى السماء مفتوحة ، ورأى رؤيا عن قبول الأمم 0
و كما كان صومهم مصحوباً بالرؤى و التوجيه الإلهى ، كان مصحوباً ايضاً بعمل الروح القدس و حلوله 0 و يقول الكتاب : " و بينما هم يخدمون الرب و يصومون ، قال الروح القدس إفرزوا لى برنابا و شاول للعمل الذى دعوتها إليه 0 فصاموا حينئذ و صلوا ، ووضعوا عليهما الأيادى ، ثم أطلقوهما 0 فهذان إذ أرسلا من الروح القدس ، انحدرا إلى سلوكية " ( أع 13 : 2 - 4 ) 0
أمور هامة ، تميز بها صوم آبائنا الرسل ، منها : الصوم ، و الصلاة ، و الخدمة ، و عمل الروح القدس 0
و يسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم و أن تأتى الدعوة الإلهية خلال الصوم و أن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم أيضاً 00 و أن يبدأ الخدام بالصوم ، قبل البدء بالخدمة 00
هناك أصوام خاصة بالتوبة ، مثل صوم أهل نينوى ، و مثل اصوام التذلل التى تكلم عنها سفر يوئيل 0 و أصوام لإخراج الشياطين ، كما قال الرب إن هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة و الصوم 0 و أصوام نصومها قبل كل نعمة نتلقاها من الرب ، كالأصوام التى تسبق
الأسرار المقدسة كالمعمودية و الميرون و التناول و الكهنوت 0
أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة و الكنيسة ، على الأقل لكى نتعلم لزوم الصوم للخدمة ، و نفعه لها 0
نصوم لكى يتدخل الله فى الخدمة و يعينها 0 و نصوم لكى نخدم و نحن فى حالة روحية 0 و نصوم شاعرين بضعفنا 00
كم اشتهينا مجئ هذا الصوم ، خلال الخمسين المقدسة 0






كثيرون يبحثون عن المنفعة من الكلمة 00 فإن لم يقرأوها أو يسمعوها ، يشعرون أنهم لم بنتفعوا !!
*و الحكيم يرى فى كل شئ كلمة منفعة 0
*حتى صمت الآخرين ، يرى فيه منفعة ، و حكمة 00 و ربما بنتفع من صمتهم ، أكثر من انتفاعه بالكلام 0
*كل حادث يمر عليك فى الحياة ، فى حياتك أو فى حياة الآخرين ، يحمل إليك كلمة منفعة 0
لذلك فإن كثيرين بنتفعون من الأحداث ، أكثر مما بنتفعون بالكتب و المقالات و الكلام 00
*خبرة الحياة أيضاً مملوءة من كلمات منفعة لا تحصى ، وذلك لمن بستطيع أن يستفيد من الخبرة 0 لذلك دعينا إلى الإستفادة من حكمة الشيوخ ، لأن خبرات عديدة مرت عليهم ، كل منها تحمل كلمة منفعة 0
*المرض كثيراً ما يكون فى حد ذاته كلمة منفعة 00 ينطق فى أذن المريض بأقوال لا يجدها فى الكتب 0 كما يكون المرض أيضاً كلمة منفعة بالنسبة إلى المحيطين بالمريض من
أهله و أصحابه وزواره 00
*والموت أيضاً كلمة منفعة استفادة منها مشاهير القديسين ، كالأنبا أنطونيوس مثلاً
و الأنبا بولا 00 و كثيرون كانوا يزورون المقابر ، لكى يستمعوا إلى كلمة المنفعة التى ينطق بها الموت فى قلوب الناس 00 و هو صامت
*و الضيقات أيضاً هى كلمة منفعة لمن يحسن الإستفادة منها ، سواء لمن تحل الضيقة به ، أو من يراها فى غيره 0 فلا تأخذ من الضيقة تعبها 0 بل دروسها 0
*و الطبيعة أيضاَ فيها كلمات منفعة ، و إن بدت صامتة 0 لذلك دعانا الكتاب أن نتعلم دروساً من زنابق الحقل ، و من طيور السماء ، حتى من النملة يتعلم الكسلان 0
*كلمة المنفعة موجودة ، لم يحرم منها أحداً ، إنما الناس فى مجموعهم يحتاجون إلى موهبة التأمل و التعمق ، لكى يستخرجوا كلمة المنفعة من كل ما يصادفهم 00 سواء كانت كلمات منفعة ناطقة أو صامتة ، مكتوبة أو مستنتجة 0 و من له أذنان للسمع فليسمع






المحبة الحقيقية للذات ، تأتى بتدريب هذه الذات على محبة الله ، و دوام سكناه فيها ، وخضوعها لعمل روحه 00
و لا يمكن للذات أن تتمتع بسكنى الله فيها ، إلا عن طريق النقاوة ، و الإتضاع الذى به لا يقاوم عمل الروح فيها ، و لا تفضل جهالتها على حكمة الله 0
و هكذا تظهر المحبة الحقيقية للذات ، فى إنكار الذات 0
إنكار الذات فى العمل ، حيث تقول " لا أنا ، بل نعمة الله العاملة فى " 0 و إنكار الذات فى ترك محبة المديح و الكرامة " ليس لنا يارب ليس لنا ، لكن لإسمك القدوس أعط مجداً " 0 و أنكار الذات فى الجهاد ، حيث يضحى المؤمن براحته و كل ماله ، من أجل بناء ملكوت الله
إنكار الذات فى التعامل مع الله ، و مع الناس 0
و فى ذلك يفضل الإنسان غيره على نفسه فى كل شئ ، " مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة " و من هنا تأتى كل نواحى المحبة العملية نحو الآخرين ، ليس فى الكرامة فقط ، إنما أيضاً فى العطاء ، و البذل ، والتعب لأجل الآخرين ، و التضحية من أجلهم إلى بذل الذات عنهم ، و لا مانع من أن يحمل خطاياهم و ينسبها إلى نفسه ، يحرم نفسه من كل شئ ، لكى ينالوا هم 00
غير أن البعض قد يحب ذاته محبة خاطئة دنيوية ، يحاول أن بينيها فيهدمها ، و أن يرفعها فيضيعها 0
و فى ذلك قال السيد المسيح " من وجد نفسه يضيعها 0 و من أضاع نفسه من أجلى يجدها " الذين تركوا ملاذ العالم من أجل الرب ، يحسبهم أهل العالم أنهم ضيعوا أنفسهم ، بينما هم قد وجدوا الطريق الحقيقى لبناء الذات 0 و يدخل ضمن هؤلاء أيضاً الرهبان و السواح ، وكل من تكرسوا لخدمة الرب ، و كل من قالوا له مع بطرس " تركنا كل شئ و تبعناك "
الذى يحب ذاته ، هو الذى يسير بها فى الطريق الضيق من أجل الرب ، و يحملها الصليب كل يوم 00

هذا الإنسان هو الذى يحب ذاته حقاً 00
أما الذى يعطيها كل شهواتها الأرضية و الجسدية ، فإنه لا يحب ذاته ، و إنما يحب العالم و شهوته 00
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: شكر   كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime23/2/2010, 16:48

نشكر تعب محبتكم وشكرا
على الموضوع الحلو ده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
ابانوب نعيم




كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 12
نقاط : 34
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 31

كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث   كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime6/4/2010, 20:29

مرسى على الموضوع الجميل ده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة3 لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث
» اقوال البابا شنودة الثالث 3
» اقوال البابا شنودة الثالث 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قلب يسوع :: 
المنتدى الروحى
 :: منتدي المرشد الروحي
-
انتقل الى: