# هل تعلم أن هذا النهر أصله قطرات من الماء ، نزلت مطرا وتجمعت فصارت نهرا ؟
ألا نتعلم منه أن أى عمل ضخم قد يبدأ بشئ بسيط ، ربما بفكرة 0 وعلى رأى المثل
( اٍن أطول مشوار أوله خطوة ) أول خطية بدأت بمجرد جلسة بسيطة مع الحية 0 وربما أكبر مشاجرة تبدأ بكلمة 0
# نتعلم من النيل أن نقطة الماء اللينة الناعمة ، إذا بمتابعة واٍستمرار على صخر أو جبل ، أمكنها أن تحفر فيه طريقا : فنأخذ درسا هاما عن المثابرة 0
# هذا الماء يحمل الطين من جبال الحبشة ، يبدو لأول وهلة معكرا ، ولكنه يحمل الغرين الذى هو سبب خصوبة مصر ، وهو الذى كسا رملها بالطين 0
# هذه المياه المعكرة بالطين ، تغنى مع عذراء النشيد وتقول ( أنا سوداء وجميلة ) وعلى الرغم من هذا التعكر ، فإن هذه المياه تحمل فى داخلها عذوبة جميلة ، لشاربها ، تظهر فيما بعد بعوامل من التنقية ، كما ظهرت عذوبة حياة أوغسطينوس وموسى الأسود بعد التوبة 0
# قبل حفر مجرى النيل ، كانت المياه تنسكب على الجانبين وتكون مستنقعات 0 ولكنها ما لبثت أن تعمق مجراها شيئا فشيئا على مدى زمن طويل ، حتى استقرت 0
يعطينا هذا الأمر فكرة عن التدرج فى الحياة الروحية ، والصبر على النفس حتى تصل إلى استقرارها بعد حين 0 كما أنه لا يجوز لنا أن ندين من هم فى مرحلة المستنقعات ، ولم يصلوا إلى المجرى العميق المستقر 0
# كما أننا يجب لأن نمدح جانبى النهر ، اللذين يجرى الماء بينهما ، ويحجزانه من الانسكاب هنا وهناك 0 اٍنهما ليسا حاجزين يحدان من حريته ، وإنما هما حافظان من الضياع 0 اٍنهما كالوصايا : ليست قيودا للحرية ، بل حوافظ 0
# إنها رحلة طويلة قد قطعها النيل ، حتى وصل إلينا ، وهو فى أثنائها يوزع من خيره على كل بلد تصادفه : فأعطى أثيوبيا ، والنوبة ، والسودان ، ومصر وكل الصحراوات المحيطة 000 يعلمنا أن نعطى الخير لكل من نصادفه 0
+ + +
كما أن الله محبة ، كذلك هو أيضا الحق 0
لقد قال ( أنا هو الطريق والحق والحياة )
وقال عن نفسه ( وتعرفون الحق ، والحق يحرركم )
إذن من يلتصق بالحق ، يلتصق بالله نفسه 0 ومن يبعد عن الحق ، اٍنما يبعد عن الله 000
لذلك يقال عن المؤمن اٍنه إنسان حقانى 0
يعرف الحق ، ويسير فى طريق الحق ، ويقول الحق000 ولا يقبل على نفسه شيئا غير الحق 0
وفى سبيل الحق ، لا يخشى لومة لاثم 0
ويقول الحق ، مهما كانت النتائج بالنسبة إليه 0 كما حدث ، بالنسبة إلى يوحنا المعمدان ، الذى قال الحق ودفع الثمن 0
والإنسان الحقانى يقول الحق ولو ضد أعز الناس إليه 0 اٍنه لا يجامل 0
وقد أرسل الله الأنبياء ، لكى يشهدوا للحق ، فى عالم ساد فيه الباطل بين الناس0 كذلك أرسل الرعاة والكهنة والمعلمين لكى يشهدوا للحق 0
وأقيم القضاء فى الأرض من أجل الشهادة للحق 0
ومازلت كلية ( القانون ) تسمى باٍسم ( كلية الحقوق ) ، لأن اٍسم الحق أوقع فى النفس لأن إسم القانون 0
وما أجمل قول الكتاب فى الحكم بالحق ، حتى فى المعاملات العادية بين الناس 000 قال :
( مبرئ المذنب ، ومذنب البرئ ، كلاهما مكرهة للرب )
فانظر إلى نفسك ، هل أنت باٍستمرار مع الحق ؟
هل كلامك صدق خالص ، سواء فى ألفاظه ، أو فيما تريد سامعك أن يفهمه ؟
هل أنت تحابى أحدا من أصدقائك ، أو أقربائك ، أو أحبائك ، وفى سبيله لا مانع من أن تسرد الأخبار بأسلوب لابد لصالحه ولو أضر بغيره ؟
هل أنت تتبع الحق فى حياتك العملية ، وفى مبادئك ومعتقداتك ، وليس فى مجرد أحاديثك ؟
هل تأخذ حق غيرك من نفسك لتعطيه أياه ؟
هل يضيع الحق فى مبالغاتك وفكاهاتك وتبريراتك ؟
+ + +
فى تذكرنا لأسلوب آبائنا الرسل فى خدمتهم ، نتلقى دروسا عملية مثالية فى روح الخدمة ، نذكر منها :
حرارة الخدمة والتهابها :
ما أجمل قول بولس الرسول فى ذلك ( من يفتر ، وأنا لا ألتهب ) ( كو 11 : 29 ) وقوله
( أستعبدت نفسى للجميع ، لأربح الأكثرين 000 صرت للضعفاء كضعيف ، لأربح الضعفاء 000 صرت للكل كل شئ لأخلص على كل حال قوما ) ( 1كو 9 : 19 – 22 ) إن غيرته ، فى حب متقد شملت الكل 0
الاٍفتقاد فى الخدمة :
آباؤنا الرسل لم يؤسسوا خدمات ويتركوها بلا متابعة 0 بل على العكس ، كانوا يتابعون خدمتهم ويفتقدونها بشتى الوسائل : بالرسائل ، بتلاميذ من قبلهم ، كما كان بولس يرسل تيطس أو تيموثاوس 0 وكثيرا ما كانوا يفتقدونهم بزيارات خاصة ، كما قال القديس بولس عبارته المملوءة محبة ( لنرجع ونفتقد أخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم ) ( أع 15 : 36 ) 0
خدمة مملوءة بالروح والقوة :
لم يخدم الرسل ، إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم ، وأخذوا منه قوة للخدمة ، كما أن قال لهم الرب ( ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وحينئذ تكونون لى شهودا )
( أع 1 : 8 )
وما أجمل قول الكتاب فى ذلك ( ( وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع 0 ونعمة عظيمة كانت على جميعهم ) ( أع 4 : 33 )
بل ما أجمل ما قيل عن القديس اسطفانوس اٍنه ( كان مملوءا إيمانا وقوة ) ووقف ضد مجامع
( ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به ) ( أع 6 : 8 ، 10 ) من طبيعة الخدمة الروحية ، إنها قوية ، لأنها بالروح ، ولأن ( كلمة الرب قوية وفعالة )
خدمة مملوءة حبا :
السيد المسيح ( أحب خاصته 000 حتى المنتهى ، ( يو 13 : 1 ) وبنفس الحب خدم الرسل 0 فلم تكن مجرد خدمة رسمية 000
+ + +
# أذكر ضعفك ، حينئذ تكون أكثر حرصا ، وحينئذ لا تخضع لأفكار الكبرياء والمجد الباطل ، اٍن حاربتك 0
# أذكر اٍحسانات الله اٍليك ، تعش دائما فى حياة الشكر ، وينمو الإيمان فى قلبك ، والثقة بمحبة الله وعمله ، وتكون خبراتك الماضية مع الله ، مشجعة فى حياة الإيمان 0
# أذكر محبة الناس لك ، وماضيهم الحلو معك ، كلما حاربك شك فى إخلاصهم ، وكلما رأيت منهم خطأ نحوك ، فتشفع فيهم محبتهم القديمة ، ويزول غضبك منهم 0
# أذكر الموت ، فتزول من أمامك مغريات العالم ، وتشعر أن الكل باطل وقبض الريح 0
# أذكر أن الله واقف أمامك ، يراك ، حينئذ لا تستطيع أن تخطئ وأنت تراه 0
# أذكر وعود الله الجميلة ، وحينئذ تتعزى فى كل ضيقاتك ، واٍن نسيتها ، قل كما قال داود النبى
( أذكر لى كلامك الذى جعلتنى عليه أتكل 0 هذا الذى عزانى فى مذلتى ، لأن قولك أحيانى )
( مز 118 )
# أذكر دم المسيح المسكوب من أجلك ، فتعرف تماما ما هى قيمة حياتك ، وتصبح غالية فى عينيك فلا تبددها بعيش مسرف ( لأنكم اشتريتم بثمن )
# أكثر نذورك التى نذرتها لله فى المعمودية ، وتعهد بهما والداك نيابة عنك : فى جحد الشيطان ، وكل أعماله الشريرة ، وكل أفكاره وحيله ، وكل جنوده وسلطانه 0
# أذكر باستمرار أنك غريب على الأرض ، وأنك راجع إلى وطنك السماوى : حتى لا تركز آمالك كلها فى هذه الدنيا ، وفيما تقدمه لك من وسائل للاستقرار فيها 0
# أذكر الباب الضيق هو الموصل إلى الملكوت 0 واٍن رأيت الباب الواسع مفتوحا أمامك ، فاهرب منه ، لأن كل الذين دخلوا منه قد هلكوا 0
# أذكر أبديتك ، واعمل لأجلها فى كل حين 0
# أذكر أنك اٍبن الله ، وينبغى أن تكون لك صورته ، واسلك كما يليق بأولاد الله ظاهرون 0
# أذكر أنك هيكل الروح القدس ، ولا تحزن روح الله الذى فيك ، وكن باستمرار هيكلا مقدسا 0
# أذكر كل ما قلته لك فى هذه الصفحة 0 واٍن كنت بسرعة قد نسيت ، أرجو أن تعيد قراءتها من جديد 0
أن الله يريدك أن تتذكر أمور معينة ، من الخطر عليك أن تنساها 0 ولهذا أمثلة كثيرة :
# منها وصاياه ، ولذلك قال ليشوع بن نون ( لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك ، بل تلهج فيه نهارا وليلا ، لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه ) ( 1 : 8 )
ولهذا لخص لهم فى سفر التثنية ، وقسمت التوراه لتقرأ فى المجامع فى السبوت ، ليذكرها الناس 0 وكان الملك الجديد تعطى له نسخة من الشريعة لكى يتذكر 0
# ومن أجل أن يتذكر الإنسان ، وضع له أعيادا ومواسم لكى تذكره ، كما فى الفصح 0
# الله لا يريد الناس أن ينسوا الخلاص الذى تمم بدم خروف الفصح ، فجعله عيدا سنويا حتى لا ينسوه 0 ولكى لا ينسوا معونته فى إرسال المن ، حفظ جزءا منه فى قسط المن فى تابوت العهد ، لكى يذكروا 0
ولكى لا ينسوا الناس عبور الأردن ، أخذ يشوع منه اثنى عشر حجرا ونصبها ( يش 4 : 8 ، 9 ) ولكى لا ينسى أسماؤهم على ملابسه 0
# والكنيسة أيضا تضع أمامنا أمور لنتذكر فنتعظ :
مثال ذلك : فائدة أن نتذكر محبة الله لنا ، التى ظهرت فى بذله ذاته عنا على الصليب
( يو 3 : 16 ) تقيم الكنيسة تذكارا سنويا ، فى أسبوع الآلام ، فلا ننسى 0 بل نقيم تذكارا أسبوعيا فى يوم الجمعة ، لكى نتذكر آلام المسيح وصلبه ولا تكتفى الكنيسة بهذا ، بل تذكرنا كل يوم بصلب المسيح عنا ، فى صلاة الساعة السادسة 0
# كذلك لما كان تذكر الموت مفيدا ، يقول داود :
( عرفنى يارب نهايتى ، ومقدار أيامى كم هى ، لأعلم كيف أنا زائل ) ( مز 39 : 4 ) والكنيسة لمنفعة أولادها ، تذكرهم بالموت كل يوم ، فى صلاة النوم ، وتذكرهم كل يوم بمجئ المسيح للدينونة فى صلاة نصف الليل 0
# بل الكنيسة فى صلوات الساعات ، وفى القداس الإلهى ، تذكرنا بأمور كثيرة نافعة لحياتنا ، وكذلك فى القراءت 0
وما العظات سوى تذكرة ، بأمور ربما نعرفها قبلا 0
فليتنا نذكر ، لئلا يضيعنا النسيان وروح الغفلة !
من الأشياء الجميلة فى كنيستنا ، ليالى الصلاة 000
بدأت كفكرة وسط الخدام ، وما لبثت أن أنتشرت وسط الشعب كله 0ولا تخلو منها كنيسة فى ليالى كيهك ، كما أصبحت قاعدة لليلة رأس السنة 0
وكل كنيسة تبذل جهدها فى أعداد برنامج روحى مشوق
لليلة الصلاة ، يساعد المؤمنين على السهر ، ويحفظ فكرهم وحواسهم وقلوبهم داخل العمل الروحى
ويشمل البرنامج صلوات الأجبية ، وصلوات أخرى ، وتراتيل ، وألحانا ، وتسابيح ، وقراءات روحية وعظات ، وأسئلة وأجوبة ، وبعض الكنائس تقدم قطعا لفريق الكورال بالكنيسة 0
وتنتهى الليلة برفع البخور ، والقداس الإلهى ، وتناول الشعب ويخرج الكل وقد شعروا أنهم قضوا ليلة روحية مع الله ، تشجعهم على طلب تكرارها 0000
وفكرة ليالى الصلاة قديمة جدا ، وضع أساسها السيد المسيح نفسه ، اٍذ كان يقضى الليل كله فى صلاة 0
ولها جذور فى العهد القديم ، إذ يقول داود النبى ( فى الليالى أرفعوا أيديكم أيها القديسون ، وباركوا الرب ) وقد وضعت الكنيسة صلاة نصف الليل فى ثلاث هجمات 0
وتعود الرهبان على صلاة الليل بطقسها فى التسبحة 0 أما تقضية الليل كله فى الصلاة ، على مستوى الشعب كله ، فهو عميق يدل على روحانية الكنيسة 0000
بينما يقضى العلم لياليه فى اللهو ، أو الصخب ، أو المتعة ، تكون الكنيسة روحانية ساهرة تصلى
ساهرة مع الله ، رافعة قلوب أبنائها إليه 0
مشتركة مع الملائكة وأرواح القديسين ، فى عمل التسبيح 0
كان الشهداء والمعترفون ، حتى وهم فى السجون ، يقضون الليل كله فى الصلاة 0 وكذلك كان بولس الرسول أيضا 000
وكانت صلوات كل هؤلاء ، لونا من الكرازة أيضا 0
تعطى فكرة عن القلب المحب لله ، المحب للصلاة 00
وجميل أن نعود أطفالنا كيف يسهرون مهنا فى الصلاة ، ويأخذون قدوة من آبائهم وأمهاتهم ، ومن الكنيسة ، وتنطبع الصورة فى أذهانهم وقلوبهم 000
ما أكثر تأثير الإنسان بمن يعاشرهم 0000
وما أسهل أن يمتص طباعهم وأفكارهم وحالتهم النفسية 0
إن عاشرت إنسان كثير الشك ، فما أسرع عليه أن يدخل الشك إلى قلبك 0 وبالعكس اٍن عاشرت إنسانا عميق الإيمان ، فمن الممكن أن يغرس الإيمان فى قلبك 0
إن الشخص الكثير المخاوف ، الذى يتوقع الأذى والشر باستمرار ، وما أسهل أن يبث الخوف فى نفوس من يختلطون به 0 أما الشجاع القوى القلب ، فاٍنه يقوى قلوبهم ، ومن شجاعته يفض عليهم شجاعة وثباتا 000
يكفى أن يجلس وسطهم مجموعة ، إنسان كثير الشكوى ، ساخط على كل الأوضاع ، متذمر من كل شئ ، حتى يخرج هؤلاء من جلسته ، وفى قلوبهم شكوى وتذمر !!
ومن هنا كان تأثير الشائعات والأخبار على الناس 000
إنها أيضا نوع من العشرة المؤثرة ، واٍن كانت عشرة فكر ، ورأى ، وخبر ، وما يحيط ذلك من مشاعر 0000
ومن هنا كان أيضا تأثير الصداقة والقرابة والزواج 000 بل أيضا الزمالة والجوار 0 ولذلك قال المثل :
اسأل عن الجار ، قبل أن تسأل عن الدار 0
وقيل : اسأل عن الرفيق ، قبل السؤال عن الطريق 0
لذلك عليك أن تهتم بانتقاء أصدقائك ، وحدد مدى علاقتك بزملائك وجيرانك وكل ما تضطر للخلطة بهم 000
وحبذا لو جعلت خلطتك ، بمن هم أعلى منك مستوى 0
حتى تستفيد منهم ، ويرفعوك معهم إلى فوق 000
ولا تظن أنك فوق مستوى التأثر فنادرون جدا هم الذين لا يتأثرون أبدا بمن يحيطون بهم 000
ما أكثر ما يكلمك أحدهم ، فتدرك من أسلوبه ولغته وفكره ، أنه ينقل عن صديق معين تعرفه 000 !
وكثيرون كالمرآة ، التى تعطيك صورة من يجلس إليها !
وآخرون يتأثرون تأثرا خفيا ، لا يظهر إلا بعد حين 0
بل بعض الكبار ، قد يتأثر بحاشيتهم أو بمساعدتهم ، ويكون أحد أفراد الحاشية ، هو مفتاح الشخصية الكبير 0
مسكين الإنسان : اٍنه جهاز حساس ، يلتقط بسرعة 000 !
قال القديس بولس الرسول ( جربوا أنفسكم ، هل أنتم فى الإيمان 0 أمتحنوا أنفسكم )
( 2كو 13 : 5 ) 0
فليس مجرد الإيمان العقلى ، أو الإيمان الإسمى ، هو إيمان حقيقى ، وإنما الإيمان هو حياة يحياها الإنسان فى الله ، تظهر فى كل أفعاله وكل مشاعره 0
حياة الإيمان ، هى تسليم الحياة تسليما كاملا فى يد الله ، والثقة النهائية بعمله معك ومع الكنيسة 0
والإيمان يشق فى البحر طريقا ، ويفجر من الصخرة ماء ، ويكفى قول الكتاب ( كل شئ مستطاع للمؤمن ) 0
فهل لديك الإيمان العملى ، الذى تستطيع به كل شئ فى المسيح ؟ أم إيمانك ضعيف لا يصمد أمام الأحداث ؟
اٍن كنت كذلك ، فماذا تفعل ؟ والرب يقول ( ليكن لك حسب إيمانك ) الحل هو أن تسكب نفسك أمام الله ، وتكلمه بصراحة قائلا :
أنا يارب أؤمن 0 ولكنى لم أصل إلى مستوى الإيمان العملى بعد 0 إيمانى كالقصبة المرضوضة التى تشأ محبتك أن تقصفها ، وكالفتيلة المدخنة التى لم يشأ حنوك أن يطفئها 0 فاقبلنى اٍليك ، كما أنا بضعفى 0
وهذا الإيمان ، أعطنى إياه كهبة من عندك 0
لا تقل لى سأعطيك حسب إيمانك ، ولا تجعل الإيمان شرطا للعطية ، بل ليكن الإيمان هو العطية ذاتها 0 أعطنى أن أؤمن بك ، وأسلمك حياتى ، وأثق بتدبيرك 0
يكفينى إننى أؤمن أنك ستعطينى الإيمان 0
أليس الإيمان أيضا ( عطية صالحة نازلة من فوق ) من عندك 0 ولا يستطيع أحد أن يؤمن بدون نعمتك ؟
أتقول لى ( آمن فقط ) حتى هذا الإيمان ، أريده منك ، حتى لا أظن أن بشريتى فعلت شيئا بدونك 0
أنا مازلت فى أنتظار أن تعطينى هذا الإيمان ، الذى به أستطيع كل شئ بنعمتك 0
أؤمن أنك ستعطينى 0 وليتنى أخرج الآن من حضرتك وقد قلت ( أؤمن اٍنك قد أعطيتنى )
فيتحول إيمانى من رغبة وطلبة ، إلى واقع وحياة 0
من المفروض أن تكون كل أيامنا مثالية ، عملا بقول الرب ( كانوا كاملين ، كونوا قديسين ) لكن لا مانع ، كتدريب ، أن يوجد هناك ما يعرف باٍسم ( اليوم المثالى )
واليوم المثالى له اتجاهان : أحدهما سلبى فى البعد عن كل خطية ، والثانى إيجابى فى الفضيلة أو الخدمة 0
ويختلف برنامج اليوم المثالى من شخص إلى آخر 0
البعض يقضى هذا اليوم فى العبادة ، فى الصلاة والقراءة والترتيل والتأمل والصوم ، فى خلوة واعتكاف بقدر الإمكان 0
والبعض يفترضه يوما مثاليا فى عمل الخير للآخرين 0
والبعض يمزج بين هذا وذاك 0
والبعض يركز على نقاوة القلب ، فيحرص كل جهده ألا يخطئ سواء باللسان أو الفكر أو العمل ، مهما كانت الأسباب 0
والبعض يحب أن يبدأ مثل هذا اليوم بحضور القداس والتناول 0 وبعض الفروع معا ، ويجتمعون فيه ، ويسمونه ( يوما روحيا )
واليوم المثالى هو تقديم الذات كاملة ، بكل قلبها أرادتها ، لعمل النعمة الإلهية ، مع حرص على ضبط النفس 0
وهناك
أمثلة يتدرب عليها البعض فى اليوم المثالى 0
1- يكون الله هو أول من تكلمه فى يومك ، بصلاة قلبية عميقة ، مع التبكير
( الذين يبكرون إلي ، يجدوننى ) 0
2- أداء كل الصلوات الأجبية كاملة ، بفهم وعمق وحرارة 0
3- عدم التلفظ بأية كلمة خاطئة ، أو ليست للمنفعة 0
4-لا تغضب من أحد ، ولا تغضب أحد أو تحزنه 0
بدء كل عمل بالصلاة ، وتتخلل الصلاة العمل والكلام 0
حفظ الفكر نقيا بقدر الإمكان ، ويستحسن شغل الفكر باستمرار بعمل روحى ، مصدره القراءة الروحية ، والصلاة ، والتأمل 0
السلوك بإتضاع ووداعة ومحبة ولطف مع الكل 0
احترام الكل – وتقديم الغير عليك فى الكرامة 0
البعد عن إدانة الآخرين ، وبخاصة من لا يكونون مثاليين مثلك فى هذا اليوم0
حفظ مشاعر القلب نقية ، من الشهوات والمشاعر الخاطئة 0
إن نجح تدريب اليوم ، كرره بقدر ما تستطيع 0
التجلى الأول لطبيعتنا ، هو أن الله خلقنا على صورته ومثاله ، على شبه هو 0 أى سمو هذا 00!
التجلى الثانى ، هو ما حدث على جبل طابور 0
ربنا يسوع المسيح ، لم يظهر فى التجلى وحده ، إنما معه موسى وإيليا ، يمثلان البشرية 0 فى التجلى الذى ستتكلل به طبيعتنا فى المجد 0
التجلى الثالث فى القيامة العتيدة ، يوم نقوم بأجساد نورانية ، روحانية ، على شبه جسد مجده 00! ونكون كملائكة الله فى السماء 000
وعيد التجلى يذكرنا بالمجد الذى ستناله طبيعتنا 0
إن الله لم يحرمنا من المجد ، بل هو ينقلنا من مجد إلى مجد 000 والذين سبق فعرفهم ، سبق فعينهم ، ليكونوا مشابهين صورة اٍبنه 000 هؤلاء مجدهم أيضا ( رو 8 : 29 ، 30 ) 0
وفى التجلى المقبل ، سنتخلص نهائيا من المادة 000
وسنتخلص نهائيا من الخطية ، ومن الحروب الروحية 000
سنتخلص من المادة ، أو نخلع هذا الجسد ، ونترك العالم المادى كله 0
وهذا الفاسد يلبس عدم الفساد ( والخليقة كلها تعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله ) وننال ( التبنى فداء أجسادنا ) ( رو 8 : 21 ، 23 ) 0
ونتخلص من الخطية حينما نأخذ إكليل البر ( 2تى 4 : 8 )
فى هذا البر ، سننسى كل ما يتعلق بالخطية 0 سوف لا توجد خطية فيما بعد ، ولا نعرفها ، ولا نذكرها ، ولا نحارب بها ، بل نتحرر منها تحررا كاملا ، ونحيا فى البر ( فى حرية مجد أولاد الله )
هنا أيضا تتجلى بأكمل صورة عبارة ( المولود من الله لا يخطئ والشرير لا يمسه )
( 1يو 5 : 18 ) 0
ولا نتجلى نحن وحدنا ، بل كل مدينة الله 000 أورشليم السمائية التى سوف لا تحتاج اٍلى نور شمس أو قمر ( لأن مجد الله سينيرها ) ( رؤ 21 : 23 ) 0
ولا يكون ليل هناك فيما بعد ( رؤ 22 : 5 )
ويكون الفرح الدائم من سمات هذا التجلى 000
وتختفى كل نتائج الخطية من حزن ووجع وخوف 00
+ + +
الاٍفتقاد هو لون من الرعاية والمتابعة ، قال فيه القديس بولس الرسول ( لنرجع ونفتقد أخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم ) ( أع 15 : 36 ) 0
الاٍفتقاد يلزم كل ما هو فى مسئولية 0
الأسقف والكاهن يفتقدان الرعية 0 والخادم يفتقد تلاميذه والأب يفتقد أولاده 0 وحتى المؤمن العادى يحتاج أن يجلس إلى نفسه ، يفتقد حياته ، أين هو سائر ؟
اٍفتقادك لغيرك ، يعنى اٍهتمامك به ، واٍطمئنانك عليه 0
لذلك يوجد الاٍفتقاد شعورا عميقا من الحب المتبادل 0 أنت تفتقد من تحبه 0 والذى تفتقده سيحبك لاٍهتمامك به وسؤالك عنه 00
وعلى العكس ، فاٍن عدم الاٍفتقاد يولد شعورا بالوحدة ، وضيقا فى النفس ، وما أسهل أن يقول الإنسان :
ليس لى من يسأل عنى ! حتى الكنيسة والآباء 0 !
وكثير من أخوتنا ضاعوا ، لأنهم لم يجدوا من يفتقدهم ، أو لأن افتقادهم جاء متاخرا بعد فوات الفرصة 000 بعد أن تعقدت الأمور ، أو بعد أن زال من قلوبهم شعور الاٍستجابة وحب الخير وحب المفتقد 000
لذلك فالاٍفتقاد السريع ينقذ المشاكل قبل تفاقمها 0
وبخاصة اٍفتقاد الصغار ، والضعفاء ، والجدد ، وكل من هو فى ضيقة أو تجربة ، أو تحت إغراء أو ضغوط 00 مع عجزه عن إنقاذ نفسه والعثور على حل 000
وهناك فرق كبير بين الاٍفتقاد ، ومجرد الزيارة 0000
فقد تزور إنسانا ، ومع ذلك لا تكون قد اٍفتقدته !
قد تزور وتحدثه عن أمور كثيرة ، دون أن تحدثه عن الله ومدى علاقته به ! الاٍفتقاد هو أن تدخل إلى حياته ، وتتعرف على مشاكله وتعينه على حلها 000 وتوجد صلة عملية قوية بينه وبين الله
الاٍفتقاد هو أن تزور غيرك 0 ومعك الله 000 وحينما تخرج تكون قد تركت الله فى بيته ، وفى قلبه
ليتك فى ختام هذا المقال ، تسأل نفسك : من الذى يحتاج إلى اٍفتقادك ؟ ومن زرته ولم تفتقده ؟!
+ + +
الشخص الروحى يدرك أن حياته على الأرض مسئولية 0
حياته رسالة 0 وسيسأله الله كيف كانت حياته مثمرة ، أو منتجة ، ونافعة لكل من أتصل بها سيسأله الله عما فعل ، وعما كان بإمكانه أن يفعله ولم يفعله 000
من الناحية الرسمية ، قد تكون مسئولية محدودة 00
أما من جهة الحب ، فمسئوليته لا تعرف حدودا 00
فالمحبة تتسع لكل أحد ، وتستعد لكل خدمة ومعونة 0
والشخص الروحى يسائل نفسه ، قبل أن يسائله الله : ماذا فعل تجاه كل من يعرفهم من الناس ؟ وهل هناك بين الذين لا يعرفهم ، أشخاص فى حاجة إلى خدمته ، يجب عليه أن يعرفهم لكى يقدم لهم خدمة معينة ؟
فليبس كان سائرا فى الطريق ، ورأى خصيا حبشيا يقرأ فى سفر أشعياء النبى ، فشعر بمسئولية من نحوه 0 ولم يتركه حتى قام بهذه المسئولية كاملة وقاده إلى الله 0
مارمرقس جلس إلى الإسكافي اٍنيانوس وهو يصلح له حذاءه 0 وشعر بمسئولية نحو هذا الإسكافي وانتهز الفرصة ، وجر الحديث معه ، حتى خلصه هو وأهل بيته 0
لقد تعلما كلاهما من المسيح ، حين جلس إلى بئر قرب السامرة وأتت اٍمرأة سامرية خاطئة لتستقى فأحس بمسئوليته نحوها ، وقادها إلى الخلاص ، مع كل بلدتها 0
هذه اللقاءات الثلاثة ، كانت تبدو عابرة 0 ولكن الشعور بالمسئولية حولها اٍلى فرص للخلاص 0
اٍن كان الأمر هكذا ، نحو كل ما يقابلهم الاٍنسان مصادفة ، فكم بالحرى مسئوليات الاٍنسان الرسمية فى حياته ؟
الأبوة مسئولية ، والأمومة مسئولية ، والزواج مسئولية ، والخدمة مسئولية 0 بل الصداقة أيضا لون من المسئولية 0
لا تحاول أن تعتذر ، بإلقاء المسئولية على غيرك 0 فالله سيسألك ماذا فعلت فى النطاق الذى تستطيعه 000
اٍن الشخص كلما نما إحساسه بالمسئولية 0 يوسع نطاق خدمته ، بالحب لا بالرسميات ، ويتطوع لكثير من أعمال المحبة 0
يدفعه إليها قلبه وقول الكتاب ( من يعرف أن يعمل حسنا ، ولا يفعل ، فتلك خطية له )
(يع 4 : 17 ) 0
+ + +
ما أسهل أن يبدأ الاٍنسان حياة روحية ، وأن يعيش مع الله أياما أو أسابيع ، ثم بعد ذلك ينتكس ويرجع إلى الوراء ، ويفقد كل شئ 000 !
المهم إذن لمن يبدأ ، أن يستمر ، ويستقر ، ويثبت 0
لذلك قال الرب ( أثبتوا فى ، وأنا فيكم ) ( يو 15 : 4 )
وشرح لنا أهمية ثبات الغصن فى الكرمة ليأتى بثمر 0 ومدح تلاميذه القديسين ، ليس فقط لأنهم وقفوا معه فى تجاربه ، بل قال لهم ( أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى ) ( لو 22 : 28 ) فامتدح ثباتهم 000
وفى مثل الزارع حكى لنا عن الذين لم يثبتوا 0
الذى ( ثبت حالا ، وإذ لم يكن له أصل جف ) ( مت 13 : 6 ) والذى ثبت ثم خنقه الشوك 0
لهذا نرى القديس بولس الرسول ، لا يتحدث فقط عن أهمية الإيمان ، بل بالحرى عن الثبات فيه ، فيقول :
( أما الصرامة فعلى الذين سقطوا 0 وأما اللطف فلك ، إن ثبت فى اللطف 0 وإلا فأنت أيضا ستقطع ( رو 11 : 22 ) 0
ويقول لأهل كولوسى ( ليحضركم قديسين 000 إن ثبتم على الإيمان ، متأسسين وراسخين 00 )
( كو 1 : 22 ، 23 ) وهو يلوم أهل غلاطية الذين ( بدأوا بالروح ) ولكنهم لم يثبتوا
( فكلموا بالجسد ) ( غل 3 : 3 )
كثيرون ذكرهم الرسول وهو باك ، لأنهم لم يثبتوا 0
البعض بدأوا الخدمة بنشاط ، ولم يستمروا فيها !
والبعض تعلقوا بفكرة التكريس ، ولكنهم لم يثبتوا !
والبعض بدأوا بمحبة الله ، ثم تركوا محبتهم الأولى !
ما أقصى أن يعيش إنسان حياة الخيمة والمذبح مع ابرآم ، ثم ينتهى به الأمر أن يسكن فى سدوم !
أو يبدأ كواحد من الاثنى عشر ، ثم يسلم المسيح !
أو يبدأ حياته كجبار منتصر ، وكنذير للرب حل عليه روحه ، ثم يحلق شعره ، ويجر الطاحون 00 !
إن الثبات فى الروح هو اٍختبار إرادتنا وسط العواطف ، لذلك قال الكتاب
( أنظروا إلى نهاية سيرتهم ) ( عب 13 : 7 ) هؤلاء الذين ثبتوا ( وكملوا فى الإيمان )
+ + +
يوجد شخص عدوانى بطبعه Aggressive 0000هو دائما يحارب ويعارك ، ولا يستطيع أن يهدأ 0
ومثل هذا الاٍنسان تجده دائما متحفزا ، مستعدا للهجوم 0 اٍن تكلمت معه ، يبحث أن يوجد الخطأ فى كلامك ، لكى يرد عليه 0 بل يكون مستعدا للرد قبل أن يتكلم 000
اٍنه باستمرار يتوقع الشر ، ويتوقع الخطأ من الناس 0 ومن الصعب عليه أن يثق بأحد أو يمدح أحدا واٍن مدح أحدا ، فلسياسة ، أو ليهاجم به غيره ، ولا يثبت مطلقا فى مديح أحد ، بل سرعان ما ينقلب عليه ويذمه 0
الطبع العدوانى ، له النظرة السوداوية ، والعين النقادة والفكر النقاد ، واللسان الشديد الألفاظ 000
والطبع العدوانى تجده حاد المزاج ، عصبى التصرف ، يثور بسرعة ، ويغضب بسرعة ، ويحتد ، ويعلو صوته ، ويهاجم 0
لذلك فالطبع العدوانى لا يحب الوداعة ، بل يعتبرها طراوة فى الطبع ، ولا يحب الرقة واللطف ، ويغطى حدته بمدح الحزم والجدية 0 والجدية فى مفهومه تحمل باستمرار ملامح العبوسة ، والشدة فى التعبير 0
الطبع العدوانى لا يعالج الأمور بالروية والهدوء ، إنما بالعنف ويرى أن المشرط أهم من الأقراص 0
والإنسان الذى له طبع عدوانى ، لا يستطيع أن يخضع لرئيس أو مرشد ، بل قد يهاجم أيضا جميع الرؤساء والمرشدين ، مادموا لا يسلكون بأسلوبه 0
وفى نفس الوقت الذى لا يخضع فيه لأحد ، يطلب الخضوع من كل من يتصل به ، ولو كان أكبر منه 0
البعض يسمى الطبع العدوانى بالطبع النارى 0
والتعامل معه ليس سهلا ، حتى فى محيط الأسرة ، سواء كان أبا أو أبنا أو زوجا 0
قد يصل العدوانى إلى الشجار والضرب ، وربما إلى القتل 0 وفى المحيط الدينى قد يقتل بلسانه أو نقده 0
إن كنت عدوانيا تذكر أن المسيح كان ( لا يخاصم ولا يصيح ، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته 0 قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفى )
الاٍنسان الروحى ، المتميز بفضيلة الرجاء ، يصحبه الرجاء فى كل تفاصيل حياته ، ويمنحه قوة وفرحا :
+ من جهة التوبة والنقاوة ، دائما له رجاء فى معرفة الله التى تنتشله مهما كان ساقطا ، وتقيمه 0
+ وله رجاء فى شركة الله معه فى كل عمل روحى هو يؤمن بالله ، وصلاحه ، وحفظه ، ومحبته ، ووعده 000 وهذا الإيمان يملأ قلبه بالرجاء فى الاٍستجابة ، متأكدا بكل ثقة أن طلبته قد دخلت إلى حضرة الرب ، وأن الرب لابد سيعمل ما فيه الخير 0
+ وفى كل ضيقة تحل به ، وكل مشكلة ، يكون له رجاء فى إنقاذ الرب له ، مهما كانت الشدة ، ومهما تأخر الرب ، أو بدأ متأخرا ، يكون لهذا الاٍنسان رجاء أن الله سيأتى ، ولو فى الهزيع الأخير من الليل 0 وبهذا لا يفقد الأمل أبدا 0
+ هذا الرجاء الذى فيه ، لا يعرف يأسا ، ولا يعرف فشلا ، ولا يعترف بكلمة المستحيل 0 فعند الله هناك رجاء حتى الفتيلة المدخنة وللقصبة المرضوضة ، ويوجد أيضا للعاقر التى لم تلد
+ الله هو رجاء من ليس له رجاء ، ومعين من ليس له معين ، عزاء صغيرى القلوب ، ميناء الذين فى العاصف 0
+ هذا الرجاء يعطى قوة ، مصدرها الرب ، كقول الرب ( أما منتظرو الرب ، فيجدون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور ، يركضون ولا يتعبون ، ويمشون ولا يعيون ) ( أش 40 : 31 )
+ أنه رجاء ثابت ، لا يتزعزع ، لأنه يعتمد على الله ، الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران 0000
لقد كان ليونان النبى رجاء ، وهو فى بطن الحوت 0
+ والرجاء بالرب يعطى فرحا ( فرحين فى الرجاء ) ( رو 12 )
+ والرجاء قوة دافعة على العمل 0 فليس الرجاء معناه التكاسل ، اٍعتماد على الرب ! كلا ، بل هو فرح بعمل الرب ، يدفع إلى الاٍشتراك معه فى العمل ، بكل حماس 000
+ عيشوا فى الرجاء ، وانتظروا الرب ، وافرحوا به وبعمله 0
+ + +
# إن الناس فى حاجة إلى من يفرحهم ، ويخفف عنهم متاعبهم ، وبالرجاء الذى فيه يفتح طاقة من نور ، تشرق وسط ضيقاتهم فتبددها وتعطيهم أملا جديدا 000
فكن أنت كذلك : إن كانت لديك كلمة مفرحة ، قلها للناس 0 واٍن كانت لديك كلمة متعبة ، أجل اللفظ بها ، حتى لا تتعب غيرك 0
ما أجمل قول الكتاب فى ذلك :
( طوبى لأقدام المبشرين بالخيرات ) 0
# كن بشوشا فى وجه كل أحد ، واعمل كل ما تستطيعه لتشيع البشاشة فى وجوه الناس
وقابل الناس بابتسامة لطيفة ، وبكلمة حلوة ، لأن الناس لا يحبون الملامح المقبطة والوجوه العابسة التى تفقدهم سلام القلب وهدوء المشاعر 0
اٍجعل الناس يفرحون بلقائك ، ويشعرون أنك سبب فرح لهم واٍن قدومك إليهم هو بشارة خير 0
أنظر كم يتفاءل الناس ويفرحون ، بكلمة مفرحة ، يقرأونها فى طالع أو بخت ، وقد تملأ قلوبهم بهجة ، وتعطيهم دفعة فى روحهم المعنوية ، مع أنه لا يعرف المستقبل إلا الله ، ما هذه العبارة التى أفرحتهم سوى مجرد كلام 000 !
# وتأمل كيف اٍن كلمة إنجيل معنها بشارة مفرحة 0
والكرازة بالإنجيل ، كانت هى الكرازة بهذه البشارة المفرحة ، التى فيها قال الملاك للرعاة
( ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم ولجميع الشعب )
# وانظر كيف قال السيد المسيح للناس ( تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال ، وأنا أريحكم )
فاٍن كنت لا تستطيع أن تحمل عن الناس متاعبهم ، فعلى الأقل لا تكن سببا فى أتعابهم 0
# تأمل كيف أن المصورين يطلبون من الناس أن يبتسموا قبل التقاط الصورة 0 لكى يكون المنظر مبهجا ! كن أنت أيضا مبتسما ، لكى يكون وجهك مبهجا للناس 000
# البعض يظن خطأ أن الدين هو كآبة وجه ، واٍن الكآبة دليل الجدية ! بينما الدين هو فرح 0 والفرح واللطف هما من ثمار الروح ( غل 5 : 22 ) 0
عندما قال بولس الرسول ( إذ أنسى ما هو وراء ،إلى ما هو قدام ،أسعى نحو الغرض )
( فى 3 : 13 ) لم يقصد بما هو وراء ، الخطايا ، إنما كان يقصد البر 0 يصنع كل فضائله وراءه ويمتد إلى قدام 0
ولذلك صدق ذلك القائل : إن الرجل الطيب ينسى كل الأعمال الطيبة التى عملها ، من فرط انشغاله بأعمال طيبة أخرى ما زال يقوم بها 00
القديسون لا يضعون أعمالهم الطيبة أمامهم ، بل يضعونها وراءهم ، وينسونها 0 لا يتحدثون عنها واٍن تحدث أحد عنها أمامهم ، يغيرون مجرى الحديث ، لكى ينساها هو أيضا 00
إن تذكروا أعمالهم الطيبة ، ربما يشعرون برضى عن أنفسهم ، وعن حالتهم الراهنة ، وينسون عمل النعمة معهم 0 أما إن نسوا تلك الأعمال ، ولم يذكروا سوى نعمة الله العاملة ، فحينئذ يمتدون إلى قدام 0 شاعرين أن هناك آفاقا أوسع ، قدامهم ، نحو الكمال المنشود 000
ليتك تنسى الماضى كله ليس فقط كل بره ، إنما أيضا كل ضيقاته ومتاعبه ، وتنسى أيضا الشر الذى تشوه ذكراه نقاوة القلب 000 ومقابل كل ذلك تمتد إلى خطوات إيجابية نحو محبة الله 000 ونحو الأبدية 000
مساكين من يحصرون تفكيرهم كله فى الماضى ، بمتاعبه وأخطائه ، بل بأحلامه الحلوة أيضا ، ولا يتبقى لديهم وقت أو جهد ليعملوا شيئا للمستقبل 0
يتحدثون عن جمال الماضى ، وعظمة الماضى ، حديث الاٍفتخار ، أو حديث الحسرة 0 أما الحاضر فلا حديث عنه ، ولا وجود له ، كذلك المستقبل 000 اٍلخ 0
إن الماضى الجميل ، لا يغنيك إن كان الحاضر متعبا 0 لذلك لا تعيش على الذكريات الحلوة ، بل امتد إلى قدام 0 وليكن حاضرك دائما أفضل من ماضيك 000
ولا تذكر من الماضى ، إلا ما يحسن حاضرك ، ويدفعك إلى الأمام فى التوبة أو النمو 000
+ + +
هناك صفات كثيرة للصلاة الروحية ، منها أن تصلى بإيمان ، وباٍنسحاق ، وبفهم ، وبتركيز ، وبحب وعمق ، وحرارة ، صلاة من القلب وليس من الشفتين فقط ، ونحن نود الآن أن نتكلم عن الصلاة باٍنسحاق القلب 0
+ فالذبيحة عند الله ، هى روح منسحق ( مز 50 )
والله لا يرد المنسحقين أبدا 0 وقد كانت صلاة العشار فى اٍنسحاقها مقبولة أمامه ، خرج العشار بها مبررا ، مع أنها كلمات قليلة 00 جملة واحدة 0
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة معترفة بخطاياها وعدم استحقاقها 0
لا تبرير فيها للذات ، ولا أعذار ، بل اعتراف باستحقاق الدينونة 0 صلاة لم يجرؤ فيها العشار أن يرفع عينيه إلى فوق ، وفى مذلة وقف من بعيد 000
+ الصلاة المنسحقة قد تكون أحيانا مصحوبة بالدموع0
مثل صلاة حنة أم صموئيل ، ومثل بكاء بطرس بعد نكرانه على أن تكون الدموع غير مصطنعة وغير متكلفة0 ولا تكون أيضا موضعا للاٍفتخار ، تكبر بها النفس فى عين ذاتها ، أو فى عيون الآخرين 0
+ والصلاة المنسحقة تشكر أكثر مما تطلب 0
ترى أنها غير مستحقة أن تطلب شيئا ، أو هى فى خجل بسبب خطاياها لا تجرؤ أن تطلب سوى الرحمة 0 وهى تشكر على كل شئ شاعرة إنها لا تستحق شيئا 0
+ والصلاة المنسحقة هى فى نفس صلاة خاشعة
فى سجودها لا تلتصق رأسها فقط بالتراب ، بل تقول مع المرتل ( لصقت بالتراب نفسى ) تقف أمام الله فى هيبة ، وتكلمه باحترام ، وبفهم ، وبألفاظ متضعة 0
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة التراب والرماد 0
صلاة إنسان لا يرى نفسه شيئا ، سوى تراب ورماد ، كأيوب بعد التجربة ( 42 : 6 ) وكصلاة أبينا إبراهيم ( تك 19 ) ومثل صلاة نحميا فى تذلله وبكائه وأعترافه ( نح 1 )
( من أنا يارب حتى أتحدث اٍليك ؟! اٍنه تواضع كبير من رب الأرباب أن يستمع إلى التراب )
+ + +
قال الرب فى العظة على الجبل ( لا تقاوموا الشر ) (مت 5 : 39 ) 0
قال هذا فى مجال الأعتداء ، حتى لا ينتقم الاٍنسان لنفسه 0 وفى نفس المجال ، قال معلمنا بولس الرسول ( لا تجازوا عن شر بشر 000 لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء ) ( رو 12 : 19 )
السيد المسيح وقف صامتا ، أمام مجمع السنهدريم ، وأمام بيلاطس ، ولم يدافع عن نفسه 0 ولو دافع لأفحم الكل 0 ولكنه كان ( كشاه تساق إلى الذبح ولم يفتح فاه ) ( أش 53 : 7 ) وفى عدم مقاومته أذهل بيلاطس ، فقال ( لا أجد علة فى هذا البار )
ويوسف الصديق ، ألقاه أخوته فى البئر ، ولم يقاوم 0 وباعوه كعبد ولم يقاوم 0 وحتى لما ألقاه فوطيفار فى السجن لم يقاوم 0 وكان قوى القلب فى عدم مقاومته 0 أما الله ، فمن سمائه رأى ونظر ، وكتب أمامه سفر تذكره 0000
وهابيل البار ، لم يقاوم أخاه قايين 0
وداود النبى لم يقاوم شاول 0
فى عدم المقاومة اعتماد على الله ، ضابط الكل 0
وفى غالبية المقاومات ، إعتماد على الذات 000
الذى لا يقاوم الشر ، فى داخله فضيلة إحتمال ، وفضيلة صبر ، وأيضا إيمان بعمل الله وبتدخله 0 وفى صمته لون من التسليم لمشيئة الرب 0
والذى يقاوم ، كثيرا ما يكون سهل الإستشارة ، يثار بسرعة وينفعل بسرعة ، ويرد بسرعة 0 ويفقد حبه بسرعة نحو من يسئ إليه 0
على أن عدم الشر ، تحتاج إلى نفوس قوية : قوية فى إيمانها ، وقوية فى احتمالها 0
ليتك تدرب نفسك على هذه الفضيلة 0
ليس اٍنك لا تقاوم ، منتظرا من الرب أن ينتقم لك ! بل إنك تصمت وتنسى الإساءة 0
لا يكون لك رد فعل فى الخارج ، وحتى فى الداخل تدرب نفسك على الهدوء وعدم الإنفعال 0
ترتفع فوق مستوى الإساءة ، وترتفع قلبك إلى الله0 لا تدافع ، فالله هو وحده المدافع عنك 0
+ + +
صديقك الحقيقى هو الصادق فى حبه 0
ليس فى صداقته رياء ، ولا مظهرية ، ولا تصنع ، ولا شك ، كل مشاعره صادقة تماما وحقيقية 0
+ والصديق أيضا صديق ( بتشديد الدال ) أى رجل بار 0
لأن الصديق الحقيقى هو الذى يساعدك على نقاوة قلبك ، وعلى محبة الله ، وحفظ أبديتك 0
أما الذى يزاملك فى الخطية ، فليس صديقا بالحقيقة ، إنما هو شريك فى حياة خارج الله
لذلك هناك فرق بين كلمة صديق ، وكلمة رفيق 0
قد تجتمع الصفتان أحيانا فى شخص واحد 0 وقد يرافقك إنسان دون أن يصادفك 0 هو مجرد زميل
+ الصديق الحقيقى هو الأمين على سرك 0
وكما قال القديس يوحنا الذهبى الفم : ( ليكن أصحابك بالألف ، وكاتم سرك من الألف واحدا 000
+ صديقك هو قلبك الثانى ، الذى يحس بنفس شعورك 0
يتألم لألمك من أعماقه ، ويفرح لفرحك من أعماقه 000
هو رصيد لك من الحب ، ورصيد من العون ، وبخاصة فى وقت الضيق 000 لا يتخلى عنك 000
ما أجمل قول سليمان الحكيم فى سفر الجامعة ( اٍثنان خير من واحد ، لأن إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه 0 وويل لمن هو وحده إن وقع ، إذ ليس ثان ليقيمه ) 000
إن الذى لا يقيمك ، لا يمكن أن يكون صديقك 0
+ صديقك ليس من هو من يجاملك ، بل من يحبك 0
ليس من يكسب رضاك ، بأن يوافقك على كل ما تفعله ، مهما كان خاطئا 000 إنما صديقك هو من يحبك بالحق ، ويريد لك الخير ، وينقذك من نفسك ومن أفكارك الخاطئة إذا لزم الأمر 000
لذلك يقول الكتاب ( أمينة هى جراح المحب ، وغاشة هى قبلات العدو ) 000
+ صديقك لا يعاملك بالمثل ، دقة بدقة ، بل يحتملك فى وقت غضبك ، ويصبر عليك فى وقت خطئك
ولا يتغير حبه ، إن تغيرت ظروفك أو ظروفه 0
+ + +
لقد أرسلك الله إلى الأرض ، لكى تنشر فيها الخير 0 أما الشر الذى فى الأرض ، فاتركه ، لا تقاومه
أنها سياسة حكيمة أعلنها لنا الرب فى مثل الزوان ( مت 13 ) لقد قال له عبيده ( أتريد أن نذهب وتجمعه ؟ ) فقال ( لا ) لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه ، دعوهما ينميان معا إلى يوم الحصاد )
وهكذا بقى الزوان فى الأرض 0 ولم يسمح الرب له فقط بأن يبقى ، وإنما أبضا أن ينمو ، ويظل ينمو إلى يوم الحصاد ، وليس علمنا أن نجمعه 00
وأنت ، أتراك تعبت من قلع الزوان ، ولا يزال فى الأرض 0 تراك خسرت روحياتك فى نزع الزوان وما نزعته ، وما ربحت لنفسك 00 ؟ بل لعلك وجدت حنطتك قد نزعت معه ، أو قد صارت تشبه الزوان !! فى الغضب ، وفقدان السلام ، وربما فى فقدان بعض من المحبة !!
إن تعبت ، تعال نزرع الحنطة معا 0 نبذر بذور الخير فى كل مكان 0نغرس غرسا جديدة ، ونسقيها من الماء الحى ، ونصلى إلى الله أن ينميها طالبين إليه فى صلواتنا وقداساتنا ، أن يصعدها كمقدارها بنعمته ، وأن يفرح وجه الأرض ، ليروى حرثها ، ولتكثر أثمارها 0000
الق بذار الخير فى كل مكان ، ولا تتضايق إن وقع بعضها على أرض محجرة ، أو وسط الشوك انس هذا كله ، وأفرح ببعض البذار التى وقعت على أرض جيدة فنبتت 00 هذه هى نصيبك من كل تعبك 0 وهى أيضا نصيب الرب 0
لا تضيع وقتك ، ولا تضيع أعصابك ، ولا تضيع روحياتك 0 فى انتزاع الشر من الأرض ، بل كن إيجابيا فى الخير 0
ما أجمل المثل القائل :
بدلا من أن تلعنوا الظلام ، أضيئوا شمعة 0000
إن النور لا يتصارع مع الظلام 0 ولكن مجرد وجود النور يكفى ، فلا يكون ظلام 0 ٍ
+ + +
ٍٍ
حسب تقييمك لكل أمر ، يكون أهتمامك به أو عدم أهتمامك ، فالتقييم إذن له أهمية الأساسية
فإن أهملت الصلاة مثلا ، يكون هذا أعترافا ضمنيا منك بعدم أهتمامك بالصلاة 0 سواء من جهة حلها لمشاكلك ، أو من جهة مشاعر المحبة التى بينك وبين الله 0
لا تخدع نفسك ، ولا تدافع 0 الحقيقة هى هذه 0
مادمت تضع الصلاة فى آخر مشغولياتك ، إن بقى لها وقت صليت ، وإن لم يبقى لها وقت ، لا تصلى ، دون أن تشعر بخسارة أو بخطر 000 مادام الأمر هكذا ، ولا تحظى الصلاة بأهتمامك ، إذن قيمتها قليلة فى نظرك ولا شك أنك فى حياتك تعتمد على الذراع البشرى ، وليس على الله 000
تسألنى : ماذا أفعل لكى أصلى ؟ هل أغضب نفسى ؟ أقول لك إن الأهم هو أن تشعر بقيمة الصلاة ، بالنسبة إلى حياتك هنا ، وبالنسبة إلى أبديتك 0
نفس الوضع نقوله بالنسبة إلى باقى الأمور 0
إن تقييمك لمشاعر الناس ، يجعلك تهتم بأسلوب التعامل معهم وطريقة التخاطب ونوع الألفاظ 0
وتقييمك لأهمية الأصدقاء ، وأهمية الناس ، يجعلك تحرص عليهم فلا تخسر أحدا ، بل تحتمل فى سبيل ذلك ، وتبذل فى سبيل ذلك 0000
وتقييمك للأبدية وأهميتها ، يجعلك تسلك بتدقيق فى حياتك على الأرض ، وتحاول أنك لا تخطئ ، حتى لا تفقد أبديتك 000 إنك فى حالة الخطية ، لا تكون للأبدية قيمة فى نظرك فى ذلك الوقت 0
وتقييمك للوقت ، يحدد طريقة قضائك له 000
فالذى يضيع وقته يعيش مسرف ، فى التافهات من الأمور ، إنما يعترف أن وقته لا قيمة له فى حياته 0000 وتقييمك للخطايا من حيث تقسيمها إلى خطايا كبيرة وأخرى صغيرة ، يجعلك تتهاون فى هذه الصغار ، ولا يتعبك ضميرك كثيرا فى أرتكابها ، ولا فى الأعتراف بها
ليتك تعيد التفكير فى تقييمك لكثير من التفاصيل 0
ربما هناك أمور خطيرة ، وأنت تستهين بها فى تقييمها 0