منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
<font size="5"><span style="color: DarkRed;">سلام ونعمة رب المجد يسوع</span> اهلا بك زائرنا الكريم <span style="color: Red;">فى منتديات قلب يسوع</span> <span style="color: Magenta;">نتمنى لك قضاء امتع</span> <span style="color: Pink;">الاوقات رجاء التسجيل فى المنتدى</span> <span style="color: Sienna;">لكى تصبح عضوا وان كنت</span> <span style="color: SandyBrown;">مشترك مسبقا فبرجاء التعريف</span> <span style="color: YellowGreen;">بنفسك نترككم فى رعاية قلب يسوع</span> <span style="color: DarkOrchid;">مع تحيات ادارة منتدى قلب يسوع</span></font><br>
منتدى قلب يسوع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قلب يسوع منتدى مسيحى ارثوذوكسى يهتم بكثير من المجالات الدينية والعامة وبه الكثير من الترانيم والافلام الدينية والكثير والكثير
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث   كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime30/1/2010, 15:34

إنك لا تستطيع أن تصل مرة واحدة إلى ما وصله القديسون فى سنوات عديدة ، لذلك أتبع التدرج الأتى :
ضع لنفسك صلاة قصيرة تناسبك ، ويمكنك أن ترددها كثيرا ، من أعماقك ، معبرا بها عن مشاعرك الخاصة 0
أستخدام هذه الصلاة فى أوقات فراغك ، لتشغل بها نفسك ، فلا تشرد أفكارك فى التافهات ، أو فيما لا يليق من خطايا 0 وهكذا تكسب فائدة مزدوجة : الصلاة ، وأيضا مقاومة الأفكار ، وتشغل وقتك فيما ينفعك روحيا 0
أشغل عقلك بالصلاة ، أثناء وجودك وسط أناس ، يتكلمون كلاما لا علاقة له بخلاص نفسك ، ولا تستفيد منه ، وفى نفس الوقت يحرجك أن تنسحب من الوجود معهم 0 فلا أقل من أن تكون موجودا بجسدك ، أما قلبك فهو منشغل مع الله فى الصلاة ، دون أن يشعر أحد 0
يمكنك أيضا أن تنشغل بهذه الصلوات أثناء ركوبك طرق المواصلات ، أو أثناء أنتظارك لها ، أو وأنت فى انتظار لأى أحد ، وهذا فى نفس الوقت ينقذك من القلق ومن الملل 0
يمكن أن تتلو هذه الصلاة القصيرة المتكررة ، أثناء جلوسك على المائدة لتناول الطعام ، حتى تعطى غذاء لروحك أثناء تناول جسدك لغذائه 0 وفى نفس الوقت تحفظ آداب المائدة 0
وإن كلمك أحد أثناء تلاوة الصلوات ، فلا تتجاهله وتصمت وتسبب لنفسك أشكالا ، إنما رد عليه فى أختصار وفى هدوء ، وأرجع إلى صلواتك مرة أخرى 000
يمكن أيضا أن تتلو هذه الصلوات وأنت على فراشك قبل أن تنام ، فبالإضافة إلى عمل الصلاة ، ينشغل عقلك الباطن بشئ روحى ، ويتقدس فراشك ، وتكون أحلامك نقية 0
كذلك حينما تستيقظ ، أبدا فى تلاوة هذه الصلوات ، حتى قبل أن تقوم وقبل أن تغسل وجهك فيكون أول فكر لك هو روحى ، وأول من تخاطبه هو الله 0
كلما تجد فرصة سانحة للصلاة ، أنتهزها 0 وهكذا تنتصر على مشكلة ( الوقت الضائع ) وتتعود الصلاة 0
كل هذه الصلوات ، لا تمنع صلواتك بالأجبية ، ولا صلواتك الخاصة ، وأنت واقف فى خشوع أمام الله 000
+ + +



+ علاقتك بالكتاب المقدس ، تتركز فى : إقتناء الكتاب – أصطحاب الكتاب – قراءة الكتاب – التأمل فيه – دراسته – حفظه 0000 وفوق الكل العمل به ، والتدريب على وصاياه 000
+ ليس أقتناء الكتاب معناه أن يكون تحفة فى مكتبك ، إنما أن يكون لأستعمالك المستمر 0 تستصحبه معك فى كل مكان ، فى جيبك ، أو فى حقيبة يدك ، ويكون سهلا عليك قراءته فى كل وقت 0
+ وقراءة الكتاب يحسن أن تكون بطريقة منتظمة ، ويجب أن تكون كل يوم 0 ومن الأفضل أن تقرأ فقرات منه كل صباح ، لتكون مجالا لتفكيرك وتأملاتك خلال اليوم ، وتملا ذهنك فى مشيك ودخولك وخروجك 0
+ وقراءتك للكتاب ، لتكن بفهم وعمق وتأمل 0 وليتها تكون مصحوبة بالصلاة ، فتقول مع داود
( أكشف يارب عن عينى ، لأرى عجائب من شريعتك )
+ ولتكن القراءة بروح الخشوع ، حتى تستفيد منها 0 وتذكر كيف نقف فى الكنيسة بهيبة لنستمع إلى الكتاب 0 وحاذر من أن تقرأ بتراخ أو تهاون وطياشة فكر 0
+ وليس المهم فى كثرة ما تقرأه ، وإنما فى العمق الذى تقرأ به ، حيث تدخل كلمات الرب إلى أعماق قلبك ، وتجعلها تمس مشاعرك 00
+ وحاول أن تحفظ بعض آيات تمثل مبادئ معينة ، أو تأثيرات خاصة ، أو وعود من الله ، أو ردودا على مسائل تشغلك 0
+ هذه الآيات ترددها كثيرا فى قلبك ، بلون من الهذيذ الذى بلصق هذه الآيات بروحك وأعماقك 0
+ ثم تتناول هذه الآيات من جهة التطبيق العملى ، وتجعلها موضعا لتدرايبك الروحية 0 وهكذا تحول الكتاب إلى حياة ، فيصبح جزءا منك 0
+ لا تهتم فى قراءتك بالحرف ، بل بالروح 0 وإذا احتجت إلى معونة ، لا مانع من أن تسأل 000
+ المهم فى كل قراءة ، أخرج بفائدة روحية 0

+ + +



من التداريب النافعة فى الصوم ، تدريب الحفظ : ونقصد به حفظ المزامير ، وحفظ الصلوات ، وحفظ الألحان والترانيم ، وحفظ الآيات أو قطع من الكتاب المقدس 0000
بالحفظ تشغل وقتك فى شئ روحى مفيد 0
وبالحفظ تغرس فى عقلك الباطن وفى ذاكراتك ، أمورا روحية تنفعك فيما بعد حينما تستعيدها الذاكرة
وبالحفظ تشعر بجو روحى ، مثل جو الصلاة تماما ، وتكون لك فرصة للتأمل فى ما تحفظه 0
بحفظك لآيات الكتاب ، تستطيع أن ترد على كل فكر يأتى إليك ، وتأخذ إستنارة قلب فى الأمور الإلهية بل وفى الدراسات الدينية أيضا ، ويصبح الكتاب فى داخلك 0
ويحفظك للمزامير والصلوات ، تستطيع أن تصلى فى كل وقت
وفى أى وضع ، وفى أى مكان ، وفى وسط الناس ، دون احتياج إلى كتاب تفتحه ، ودون أن تكشف صلواتك 0
بالحفظ ، يمكنك أن تصل وأنت سائر فى الطريق ، وفى طريق المواصلات ، ويمكنك أن تصلى وأنت فى وسط جماعة من الناس يتحدثون فى أمور لا تعنيك 0 فتجلس صامتا ، وتردد صلواتك المحفوظة يحسبونك منصتا ، بينما أنت تصلى بقلبك ، دون أن يشعر بك أحد !
بالحفظ تستطيع أن تصلى فى الظلام ، وأن تسلى نفسك بالتأملات فى رحلة أو فى مسير طويل 0
وكبرنامج مقترح للحفظ ، يمكن أن يبدأ الشخص بالقطع المشتركة فى الأجبية ، كصلاة الشكر ، والمزمور الخمسين ، والثلاثة تقديسات 000 ثم بعض المزامير ، ثم قطع وتحاليل وأناجيل كل صلاة من الصلوات السبع ، وحسبما يوافق قلبه 000
أو حفظ بعض فصول مشهورة فى الكتاب ، مثل ( 1كو 13 ) عن المحبة أو ( رو 12 ) أو
( اتس 5 : 12 – 28 ) أو ( فى 3 : 7 – 14 ) 0
وبالنسبة إلى الصغار ، يمكن تحفيظهم كثيرا من الآيات ، حسب الحروف الأبجدية ، وبعض الترانيم
والألحان ، وصلوات الأجبية ، على أن يختار لهم ما فى مستواهم 0
ويمكن عمل مسابقات فى الحفظ فى مدارس التربية الكنسية ، وكذلك تبادل الحفظ والتسميع بين الأصدقاء 0
+ + +




إن عملت النعمة فى قلبك ، وشعرت باشتياق إلى التوبة ، فلا تؤجل ولو إلى دقائق معدودة 000
ما أدراك ، ربما يزول الدافع ، ويزول التأثير الخارجى ، وتزول الرغبة فى التوبة ، وتحاول أن تبحث عن التوبة ، فلا تجدها 000
كما أن تأجيلك للتوبة ، يعطى الشيطان فرصة ، لكى يستعد لك ، وبعرقل طريقك 0 مادام قد عرف أن التوبة فى نيتك 000 ما أسهل أن تشتد حروبه ، ويجعل طريق التوبة صعبا امامك 000
إن الكتاب يعتبر رفضك لصوت الله فى داخلك ، لونا من قساوة القلب 0 لذلك يقول الوحى الإلهى
( إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم ) ( عب 3 ) 0
كذلك هذا التأجيل ، أو عدم الإستجابة لصوت الله وعمله فيك ، يعتبر إستهتارا بعمل النعمة 0
وقد يسمح الله أن ترتفع نعمته عنك ، أو أن يلقيك إلى أيدى أعدائك ، وتذللك الخطية ، وحتى تشعر بقيمة النعمة التى رفضتها ، ولا تعود ترفض فيما بعد ، حينما تعمل النعمة فيك للتوبة 000
الإبن الضال ، حينما أفتقدته النعمة ورجع إلى نفسه ، قال ( أقوم الآن ، وأذهب إلى أبى ) وللحال قام وذهب ، وانتهز الحرارة الروحية قبل أن تبرد فى القلب ، وقبل أن يختطفها العدو 000
يقول الكتاب ( مفتدين الوقت ، لأن الأيام وشريرة ) إستفد إذن من وقت تشعر فيه باشتياق إلى الله
وفى الحال ، حول الإشتياق إلى واقع عملى ، لكى تظهر أنك تريد الله ، كما يريدك هو 000
كثيرون من الذين أجلوا التوبة ، لم يتوبوا على الإطلاق 0 أو لما حاولوا التوبة فيما بعد ، وجدوا الطريق صعبا جدا أمامهم 0 والأسوأ من ذلك كله ، أن كثيرين منهم ما عادوا يريدون 0000 !
وفى كل مرة نؤجل التوبة 0 قل لنفسك ما معنى هذا ؟ هل معناه إنك ترفض مصالحة الله ؟! أو أنك تفضل الاستمرار فى مقاومته ؟! أو أنك لا تبالى بمخاصمة الله ، ولا تبالى بجرح محبته ؟
+ + +








إستعداد للعام الجديد

لابد أولا أن تقتنع بأنك مخطئ ، لكى تعترف بذلك أمام الله وأمام الأب الكاهن 0 أما الذى يبرر ذاته ، أو يرى أنه على حق فى تصرفاته ، فطبيعى أنه سوف لا يعترف 0
فى الإعتراف تعترف بخطاياك أنت ، وليس بخطايا غيرك 0 ولا تلقى التبعة على غيرك كما فعل آدم وحواء 0
إجلس أولا وحاسب نفسك حتى لا تنسى 0
كن مركزا فى كلامك ، حتى لا تضيع وقت أب الإعتراف ووقت باقى المعترفين المنتظرين 0
الإعتراف ليس هو سرد حكايات 0 إنما فى ما تحكيه أذكر أين أخطأت 0 لأن الإعتراف هو أن تدين ذاتك أمام الله فى سمع الكاهن 0
أذكر خطايا العمل ، وخطايا الفكر والقلب واللسان والحواس والنية بنوعيات وليس بحكايات
أذكر أيضا أخطاءك بالنسبة إلى العبادة وكل وسائط النعمة ، كالصلاة والقراءة والصوم والإجتماعات الروحية 000 إلخ 0
أذكر أخطاءك بالنسبة إلى الفضائل الرئيسية كالإيمان ، والتواضع ، والمحبة ، والوداعة وباقى ثمار الروح ( غل 5 : 12 ) 0
لا مانع من ذكر مقارنة بما قبل 0 وهل أنت فى نمو روحى ، أم تأخر ، أم توقف ، أم فتور0
تقدم إلى الإعتراف بروح التوبة والخشوع ، مصمما من كل قلبك على عدم الرجوع ، مبتعدا عن أسباب الخطية 0
11- ليكن بوم الإعتراف يوما مثاليا له طابع خاص 0 سواء فى الإستعداد له ، أو فى ما بعد الإعتراف ، بحيث لا تتصرف تصرفا يفقدك حرارتك الروحية 000
12- فى عزيمتك على التوبة ، إحترس من الإعتماد على ذاتك ، وإنما صل باستمرار أن يمنحك الرب قوة 0
13- قد يحاربك الشيطان بعد الإعتراف ليسقطك ويوقعك فى اليأس ، وتشوه البداية الجديدة التى بدأت بها 0 فاحترس جدا ، وتنبه لكل محاربة 0 وإن سقطت لا تقل لا فائدة ، وإنما قم بقوة أوفر ، وعزيمة أصدق 0
14- إعط أهمية كبيرة لمقاومة الخطايا المتكررة 0

+ + +




فى ليلة رأس السنة ، لست أريد يارب أن أعدك بوعود كثيرة ، أنا عارف بخبرتى السابقة ، أننى سوف لا أنفذ منها شيئا ، أو أبدأ ولا أكمل !
لست أريد أن أعتمد على ذاتى ، فأنا أعرف ضعفها 0 أعرف أننى أملك الكثير من النيات الطيبة ، ولكن ( أن أفعل الحسنى لست أجد ) ( لأن الإرادة ليست فى نفس مستوى النية والرغبة ) 000
وأول شئ أريده يارب ، هو أن أكلمك بصراحة 0
أريد أن أقدم لك قلبى كما هو ، ليس كما ينبغى أن يكون 0 وأريد أن أشرح لك ضعفاتى كما هى ، لكيما تتولاها بنعمتك وروحك القدوس ، لعلاجها 000
إننى أخطئ إن تعهدت بأننى سأتوب ، وإنما أنا أصرخ إليك قائلا ( توبنى فأتوب ) ( أر 31 : 18 )
وأخطئ إن وعدت بأننى سأعمل العديد من الصالحات ، إنما أنا أريد منك أن تقوينى لكى أعمل 0 أو أريد أن تعمل فى ما تريدنى أن أعمله 0000 فأنت العامل فينا أن نريد وأن نعمل ( فى 2 : 13 )
أريد منك فى بدء هذا العام ، أن تستلم العام كله ، وتتولى قيادة كل يوم من أيامه 000 وأريد أن تستلم هذه الحياة بنفسك 0 وتشكلها بالطريقة التى توافق تدبيرك الصالح ومشيئتك المقدسة 00
أريد أن تكشف لى إرادتك فى حياتى0
( علمنى يارب طريقك 0 فهمنى سبلك ) إكشف عن عينى لكى أرى عجائب من شريعتك 000
عرفنى ما تريد ، وامنحنى القوة على فعله 0
وإن أخطأت وسقطت ، سامح ضعفى ، وامسك بيدى لأقوم 0
لست أسأل فقط من أجل نفسى ، إنما أريد أيضا الكثير من أجل أولئك الذين أحبهم ، والذين تحبهم أنت بالأكثر ، لأنك اخترتهم هياكل لروحك 0
( أيها الآب القدوس ، إحفظهم فى إسمك 0 قدسهم فى حقك ) ( يو 17 : 11 ، 17 ) إملاهم من روحك القدوس 0
أريد أن تكتب أسماءهم فى سفر الحياة عندك 0
+ + +



+ مهما كانت حالتك الروحية ضعيفة ، فلا تيأس ، لأن اليأس حرب من حروب الشيطان ، يريد بها أن يضعف معنوياتك 0 ويبطل جهادك ، فتقع فى يديه 0
وإن كنت تيأس من نفسك ، فلا تيأس أبدا من نعمة الله 0 إن كان عملك لا يوصلك إلى التوبة ، فإن عمل الله من أجللك ، يمكن أن يوصلك 0
+ وفى حياتك الروحية ، أحيانا يكون سبب اليأس ، هو وضعك أمام مثاليات فوق مستواك ، أو خطوات واسعة لا تتفق مع التدرج اللازم 0
وإذ لا يمكنك إدراك ما تريده ، فإنك تيأس 0
لذلك يحسن أن تضع أمامك نظاما تدريجيا فى حدود قوتك وإمكانياتك ، وفى حدود ما منحك الله من نعمة 0 وأعلم أن الله لا يريد منك سوى خطوة فقط 0 فإن خطوتها يقتادك إلى غيرها ، وهكذا 000
وقد تيأس بسبب أنك لا تستطيع أن تقف أمام الله ، إلا إذا ما أصلحت حالك أولا 0
الأفضل أن تقول له : لست أستطيع أن أصلح نفسى أولا ثم آتيك 0 وإنما آتيك لكى تصلحنى 0
+ لا تيأس إن كنت تشعر أنك لا تحب الله ولا تقل : ما الفائدة من كل أعمالى إن كنت لا أحبه !
قل : إن كنت لا أحب الله ، فإنه يعزينى لأنه يحبنى 0 وبمحبته يمكنه أن يجعلنى أن أحبه 0
+ إن كنت تستخدم الوسائط الروحية ، ولا تشعر بصلة حقيقية مع الله ، فلا تيأس 0
أثبت فى القراءة الروحية ، حتى إن كانت بلا فهم 0 واثبت فى الصلاة ، وإن كانت بلا حرارة ، وفى الإعتراف وإن كان بلا إنسحاق ربما من أجل ثباتك تفتقدك النعمة ، وتعطيك الفهم والحرارة والإنسحاق 0
+ مجرد ثباتك فى الوسائط الروحية ، يجعل الله فى فكرك ، ولو بلا توبة !ّ أما إن يئست وأبطلت هذه الوصايا ، فقد تنحدر إلى أسفل ، وتنسى الله كلية 0
+ حتى لو كنت فى حالة ضعيفة ، لا تيأس 0 خير لك أن تبقى حيث أنت ، من أن يدفعك اليأس إلى أسوأ 0
+ + +




+ الذى يشكو ، ربما يقدم أحيانا نصف الحقيقة ، حيث يبدو معتدى عليه 0 وغالبا لا يقدم النصف الآخر وهو سبب هذا الإعتداء 0 وهكذا لا يعطى صورة كاملة عن الحقيقة 0 وبالتحقيق يمكن إكتشاف المعلومات الأخرى التى تشرح الموقف 0
+ أما الإنسان الصريح ، فيذكر كل شئ ، ماله وما عليه ، بهذا يوضح الحقيقة كاملة ، بلا إخفاء 0
+ كذلك الذى يمدح ذاته ، كثيرا ما يذكر هو أيضا نصف الحقيقة ، أى النقط البيضاء فقط فى حياته وهناك نقط أخرى قد تكون عكس هذه ، إذا وضعت معها ، تعطى الصورة الكاملة عن شخصيته وصفاته وأعماله 0
وبنفس الأسلوب نتكلم عن الأم التى تمدح إبنها ، أو تدافع عنه ، أو المرؤوس الذى دائما يمدح رئيسه 0
+ وأى إنسان له الروح القبلية ، أو يتحزب لهيئة معينه ، أو يتعصب لفكرة أو لمنهج أو لفلسفة أو إتجاه ، كثيرا ما يلجأ هو أيضا إلى أنصاف الحقيقة ، فلا يذكر إلا النقط البيضاء التى تخص ما يحبه أو من يحبه 0 أما النصف الآخر من الحقيقة ، فقد يذكره الجانب المعارض 0
الإتهام يمثل نصف الحقيقة 0 والدفاع يمثل النصف الآخر 0 والحقيقة تتضح من إجتماع الإثنين معا
+ التأييد أيضا قد يمثل نصف الحقيقة ، بينما تقدم المعارضة النصف الآخر ، وتتكامل الصورة بإجتماع الإثنين 0
+ ما تراه فى نفسك هو نصف الحقيقة ، وما يراه الغير فيك هو النصف الآخر 000
+ الأمور الظاهرة هى جزء من الحقيقة 0 والأمور الخفية هى جزء آخر 0وقد يكون الجزء الأكبر +ما تعلنه عن مبادئك وأفكارك ورغباتك ، هو مجرد جزء 0 أما الجزء الآخر ، فهو ما تنقذه من هذه المبادئ 0
+ شخصيتك خارج بيتك وأمام الناس 0 هى نصف الحقيقة 0 وربما حياتك فى بيتك مع عائلتك شئ آخر 0 وقد تكون دواخل قلبك مع أفكارك وأحاسيسك شئ ثالث 0 وأنت هذا كله 0
+ إلى متى يعيش الناس بأنصاف الحقائق 0
ربما النصف الآخر يعلنه الرب فى يوم الدين 0

+ + +







ما أعجب أشخاص يعطيهم الله نعمة ، فيحولونها إلى نقمة 0
المال نعمة ، والجمال نعمة ، والفن نعمة ، والحرية نعمة ، كذلك العلم ، والسلطة ، والنظام 0 ولكن ما أسهل عمليا أن تتحول كل هذه إلى نقمات ، بوسائل شتى !
بسوء الإستخدام يمكن أن تتحول هذه النعم إلى نقمات 0
فالمال يشترى الذمم وبيعها ، والجمال يصبح أداة للغواية ، والفن يتحول إلى العبث والملاهى ، والحرية تصبح وسيلة للأستهتار واللامبالاة 0 والسلطة تصير وسيلة للتحكم 0 والعلم يستخدم فى الإختراعات المهلكة والأشياء الضارة 0 والنظام بسوء الإستخدام يتحول إلى روتين وأداة للتعطيل !!
ويمكن أن تتحول هذه النعم – بالمنافسة – إلى نقمات !
ففى سبيل التنافس فى ميادين المال أو العلم أو السلطة أو الفن ، ما أسهل أن يعادى الإنسان أخاه 0 وتنتشر الكراهية والشائعات 0 ويحدث تصارع ، يفقد فيه الإنسان إنسانيته ومحبته لغيره 0
بل ماذا أقول ؟ حتى الخدمة ، خدمة الرب !!
يمكن أن يدخل الشيطان أيضا فى جو الخدمة ، لكى يحوله إلى نقمة 0 فإذا فى الخدمة إختلافات فى الرأى ، تحول إلى صراعات ورغبات فى الإصلاح تتحول إلى تدمير وتخريب وتشهير 0 وإذا فى الخدمة أيضا تنافس على القيادة والرئاسة ، مثلما فى العالميات أيضا 000 !
وكما أن الأختراع الواحد يمكن أن يستخدم للخير والشر ، كذلك جميع الإمكانيات الأخرى 0
الأمر إذن يتوقف على الإنسان ذاته ، على القلب والعقل والإدارة ، بها يصير الأمر نعمة أو نقمة 0
فى عصور الإستشهاد ، كان الإضطهاد يبدو نقمة 0 ولكن القديسين حولوه إلى نعمة ، ونالوا بركاته وأكاليله 000 وصارت دماء الشهداء بذارا للإيمان ، وازدادت الكنيسة روحانية ، والتصقت بالرب أكثر وتعمقت فى القداسة إستعدادا للأبدية 0
كذلك التجارب والأمراض ، حولها القديسون إلى بركة 00
لا تقل إذن هذا الأمر نعمة ، أو هذا نقمة 000
إنما قل : يمكن تحويله إلى نعمة ، يمكن تحويله إلى نقمة 0
القلب الحكيم يحول النقمة إلى نعمة ، حتى الخطية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ يأخذ منها إنسحاقا واتضاعا وحرصا وإشفاقا على المخطئين 0
+ + +




+ هى سير دائم نحو الله 0 هى تقدم مستمر نحو اللا نهائية 0 هى سعى متصل نحو الكمال ، والكمال لا حدود له 0 لذلك فالحياة الروحية لا ينفع فيها الذى يقف ، ولا الذى يجلس أو ينام 0 إنما تحتاج إلى شخص يسعى على الدوام ، بكل قوته 0000
+ هى إنتقال من كمال إلى كمال أفضل 000 إنها مربوطة دوما بالنمو 0
ليست الحياة الروحية أن تعيش حياة فاضلة ، وإنما أن تنتقل من حياة فاضلة إلى حياة أفضل ، فأفضل 000 إلى غير حد 0000 إنها تتلخص فى عبارة واحدة قالها بولس الرسول وهى
( أمتد إلى قدام 0 أسعى نحو الغرض ) 0
+ مسكين الإنسان الذى يقضى حياته كلها فى مقاومة الخطية 000
المفروض أن ينتهى من الخطية ، ويدخل فى حياة البر 0 ثم ينمو فى حياة البر حتى يصل إلى الكمال 0 ويتدرج من الكمال النسبى ساعيا إلى الكمال المطلق ، الذى لن يصل إليه 000 لذلك فالبار يشعر باستمرار أنه خاطئ ومقصر ، لأن الهدف الذى أمامه ما يزال بعيدا 000
+ الشخص الروحى يجاهد بكل إمكانياته ، ولا يكتفى بها بل يوسع دائما دائرة إمكانياته ، محاولا أن يوجد لنفسه إمكانيات جديدة 0000
وفى كل ذلك يصارع نفسه ، ويتصارع مع النعمة العاملة فيه 0 يجاهد مع الله لكى يوصله كما أوصل القديسين 0
+ لا تتلكأوا فى طريق الحياة الروحية 0 لا تقفوا ، ولا تنشغلوا بمناظر الطريق 0 لا تسمحوا لأعدائكم ولا لأحبائكم أن يعطلوكم 0
قولوا لهم كما قال لعازر الدمشقى لأهل رفقة ( لا تعوقونى والرب قد يسر طريقى ) أذكروا قول السيد المسيح ( لا تسلموا على أحد فى الطريق ) لا تنشغلوا بقريب أو حبيب ، بل رددوا قول بطرس الرسول للرب ( تركنا كل شئ وتبعناك ) 000
+ المرأة السامرية لم تشأ أن تعطلها الجرة ، فتركتها عند البئر ، وأسرعت لتبشر بالمسيح 0
ونحن لنا جرار كثيرة : كلما تفرغ واحدة من الماء : نملؤها مرة أخرى 0 لا تركنا البئر ، ولا تركنا الجرار ، ولا تركنا الماء 0 ولا سرنا فى الطريق ولا بشرنا بالمسيح 0
+ صدقونى إن العمر كله لا يكفى لقطع طريقنا نحو الله 0 فكم تكون خسارتنا من جهة هذه السنوات التى ضيعناها من حياتنا ، وهى أقوى ساعات العمر ، وأكثرها طاقة ، أعظمها أجرا 000
+كثيرا ما تكون أنقى أوقاتنا هى الأوقات التى نتحدث فيها عن الطريق 0 وجماله 0 وروحانيته ، دون أن نسير فى هذا الطريق 000 ‍‍!! مجرد علماء نحن ، نحضر دروسا ونلقيها على الناس 00!




ما هو شعورك حينما تزور مواضع القديسين 0
كمن يزور ديرا لقديس فى مناسبة عيده ؟
الرحلة للدير ليست هى زيارة للفرجة أو للنزهة ، إنما هى التماس للبركة ، وللفائدة الروحية 0
لذلك فإن الزيارات الفردية تكون أكثر عمقا ونفعا من زيارات الرحلات ، التى يزدحم فيها الكثيرون 000
فى زيارتك للدير ، ضع فى ذاكرتك ما يختص بهذا المكان المقدس من ذكريات وأفكار روحية 0
تذكر أنك فى مكان يليق به الصمت والخشوع ، وليس الكلام والضوضاء والصوت العالى ، الأمر الذى يحدث فى المدن 0 كان القديسون يصمتون ليتفرغوا للتأمل والصلاة فاصمت أنت أيضا ، وأدخل إلى أعماق نفسك ، لتدخلها إلى أعماق الله 0
لا تضيع وقت الرحلة فى سمر أو ضحك مع زملائك ، سواء أثناء الرحلة ، أو فى الطريق إليها أو أثناء العودة ، لئلا تضيع الفائدة الروحية 0000
لا تنشغل أثناء الرحلة بالتعليقات على كل ما تراه أو تسمعه 0 ولا تقف لتدين هذا أو ذاك ، لئلا تأخذ دينونة بدلا من أخذ بركة 00
أذكر أسماء القديسين الذين عاشوا فى ذلك الموضع ، والفضائل التى اتصف بها كل منهم ، وتأمل فى حياة هؤلاء ، وفى عمق صلهم بالله ، وما تستطيع أن تفعله فى اقتفاء آثارهم 0
خذ معك فى الرحلة كتاب صلوات ، ومفكرة لكتابة تأملاتك ، ولا تتصل إلا بكل من يفيدك روحيا
تذكر أن كل شبر من الأرض قد رواه القديسون بدموعهم ، وأنك تسير على أرض مقدسة 0
أطلب شفاعة قديسى الدير واستغل زيارة الدير ، لكى تسكب صلواتك أمام الله فى كل ما يشغل قلبك ، طالبا صلوات هؤلاء القديسين لتسندك 0
إستفد من الطبيعة الهادئة والجو الساكن ، لكى تجلس قليلا فى هدوء إلى نفسك ، وتفحصها فى عمق 0
إسال نفسك فى صراحة ، ماذا استفدته من الرحلة 00




فى الحياة الروحية ، من المهم جدا : عنصر الإستمرار 0
فمن السهل أن يبدأ إنسان علاقة مع الله 0 ولكن هل يستطيع أن يستمر أم لا ؟!
إن الغلاطيين بدأوا بالروح ولكنهم لم يستمروا ، فكلموا بالجسد ( عل 3 : 3 ) وديماس خدم مع بولس الرسول ، ولم يستمر ، وتركه لأنه أحب العالم الحاضر ( 2تى 4 : 10 ) 0
ما أسهل أن يحيا الإنسان فى حياة المحبة لفترة معينة0
لكن المهم أن يستمر ، لأن الرب قال لملاك كنيسة أفسس ( عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى )
( رؤ 2 : 4 ) ولذلك قال الرب ( أثبتوا فى محبتى )
البدء سهل ، ولكن القوة فى الإستمرار 0 قال مار اسحق : كل تدريب لا تثبيت فيه ، يكون بلا ثمر
إن الشيطان إذا وجدك قد بدأت فى عمل روحى ، يبذل كل جهده لكى يمنعك عنه فلا تستمر فيه 0 ولذلك فإن عنصر الإستمرار فى العمل الروحى ، يحتاج منك إلى جدية وإرادة وعزيمة قوية وضبط نفس 000
والإستمرار يدل على صدق الرغبة فى الحياة مع الله 0 كما أنه يعطى الخبرة الروحية 0
ذلك لأن الإنسان كلما استمر فى فضيلة معينة ، فإنه يدرك بالوقت أبعادها وحروبها والمعطلات التى تقف أمامها ، وكيفية الإنتصار على كل ذلك 0 وبهذا تكون له خبرة بالطريق الروحى ، ودارية بحروب الشياطين فيه 0
ومن أجل هذا الإستمرار ، قال الرب ( من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص ) ذلك لآن البدايات الطيبة ليست كل شئ ، فقوتها إنها تستمر حتى المنتهى ، حتى الموت 0
لذلك قال الرسول ( أنظروا إلى نهاية سيرتهم ، وتمثلوا بإيمانهم ، ( عب 13 ) فعظمة هؤلاء القديسين إنهم إستمروا فى الأمانة للرب إلى نهاية سيرتهم 0
إن بدأت فى عمل روحى ، ووجدت إنك لم تستمر فيه ، ابحث عن السبب وعالجه 0 ربما تكون قد بدأت بمستوى فوق طاقتك0 لذل قال القديسون ( عمل قليل مستمر ، خير من عمل كبير ينقطع بعد حين )
+ + +






+ تأتى إلى الكنيسة بإستعداد روحى خاص :
كانوا قديما يأتون ، وهم يتلون المزامير فى الطريق ، قائلين ( فرحت بالقائلين لى : إلى بيت الرب نذهب ) ( مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات : تشتاق نفسى للدخول إلى ديار الرب ) واحدة طلبت من الرب وإياها ألتمس : أن أسكن فى بيت الرب كل أيامى ) طوبى لكل السكان فى بيتك ، يباركونك إلى الأبد )
+ ويدخل الشخص إلى الكنيسة وهو يقول ( أما أنا بكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك ، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك ) وهكذا يسجد فى خشوع ، ويجلس فى خشوع 000
+ ومن آداب احترام الكنيسة أنه لا يجوز أن يجلس إنسان فى الوقت الذى ينبغى فيه الوقوف 000
+ ولا يجوز لإنسان أن يدخل الكنيسة وفى يده جرائد أو مجلات ، والأسوأ أن ينشغل بهذه وتلك
+ ولا يجوز لأحد أن يرفع صوته ، بل إن تكلم لضرورة خاصة بالعبادة ، يتكلم بصوت خافت أو هامس 0
+ ولا ينشغل أحد بالنظر هنا وهناك ، بل يركز حواسه وذهنه أيضا فى الصلوات والتأمل والإستماع ويكون كمن هو وأقف أمام الله 0
+ وفى تلاوة المرادات والألحان ، لا يجوز لإنسان أن يرفع صوته فوق أصوات غيره ويغطى عليهم أو يختلف عنهم فى اللحن ويظهر كنشاذ 0
+ ومن الآداب اللائقة بالكنيسة ، أن يأتى الإنسان إليها بملابس محتشمة ، لائقة ببيت الله 0 كذلك من يتناولون ، ينبغى أن يخلعوا أحذيتهم ، والنساء يغطين شعرهن ، ولا يضعن مساحيق على وجوههن 0000
+ ولا يجوز لشخص أن يخرج من الكنيسة إلا بعد سماع البركة الأخيرة ونوال التسريح من الأب الكاهن ، وخصوصا فى يوم صلاة القداس الإلهى 0
+كذلك ينبغى أن يأتى الإنسان إلى الكنيسة مبكرا ، فالرب يقول ( الذين يبكرون إلى يجدوننى )
+ والذى يتناول ، من المفروض أن يحضر تحليل رفع بخور باكر ، أو على الأقل يحضر تقديم الحمل تحليل الخدام 0
+ لا يصح أن يزاحم الناس بعضهم بعضا فى الكنيسة ، أثناء التناول ، أو أثناء أخذ البركة 000 بل يتقدمون فى نظام ، ويقدم بعضهم بعضا 0000
+ والذى يمشى فى الكنيسة ينبغى أن يمشى بطريقة هادئة ، فلا يسرع ، ولا يجرى ولا يحدث صوتا
+ كذلك الكنيسة ليست مجالا للسمر والأحاديث 0 فمن غير المقبول أن يجتمع البعض معا فى ركن من الكنيسة للنقاش
+ وكتدريب لإحترام الكنيسة ، أن يدخلها الإنسان بخشوع فى أى وقت ، ولو فى غير وقت الصلاة

+ + +




+ مشكلة أيوب الصديق إنه كان رجلا بارا ، ويعرف عن نفسه أنه بار 0 لذل قال الكتاب عنه إنه :
( كان بارا فى عينى نفسه ) ( أى 32 : 1 )
ولعله لهذا السبب حلت عليه تجربته المشهورة 0
وظلت التجربة تحيط بأيوب الصديق ، خلال كونه بارا فى عينى نفسه 0 ولكن إرتفعت عنه التجربة حينما قال للرب ( ها أنا حقير ، فماذا أجاوبك ؟! وضعت يدى على فمى ) ( أى 40 : 4 ، 5 ) وأيضا ( قد نطقت بما لم أفهم ، بعجائب فوقى لم أعرفها 00 لذلك أرفض وأندم فى التراب والرماد ) ( مز 42 : 7 )
وحينما وصل إلى التراب والرماد ، رفعت عنه التجربة 0
+ قال الكتاب ( وعلى فهمك لا تعتمد ) ( أم 3 : 5 )
وقال أيضا ( لا تكونوا حكماء عند أنفسكم ) ( رو 12 : 16 )
+ وقال كذلك ( جاوب الجاهل حسب حماقته ، لئلا يكون حكيما فى عينى نفسه ) ( أم 26 : 5 ) 0
+ إن الله يريدنا أن نكون حكماء فى أعين أنفسنا ، لذلك دعانا إلى التلمذة وإلى المشورة 0 وقيل :
( الذين بلا مرشد ، يسقطون مثل أوراق الشجر )
ولذلك دعا الله إلى طاعة الكبار ، وإلى اٌلإسترشاد بهم ، مثل الوالدين ، والمرشدين الروحيين ، وبخاصة آباء الإعتراف ، كذلك الشيوخ الذين لهم خبرة السن الناضجة 0
لكى لا تكون حكيما فى عينى نفسك ، شاور غيرك 0 ولكى لا تكون بارا فى عينى نفسك ، تذكر خطاياك 0
إن البار فى عينى نفسه ، لا يقبل لوما من أحد ، ويرى نفسه باستمرار أنه على حق 0
وكل أخطائه يحاول أن يبررها أو يجد لها أعذارا ولا يعترف أبدا أنه قد أخطأ 0
لذلك هو يقع فى الكبرياء ، وفى العناد ، وفى كثرة الملاججة والجدال ، وفى الإفتخار الردئ 0
كما أنه يثبت على أخطائه ، لا يغيرها ، لأنه لا يعترف بها 0 وهو فى نفس الوقت يفقد معونة الله 0 وقد تتخلى عنه النعمة فيسقط ، ليشعر بضعفه 000
+ + +




نحن نصلى تنفيذا لأمر ، أو أداء لواجب 0
كلا ، فالصلاة هى تعبير عن الحب الذى فى قلب الإنسان نحو الله 0
الإنسان البار يحب الله ، ومن محبته له يفرح بأن يتكلم معه 000 تماما كما يكون بينك وبين صديق عزيز علاقة مودة 0 فأنت تكلمه وتتحدث إليه ، فى أى موضوع ، المهم أن تكلمه ، وكفى0
داود النبى ، رجل الصلاة المعروف ، هو مثال عملى لصلاة الحب
يقول للرب : ( كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه ، كذلك أشتاقت نفسى إليك يا الله )
( عطشت نفسى إليك ) ( التحقت نفسى وراءك ) ( متى أقف وأتراءى أمام الله )
( مز 62 ، مز 5 ، مز 42 ) إنه يحب الله ويشتاق إليه ، 00 لذلك يصلى 0
إن كنا نصلى ، فذلك لأننا نشعر بهذا الحب نحو الله
وبينما تبدو الصلاة ثقيلة يمكننا فى نفس الوقت أن نقف مع أصدقائنا بالساعات نتكلم ولا نمل لأن بيننا وبينهم حبا 0
الصلاة إذن هى حب ، وهى صلة مع الله كما يبدو من إسمها 0 هى التصاق بالرب ، وهى رفع القلب والفكر إلى الله
هناك أشخاص لا يصلون إلا ليطلبوا من الله شيئا 0 فإذا لم يوجد شئ يطلبونه أمتنعوا عن الصلاة ، كأن المنفعة الشخصية هى الدافع لهذه الصلة مع الله !ّ وهؤلاء يوبخهم القديس باسليوس بقوله
( إذا وقفت لتصلى ، فلا تبداء صلاتك بالطلب ، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلى ! )
ثق أن جميع احتياجاتك ستأتيك دون أن تطلب 00 ولتكن صلاتك لا طلبا بل حبا 00
المسيح إلهنا عندما كان يصلى ، ماذا كان يطلب ؟ كان يقضى الليل كله فى الصلاة ، ولم يكن محتاجا إلى شئ ، فكل شئ فى قبضة يديه أليس هو القائل ( كل ما للآب هو لى ) صلاته إذن كانت حبا ، كانت تعبيرا عن الحب الذى بينه وبين الآب 0
والإنسان عندما يحب الله يحب ملكوته ،
فيطلب أولا ملكوت الله وبره ( متى 6 : 33 ) وبهذه الطلبات تبدأ الصلاة الربية : لتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ) ( خبزنا الذى للغد ، اعطنا اليوم ) الخبز السماوى ، الذى لمستقبلنا الأبدى ، الخبز الروحى ، جسدك ودمك ، أعطنا اليوم 0 إنها طلبة مبنية على الحب0 أعطنا يارب ذاتك ، لأننا بك نتغذى ، أعطنا كلامك الحلو لأننا نحيا بكل كلمة تخرج من فم الله 0
أما أنت يا أخى ، إن كنت لم تصل بعد إلى الصلاة التى كلها حب فاطلب من الله ما تريد : كن صريحا مع الله 0 افتح له قلبك وحدثه بكل ما فيه 000
وإن لم يكن فيك هذا الحب ، صلى لكى يعطيك الرب إياه 0 قل له باستمرار
( أعطنى يارب أن أحبك )







من الصعب أن نقول كلام واحد لكل واحد 00
فكل شخص له ما يناسبه ، وما يناسب ظروفه 0
وأنت نفسك ، ربما يعوزك اليوم تدريب معين ، وقد يعوزك عكسه غدا 00 أو بعد ساعة 00
ربما يلزمك – فى هذه المناسبة بالذات – أن تصمت 0 وقد يلزمك جدا فى مناسبة أخرى أن تتكلم ، وتشعر فى أعماقك أنك ستدان على صمتك ، إن صمت !
إنسان لا يحسن الكلام ، أو أن كلامه يفهم على عكس المقصود منه ، أو يؤول فى ظروف معينة 0هذا يصلح له تدريب الصمت 0 وإنسان آخر مطالب بالشهادة للحق : إن صمت ، يكون صمته خطيئة 0
لذلك لا تقرأ كل كلام ، فتنفذه بدون تفكير ! إنما خذ منه ما يناسبك ، واترك الباقى لغيرك
وقد يأتيك إنسان يائس من خلاصه ، فتخفف عنه ، وتشرح له أن كل خطاياه لا شئ إلى جوار رحمة الله ومحبته 0 فإن رأيته ، أو رأيت غيره قد استهتر ، أستغل طول أناة الله فتحول إلى اللامبالاة ، حينئذ تكلمه عن بشاعة الخطية ، وعدل الله الذى يحاسب على كل شئ
وهكذا تعيد قول الرسول ( هوذا لطف الله وصرامته 000 ) ( رو 11 : 22 )
إذن للطف وقت ، وللصرامة وقت آخر 00
والحكيم يستخدم كلا منهما فى موضعه ، حيثما يناسب 0
الوداعة إذن لها وقت يناسبها ، والحزم له وقت يلزمه 0
والإنسان الحكيم لا يستخدم الحزم حين تلزم الوداعة ، ولا الوداعة حين يحبب الحزم 0 ولا تكون حياته واحدا منها بغير الآخر 0 فالشخصية المتكاملة تجمع الأمرين 00
وأنت فى حياتك ترى ألوانا من الطبائع ، وعديدا من الحالات وتحتاج فى المعاملة مع هذه المتناقضات ، إلى حكمة تدرس بها الحالة ، تتخير لها ما يناسبها ، إن حزما أو لطفا ، صمتا أو كلاما 000
كذلك حينما تقرأ 0 أقرأ فى حكمة وافراز ، حسبما يناسب طبيعتك وظروفك ، ولا تنفذ إلا بوعى 00

+ + +









فى فترة الصوم يليق بك أن تتدرب على ضبط النفس ، كما تدرب نفسك على ضبط جسدك 000
+ ضبط النفس يظهر واضحا ، حيثما تمنع ذاتك عن شئ تشتهيه ،أو تنفعل به ، فلا تستسلم لشعور معين أو لدافع داخلى إنما تحكم ذاتك وكما قال الحكيم :
( من يحكم نفسه خير ممن يحكم مدينة )
+ يمكنك أن تحاول كمثال ، أن تضبط نفسك فى وقت الغضب 0000
وتضبط قلبك فى الداخل من الحقد والغيظ والكراهية ، وتضبط لسانك من الإدانة ومن الحدة والعصبية والألفاظ الشديدة والقاسية 000
+ كذلك يمكنك أن تضبط نفسك من الإنفعال والتسرع والإندفاع ، وتحاول أن تهدئ نفسك ، فلا تتكلم بسرعة ، أو تبدى رأيك بسرعة ، ولا تقاطع غيرك فى حديثه ، ولا تصدر حكما دون التأكد من صحته أولا 0000
+ يمكن أن تضبط نفسك فى أية شهوة تخطر على قلبك ، وتشتاق إلى تنفيذها ، فلا تستلم لكل رغبة تأتيك ، وإنما تتحكم فى مشاعرك ، وفى أهوائك ، وفى رغباتك ، وفى غرائزك وكل نزواتك 0 لا تجعل رغباتك تتحكم فيك ، وإنما أنت الذى تتحكم فيها ، تخضعها للعقل وللروح 000
+ أضبط نفسك أيضا فى الدفاع عن كرامتك ، أو فى الإنتقام لنفسك 0 وتذكر قول الرسول
( أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء ) 000
+ أضبط نفسك من جهة أفكارك ، بأى شئ تتعلق 0 فإن كانت تفكر فى ما لا يليق ، أو فى التافهات حاول أن توقفها ، وأن تحول تفكيرك إلى مجرى آخر 0
+ أضبط حواسك ، وبخاصة سمعك وبصرك ، فلا تسمح لنفسك أن ترى أو تبصر شيئا غير لائق 0
+ أضبط نفسك أيضا فى وقت الصلاة ، بحيث لا تشرد أفكارك وبحيث لا تقف بطريقة غير خاشعة أمام الله 0
+ حاول أن تضبط نفسك من جهة الوقت ، فلا تسمح أن يضيع وقتك فى متع يكون وقتك أثمن منها إن ضبط نفسك تماما ، تكون قد نجحت فى صومك 0

+ + +







إن الله هو الحق 0 وقد قال عن ذاته ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) ( يو 14 : 6 ) وقال أيضا
( وتعرفون الحق ، والحق يحرركم ) (يو 8 : 32 ) وقال الكتاب عن الروح القدس أنه
(روح الحق ) ( يو 15 : 26 )
لذلك إن سرت فى طريق الحق ، فأنت فى طريق الله 0وإن قلت ( كلمة الحق ) ( 2تى 2 : 15 ) فأنت تقول كلمة الله 0

وإن بعدت عن الحق ، فكرا أو لسانا أو تصرفا ، فإنما أنت فى ذلك تبعد عن الله 000
البعض يبعدون عن الحق ، بسبب الجهل ، وهؤلاء هم أخف المبتعدين 0 بالتوعية والمعرفة يرجعون إلى الحق ، مادام القلب سليما من الداخل ، والعقل هو السبب 000
والبعض يبعدون عن الحق ، أو يقولون غير الحق ، خوفا من الناس ، أو خجلا منهم ، أو ضعفا أمامهم ، أو تملقا لهم 0 وهؤلاء يحتاج قلبهم أن يتطهر والبعض يقول غير الحق ، سترا لأنفسهم كالذين يخفون أخطاءهم بالكذب أو الرياء 0 ولا شك أن هؤلاء تلزمهم التوبة ، والتخلص من الخطايا التى تعطونها 00
والبعض يقول غير الحق تعصبا لصديق يريد أن يحميه ، أو كيدا لشخص آخر قلبه يكرهه ، كمن يشهد شهادة زور ، أو يلفق تهما ، ليؤذى غيره 0
إذن فالكراهية يمكن أن تبعد الإنسان عن الحق ، وكذلك الحب الخاطئ يبعده عن الحق أيضا 0
الإنسان الروحى ، هو إنسان حقانى ، يعطى كل شخص حقه ، بلا ظلم ، وبلا تحيز لأحد 00
والإنسان الحقانى أيضا يكون عادلا ، حتى فى الحكم على نفسه ، لا يجاملها على حساب الحق 0
والذى يحب الحق ، لا يختفى وراء الألفاظ ، أى لا يقول ألفاظا يمكن إن ظاهرها يبدوا حقا ، ولكنه يريد بها أن يفهم السامع غير الحقيقة !
والذى يحب الحق ، لا يقدم أنصاف الحقائق بطريق خداعة ، وإنما يقول الحق ، كل الحق 000
ترى فى أى نوع من كل هذا ، تضع نفسك ؟

+ + +







نظرة الناس إلى الخطأ والصواب ، وتوجيهها وحكمها ، تختلف من شخص إلى شخص إلى آخر ، حسب إتضاع القلب أو كبريائه 0
فالإنسان المتضع ، يركز بحثه حول أخطائه الخاصة 000
وإذا توجه باللوم ، فإنه لا يلوم إلا نفسه 000
أما غير المتضع ، فلا تشغله سوى أخطاء الآخرين
تشغل كل فكره ، وكل حماسه وكل اهتمامه 00 وربما تشغل أيضا كل وقته وكل طاقاته 00
إنه ينصب نفسه رقيبا على الناس ، يرقب ويحاسب ، ويشغف بمنصب القضاء ، فيقيم نفسه قاضيا ، يصدر أحكامه 00
وإن لم يجد أخطاء للآخرين ، فإنه يتخيلها ، بسوء الظن
والشك ، وعدم الثقة بالناس ، والقسوة فى الحكم ، واستعداد قلبه لسماع ما يسئ إلى غيره مهما كان بغير حق !
وقد يظن أن إدانته لغيره على ما يرام خاطئا فيهم ، إنما يجعله هذا فى مستوى أعلى منهم ، كما لو كان يفهم ما لا يفهمون ، ويحسن تدبير الأمور بغير ما يتدبرون 000 فهو أعلى فكرا وفهما وتصرفا وتدبيرا 000 !

وفى كل ذلك ، ينسى نفسه 000
إنه دائما يلوم ، ولا يمكن أن يقبل اللوم 0
يعتب ولا يقبل العتاب 0 ينتقد ولا يقبل النقد 00
نفسه بلا خطيئة ، كاملة فى عينيه 000
لهذا من الصعب على غير المتضع أن يتوب ! فعلى أى شئ يتوب ، وهو لا يرى خطأ فى نفسه ؟!
من الصعب على غير المتضع أن يقبل نصيحة 0 فما الذى يفهمه الناس أكثر منه ، حتى ينصحوه به
كانت التجربة التى أصابت أيوب الصديق ، بسبب أنه ( كان بارا فى عينى نفسه ) ( أى 32 : 1 )
ولهذا يقول معلمنا القديس بولس الرسول :
( لا تكونوا حكماء عند أنفسكم ) ( رو 12 : 16 )
ويقول سليمان الحكيم ( على فهمك لا تعتمد 00 لا تكن حكيما فى عينى نفسك ) ( أم 3 : 5 ، 7 )
سعيد هو الإنسان الذى يدين نفسه فى كل شئ 0 والذى يهتم بأبديته ، لا بالحكم على الناس 00

+ + +








ليس المهم فى حياتك أنك تصلى ، إنما المهم حقا هو : طيف نصلى ؟
هل صلاتك مجرد ترديد لألفاظ ، أم هى صلة حقيقية عميقة بالله ، تشعر بها إنك تنعم بوجوده معك ، وإنك تكلم كائنا تحسه تماما وتوقن إنك واقف أمامه 0
ليس المهم إذن الفاظ الصلاة ، بقدر ما تدركه أنت من فهم وعمق هذه الألفاظ ، وبقدر ما تختلط بها من مشاعر روحية ، تدل على أنك تعنى ما تقول 000
اسأل نفسك إذن ، وبخاصة فى هذه الفترة المقدسة من الصوم ، كيف تصلى ؟ وهل تشعر أن صلاتك قد صعدت إلى فوق ، وقد دخلت إلى حضرة الله ، وقد سمعت لها فى قلبك إستجابة خاصة ؟؟
هل صلاتك مملوءة بالحب ، بحيث إنك مدفوع بهذا الحب إلى الصلاة ،
ولست مدفوعا بمجرد الواجب 0000
وهل قلبك متصل بالله أثناء الصلاة ، بكل عواطفه ، وبكل إشتياقه ، وبكل إنفعالاته ؟ ولست مثل أولئك الذين قال عنهم الرب
( وهذا الشعب يعبدنى بشفته ، قلبه فمبتعد عنى بعيدا 00 )
وهل صلاتك مملوءة أيضا بالخشوع وبانسحاق القلب 0
أنت فيها تدرك من هو الذى تكلمه 000 إنه غير المحدود فى كل كمالاته ، القادر على كل شئ ، الخالق ، الذى تجثو له كل ركبة ، ما فى السماء وما على الأرض ، الذى ما أنت سوى تراب وهباء قدامه ، لكنه من فرط تواضعه قد دعاك إبنا 000



وهل صلاتك فيها روح الإيمان ؟
وهل صلاتك بعيدة عن الذات ، مركزة فى الله 000 ؟
على قدر إمكانك تحاول فيها أن تركز فى الله وفى صفاته الحلوة التى تأسر قلبك ، وفى ملكوته وسمائه ، وملائكته ، ووعوده ، وعشرته ، وحبه 0000
وهل إذا صليت ، لا تود أن تترك الصلاة ، وتشتاق لو أنك بقيت فيها أبدا ، وصارت حياتك صلاة ؟

+ + +










منذ الخطية الأولى ، وقبل طرد أبوينا الأولين من الجنة ومنحهما الله رجاء فى الخلاص ، وقال لهما إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية 0 وكان هذا مبدأ الرجاء 000
إن مثال مريم المجدلية ، يعطى لنا نموذجا من الرجاء ، هذه التى كان فيها سبعة شياطين
( مز 16 : 9 ) وإذا بها تصبح قديسة كبيرة ، استأمنها الرب على تبشير تلاميذه بالقيامة 0 وكانت مع العذراء حول الصليب 000
بل مثال يونان النبى ، يعطينا نفسى الرجاء 0000
من كان يظن أن إنسانا ابتلعه حوت عظيم ، وفى بطن الحوت يركع لله ، ويقول ( أعود أبصر هيكل جسدك )
إنه الرجاء ، فى الخلاص حتى من بطن الحوت 0
إن مثال المجدلية ، ومثال يونان ، يذكرنا أيضا بالثلاثة فتية فى أتون النار ، ودانيال فى جب الأسود ، كلها أمثلة للرجاء 0
فى الحياة مع الله ، لا مستحيل 0 هناك رجاء مهما كانت الخطية ، ومهما كانت الضوائق ، ومهما كان الأمر صعبا 0
فى الحياة الروحية ، ما أجمل قول الكتاب فى الرجاء :
( كل شئ مستطاع للمؤمن )
( أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى )
إن حوربت بعدم الرجاء من جهة قدراتك الشخصية ، فإنك لا يمكن أن تحارب من جهة قدرة الله
إن كنت أنت لا تستطيع ، فإن الله يستطيع :
حتى إن كنت لا تطلبه ، فإنه هو يطلبك ، كما طلب الإبن الضال والدرهم المفقود ، ويقف على بابك يقرع لكى تفتح له 0 ما أعظم هذا الرجاء ، إن الله يطلبك ، وإنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا 00
إن الشيطان ، فى إلحاح شديد ، لا يفقد رجاءه فى هلاك أقدس القديسين ، ويظل يحاربه ، فكم بالأولى يكون رجاؤنا نحن فى تخليص الله للخطاه 00
إن الله أعطانا رجاء ، فى أحداث ذكرها الكتاب 0
مثل المعجزات العديدة ، كإقامة الموتى مثلا ، حتى الذى دفن من أربعة أيام ، وقيل إنه قد انتن 0
إن أكبر حرب يحاربنا بها الشيطان ، هى قطع الرجاء 0








ما علاقتك بالروح القدس منذ مسحت بالمسحة المقدسة فى سر الميرون بعد عمادك ؟
هل تشعر أن جسدك هيكل الروح القدس ، والروح القدس يسكن فيك ، ويعمل فيك ؟
هل دخلت فى شركة الروح القدس ( 2كو 13 : 14 ) التى يذكرها الأب الكاهن فى صلاة البركة ؟
هل روح الله يشترك فى كل عمل ؟
أم أنت تعمل وحدك ، بغير روح الله ، مستقلا بفكرك وإرادتك وتدبيرك ورغباتك الخاصة ؟
هل عمل الروح فيك يعطيك حرارة ، سواء فى صلواتك ، أو تأملاتك ، أو خدمتك ، أو محبتك لله وكنيسته وملكوته ؟
هل أستطعت أن تصل إلى تنفيذ وصية الرسول التى يقول فيها ( امتلئوا بالروح ) ( أف 5 : 18 )
هل روح الله هو الذى يتكلم على فمك ، حسبما قيل ( لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم )
( متى 10 : 20 ) ؟
إن كان كذلك ، فثق أن كلماتك ستكون لها قوتها وفاعليتها وتأثيرها فى قلوب سامعيك 000
أم أنت تتكلم من ذاتك لا يفتح الروح فمك ؟
هل لك ( ثمار الروح ) التى تحدث عنها القديس بولس الرسول فى ( غل 5 : 22 ) حيث قال
( وأما ثمر الروح فهو محبة فرحة سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ) أما أنا حياتك بلا ثمر ، أم أنت تشتهى مواهب الروح ، دون أن يكون لك ثمر الروح ؟‍!‍ ‍‍
هل تشعر أحيانا أنك ( تحزن الروح ) ( أف 4 : 30 ) بتصرفات معينة لا تتفق وسكنى الروح القدس فيك 0
وهل أنت ( تطفئ الروح ) ( 1تس 5 : 19 ) بحياة الفتور ، وبعدم الإستجابة لعمل الروح فيك ؟!
ليتك تعيد تقييم مدى علاقتك بالروح القدس ، وتسأل :
هل حياتك حياة روحية ؟ هل ألفاظك ألفاظ روحية ؟

+ + +













أكثر شئ يتعب الناس فى روحياتهم ، عدم الثبات 0
كأن يتوب إنسان ، أو يظن أن يتوب ، ويعترف ويتناول 0 ثم يرجع إلى خطيته كما كان ، دون ثبات فى التوبة 000 ومشاعر الندم التى كانت عنده لا تثبت 0 كذلك رغبته فى الحياة مع الله 0
إن الذين يسلكون هكذا ، ليست لهم علاقة مستمرة بمحبته ولا بملكوته ، إنما هم يعرجون بين الفرقتين 0
فى يوم يعبدون الرب فى خيمة الإجتماع ، ويوما آخر يسجدون للعجل الذهبى 0 يسيرون شهورا مع الرب تحت السحابة ، وفى وقت آخر يتذمرون ويبكون ، ويقولون ليتنا كنا فى أرض مصر إلى جوار قدور اللحم 000
يأكلون الفصح مع المسيح ، ويتفقون مع الكهنة على تسليمه 0
يقولون للرب ( ولو أدى الأمر أن نموت معك ) وبعد ساعات ينكرونه أمام جارية ثلاث مرات 0
إن عنصر عدم الثبات يتعب الحياة الروحية ويخلخل قوتها إن استمرت حالة المرء هكذا 0
وعدم الثبات فى الحياة الروحية ، له أسباب متعددة :
قد يرجع إلى أن الحياة الروحية غير مبنية على الحب ، أو هى مجرد شكليات من الخارج ، ليس لها أساس فى أعماق النفس وفى اقتناع الفكر 000
وقد يكون السبب فى العلاقة مع الله خوفا طارئا ، مضت مدته وانتهى ، أو حرارة طارئة فترت بعد حين ، أو بأثر وقتى زالت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
جرجس2020
مدير عام المنتدي
مدير عام المنتدي



كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث Jj11
عدد المساهمات : 2870
نقاط : 5593
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 28
الموقع : https://jesus-chirct.yoo7.com

كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: شكر   كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث I_icon_minitime23/2/2010, 16:46

نشكر تعب محبتكم وشكرا
على الموضوع الحلو ده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jesus-chirct.yoo7.com
 
كلمات منفعة4 لقداسة البابا شنودة الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة2 لقداسة البابا شنودة الثالث
» كلمات منفعة3 لقداسة البابا شنودة الثالث
» اقوال البابا شنودة الثالث 3
» اقوال البابا شنودة الثالث 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قلب يسوع :: 
المنتدى الروحى
 :: منتدي المرشد الروحي
-
انتقل الى: